أميرة ملش تكتب : عودة الروح إلى الجناح العسكرى للإخوان بمجموعات العمليات النوعية وحركات «جيفارا» و«ولع»

مقالات الرأي


القبض على أربع خلايا فى يوم واحد كشف المخطط

صحيح أن الشعب المصرى قضى على حلم عمره أكثر من ثمانين عاما للإخوان المسلمين، وهو الأمر الذى جعل الجماعة فى حالة صدمة أخرجت منها هذه الصدمة كل ماكانت تضمره من عنف وكراهية تجاه المصريين، وطالما هددت هذه الجماعة باستخدام منهج سفك الدماء.. واستعرضت ميليشياتها علانية.. هذه الميليشيات التى تعد الجناح العسكرية للتنظيم.. الذى أصبح تنظيما إرهابيا بحكم المحكمة وبحكم الشعب المصرى فى حالة عزلها ورغم ذلك تم عزلها.

بعد عام تقريبا من الهجمات العشوائية، قررت جماعة الإخوان تنظيم إجرامها وسفكها للدماء وأعمال التخريب بإحياء الجناح العسكرية من جديد، واختارت الإسكندرية لإحياء الجناح العسكرية منها.

هذا ما أكدته معلومات حصل عليها جهاز سيادى تقول إن تنظيم الإخوان المسلمين، يعتزم إحياء الجناح العسكرية للجماعة فى إطار خطة لتنظيم صفوف عناصره، حتى تكون الضربات منظمة وليست عشوائية، وتم عمل التحريات اللازمة والتى أكدت هذه المعلومات، البداية هذه المرة من محافظة الإسكندرية .. وتبين أن الإخوان استطاعوا خلال الفترة الماضية استقطاب عدد من شباب التيارات الإسلامية، المختلفة لتدريبهم على حمل واستخدام السلاح، والمهام القتالية والتدريب على استخدام العبوات الناسفة، والمواد المتفجرة وكيفية مواجهة قوات الجيش والشرطة عند اللزوم، وأنهم قاموا باستحداث مايسمى بمجموعات العمليات النوعية التى تستهدف المنشآت الشرطية والقوات المسلحة كما أنها أيضا تستهدف مؤيدى ثورة 30 يونيو أى أنهم يعتزمون استهداف أفراد من الشعب.

ويقول مسئول أمنى إنهم كانوا يستعدون لاستهداف شخصيات عامة وسياسية، ممن يعرف مشاركتهم فى ثورة 30 يونيو، وممن دعوا لقيامها، وكانت لهم جهود فى حشد الجماهير للمشاركة فيها، وأيضا ممن دعوا لفض اعتصام رابعة العدوية وكذلك النهضة، حتى يحققوا نقلة نوعية فى الهجمات الإرهابية والاغتيالات الفردية، هذا بجانب استهداف رجال الجيش والشرطة، ولهذا أطلقوا على أنفسهم مجموعات العمليات النوعية ، كما أنهم كانوا يعتزمون أيضا فى فترة أخرى أن ينالوا من الشخصيات العادية من الشعب المصرى ممن أيدوا 30 يونيو، مثل أن يستهدفوا تاجرا معروف عنه عداؤه للإخوان وتشجيعه للثورة، وأن يكون قد وضع صورة للرئيس السيسى فى محل تجارى يمتلكه، فيقومون بعمليات تخريبية ضده بسرقته مثلا أو حرق ممتلكاته، وقد يقتلونه وعندما يحدث ذلك فى عدة مناطق وفى حالات مماثلة، يحققون هدفهم بالانتقام ممن شاركوا فى 30 يونيو، كما يحققون ترويع وفزع المواطنين، ولذلك كان من الضرورى القبض عليهم، فور عمل التحريات والتأكد من اعتزامهم تنفيذ ذلك، وبالفعل تم عمل الخطة الأمنية للقبض عليهم وهم 6 أفراد ينتمون لتنظيم الإخوان، وقامت القوة المكلفة بذلك بالقبض على خمسة أفراد منهم خالد إبراهيم عبدالغنى شحاتة المسئول التنظيمى عن تلك المجموعة، ويوجد عنصر هارب.. وضبط معهم سيارة وأسلحة نارية وبنادق خرطوش وطلقات، وعدد من القنابل الهيكلية بدائية الصنع، وزجاجات مولوتوف، كما أنهم اعترفوا فى مكان التحقيق معهم بجهة سيادية أنهم اشتركوا مع المتهم الهارب فى ارتكاب العديد من الحوادث الإرهابية ضد قوات الشرطة بمحافظة الإسكندرية ، وعمليات أخرى ضد المدنيين، منها وضع عبوات ناسفة فى محطات الترام ووضع عبوات متفجرة هيكلية قاموا بصنعها أمام مول زهران التجارى بسيدى جابر، كما أنهم سبق وقطعوا الطريق عند كورنيش جليم .. كما اعترفوا أنهم يتلقون الدعم المادى والتعليمات من قيادات إخوانية هاربة خارج مصر.

وفى الإسماعيلية تم ضبط خلية إرهابية.. تقوم برصد سيارات ضباط الشرطة وأعضاء الهيئة القضائية وإشعال النيران فيها أثناء توقفها أسفل منازلهم ليلاً، وتصويرها أثناء اشتعالها، كما أن هذه الخلية قام أعضاؤها وهم عناصر إخوانية بإنشاء موقع إلكترونى على صفحات الفيس بوك تحت اسم حركة ولع و حركة جيفارا ، وضبطت الاجهزة الأمنية أربعة منهم وهرب المتهم الخامس، وضبط معهم أسلحة ودرجات بخارية يستخدمونها فى تحركاتهم وضبط أيضا صورا لسيارات تم رصدها خاصة بأعضاء الهيئة القضائية واعترفوا أنهم كانوا يستعدون لإشعال النيران بها.

كما اعترفوا بأنهم حرقوا عدداً من سيارات ضباط الشرطة والمستشارين أسفل منزلهم خلال الفترة الماضية فى الإسماعيلية.

وفى الدقهلية.. تم القبض على أعضاء تنظيم يسمى شعبة قرية الدبوسى ، وهو تنظيم يديره شخص تابع لتنظيم الإخوان ويدير لقاءاته بالعناصر التابعة له فى حديقة الطفل ببندر شربين ، للتخطيط معهم لتفجير المحولات الكهربائية بالمحافظة، وهاجمت قوات الشرطة منزله وعثر فيه على مواد كيميائية، وهواتف محمولة معدة للانفجار عن بعد، وهواتف أخرى يخرج منها توصيلات كهربائية، كما عثر فى منزله على كتب خاصة بتنظيم الإخوان المسلمين وأغلبها لسيد قطب ، كما عثر فى منزله على أقنعة واقية من الغاز، ونظارات مكبرة وسكاكين وسيوف مختلفة الأحجام والأشكال، وشعارات خاصة بجماعة الإخوان المسلمين، وقد اعترف أنه كون خلية تستهدف المنشآت العامة فقط وليس الأشخاص، ويعمل معه عناصر أخرى مهمتها تصنيع المتفجرات بالمواد الكيميائية المختلفة، ومنهم مهندسون متخصصون فى ذلك وينتمون للجماعة أو يعملون بمقابل مادى.. كما تم القبض أيضا على خلية بدمياط مكونة من عناصر تنتمى جميعها للإخوان يتخصصون فى إشعال النيران بعربات القطارات والسكك الحديدية.

وفى نفس اليوم الذى تم القبض فيه على هذه الخلايا الأربع الجديدة التى تعمل وفق أفكار ومناهج سيد قطب وهو يوم الثلاثاء 16 سبتمبر الجارى، تشتعل سيناء بحرب شرسة يقوم بها الجيش والشرطة معا ضد الجماعات الإرهابية، التى مازالت تختبئ بالقرى الحدودية فى شمال سيناء، ومازالت أيضا تزرع العبوات الناسفة والمتفجرات فى الطرق السريعة، ونجحت فى نفس اليوم فى تفجير مدرعة وقتل من فيها.. وحدث ذلك أثناء مرور قول أمنى مشترك، يتكون من مدرعات القوات المسلحة والشرطة بطريق رفح- العريش بشمال سيناء، انفجرت عبوة ناسفة بجوار إحدى المدرعات وهو مانتج عنه استشهاد ستة من رجال الشرطة ضابط وخمسة جنود ، كما أصيب جنديان آخران.

وفى اليوم السابق لهذا الحادث.. قام الجيش بعملية عسكرية جنوب رفح وقتل فيها 6 من أعضاء تنظيم بيت المقدس ، ومنهم قيادى قام بتنفيذ بعض المذابح فى رفح ، وفى نفس اليوم أمرت إسرائيل رعاياها بمغادرة سيناء فورا.

ويقول مصدر أمنى: إن إسرائيل فعلت ذلك لأن الوضع فعلا سيئ جدا فى سيناء، والجيش المصرى وقوات الشرطة يقومان يوميا بعمليات عسكرية ضد الإرهابيين، وأن شمال سيناء على وشك عملية عسكرية كبيرة ومهمة للغاية وكما أشرنا الأسبوع الماضى إلى أن السبب الوحيد وراء تأخرها هو الحفاظ على حياة المواطنين، لأن بعض الإرهابيين يحتمون بهم ويحتلون منازلهم تحت تهديد السلاح، والدولة حريصة على حياة مواطنيها الأبرياء، فإن المنازل التى يهرب فيها الإرهابيون بها أطفال ونساء وشيوخ، ورغم ذلك فإن العمليات العسكرية مستمرة بشكل يومى وبكثافة، وتم القبض خلال الأسبوع الماضى على بعض العناصر الخطرة، وتم قتل البعض الآخر خلال المواجهات وتبادل إطلاق النيران، ومنهم قيادات فى بيت المقدس، وكل ذلك تم دون أن يتأذى أحد من الأهالى وهو هدفنا الأول الذى نسعى إلى تحقيقه.. وإن كنا نرجو منهم أن يتعاونوا أكثر معنا.. صحيح أن بعضهم متعاون ولكن البعض الآخر تسيطر عليهم الجماعات والتيارات الإسلامية المتشددة، سواء بالتهديد أو باستغلال غضب البعض من الشرطة، ويقول أيضا: إن الإخوان استغلوا دعوة إسرائيل لرعاياها بمغادرة سيناء ويقومون بترويج شائعات عن أن عملاً إرهابياً كبيراً ستشهده سيناء، وعموما فإن التهديدات بالعمليات الإرهابية موجودة طول الوقت، وأيضا مخططات الجماعات الإرهابية بشن عمليات إرهابية، نحصل عليها دائما سواء من المعلومات والتحريات، أو من اعترافات العناصر التى يقبض عليها، ونجهض عدداً كبيراً منها قبل حدوثه، أى أنه لايوجد جديد فى هذا الأمر، وسيناء ليست على وشك عملية إرهابية بل عملية عسكرية، ينفذ منها ببطء وحكمة بعض المداهمات والمواجهات على أوكار الإرهابيين بشمال سيناء وتنجح فى قتل والقبض عليهم، دون أن يتسبب ذلك فى أى ضرر للمواطنين الذين يعيشون فى هذه المناطق، كما أنه يحدث أن تنقطع الاتصالات وخدمة الإنترنت عن بعض مناطق سيناء عدة أيام متتالية، حتى ينقطع الاتصال بين العناصر الإرهابية ويسهل اصطيادهم.. والأجهزة السيادية ترصد عدداً كبيراً منهم سواء الذين فى سيناء أو غزة وتمت السيطرة على عدد كبير أيضا من الأنفاق.. ويوضح.. لاننكر أن الوضع سيئ جدا فى سيناء هذه الفترة وأن الإرهاب ينجح أحيانا فى توجيه ضرباته، ولكن أيضا نهاية هذه المرحلة الدموية أصبحت أقرب من أى وقت مضى.