"الفجر" تكشف الحقيقة وراء العثور على الجثث المذبوحة في سيناء


هند خليفة


سيناوي: الذبح أسلوب بيت المقدس للتخلص مع ممن تعاونوا معهم

أبو فجر: الموساد وراء الجثث المذبوحة وبيت المقدس يهدف لفضح الوضع في سيناء

ناشطة سيناوية: حالات الذبح عشوائية.. ولن نرى أي عنصر من داعش بسيناء

سويلم: الإرهاب استخدم أسلوب جذع الرقبة لترهيب المواطنين من التعاون مع قوات الأمن

أبو ذكري: حرب إشاعات من الإخوان هدفها التخويف بوجود داعش في مصر


أثير جدلٌ كبير حول العثور بشكل متكرر على جُثث لبعض الأشخاص مفصولين الرأس في مناطق متفرقة في سيناء، وأصاب هذا المشهد، أهالي المنطقة بالأخص والمصريين بشكل عام، الهلع نظراً لأن أسلوب الذبح ذلك اشتهر به تنظيم داعش في التخلص من آسراه.

وبدأ الأمر حينما عثر الأهالي في منتصف الشهر الماضي، على جثث 3 أشخاص مقطوعة الرأس قرب مدينة رفح، شرقي المحافظة، وبحسب رواية شهود عيان، فإن الجثث كانت تعود لثلاثة من أهالي المنطقة كانوا من ضمن 4 اختطفهم مجهولون قبل وقوع الحادث بثلاثة أيام.

وتكرر الأمر فيما بعد في عدة مناطق منها قرية الجورة جنوب الشيخ زويد، وطريق التفافي جنوب شرق مدينة العريش، والقريعة في الشيخ زويد، والتي عُثر فيها مؤخراً على جثة مفصولة الرأس لأحد أبناء القبائل، وبذلك ارتفع عدد من تم العثور على جثثهم مفصولة الرأس إلى 11 شخص .

وبعد الحادث الأول، أعلنت جماعة أنصار بيت المقدس عن ولائها لتنظيم القاعدة، وتبنت في 28 أغسطس الماضي، عملية قطع رءوس 4 رجال في سيناء، واتهمت بيت المقدس الضحايا الذين قطعت رءوسهم بـ التخابر مع إسرائيل، وصورت الجماعة فيديو، بثته على حسابها على تويتر، وقالت إنها اعترافات أربعة من عملاء إسرائيل، قالوا فيها إنهم تعاملوا مع الموساد، قبل أن تعدمهم، وتم نشر الفيديو بعد بضعة أيام من عثور السكان في شمال سيناء على الجثث مقطوعة الرأس.

وما بين اتهام لأصحاب الجثث للتعاون مع الموساد أو الجيش المصري والإشاعات التي تهدف إلى ترويع المواطنين، تساءلت الفجر عن حقيقة الأمر، وكشف محمد السيناوي، أحد سكان مدينة رفح بسيناء، أن الجثث التي يتم اكتشافها هي لبعض الأشخاص الذين سبق وتعاونوا مع جماعة أنصار بيت المقدس واختلفوا معهم، مؤكداً في تصريح خاص لـ الفجر ، أن أنصار بيت المقدس هي التي تقوم بذلك الفعل وقامت بذبح 11 شخص إلى الآن.

وأوضح السيناوي، أن هذه الجماعة تقوم بتصفية من اختلفوا معها بعد تعاونهم معهم عن طريق الذبح، حيث تقوم بخطفهم ويلقوهم بعد ذلك جثة مفصولة الرأس، بينما تقوم بتصفية من يتعاونوا مع قوات الجيش عن طريق القنص.

وقال السيناوي: الأمن في سيناء منعدم، وقوات الجيش لا تؤمن حتى نفسها، ولا يوجد لا أمن ولا أمان، وهما موجودين فقط في الإعلام ، مضيفاً: لو في أمن مكناش نشوف كل يوم جنود القوات المسلحة بتتقتل .

وأشار مسعد أبو فجر، الناشط السيناوي، إلى أن تنظيم داعش وجد في سيناء قبل أن يظهر في سوريا أو العراق، موضحاً أن قادة تنظيم أنصار بيت المقدس ليسوا بعيدين عن الموساد، إن لم يكونوا على علاقة به حتى يقومون بذبح هؤلاء بحجة تعاونهم مع الموساد.

وأضاف أبو فجر، أن الموساد الإسرائيلي هو اليد الخفية وراء كل تلك الوقائع، قائلاً: يعني مجرد ورق ضعيف ألقاه الموساد على الأرض وتركه عاريا، ربما لإشعال حرب قبائل، أو لفضح وضع الدولة المصرية في سيناء .

وأكدت الناشطة السيناوية، إيمان فروجة، أن ظهور الجثث المفصولة الرأس لن يسبب أي ذعر لأهالي سيناء، خاصة وأن أماكن ظهورها بعيدة عن المناطق السكانية، لافتة إلى أن الدليل على ذلك هو بدء الدراسة في المدارس في مواعيدها وعدم تأجيلها.

وأضافت لـ الفجر ، أن أهالي سيناء في اطمئنان لأن الجيش يشعرهم دائماً بذلك، حيث توجد دوريات أمنية بشكل مستمر داخل الأحياء السكنية، ما يوفر للمواطنين الطمأنينة والأحساس بالتواجد الأمني، قائلة: أهل سيناء لا يخافون فإن الخوف للجبناء، وهم معروفين بالنضال والكفاح والوطنية، ولا يهابون من الارهاب، بل يتحدونه بعدم الخوف .

وأوضحت أن حالات الذبح عشوائية، ولا تستهدف أحد بعينه، قائلة: الذبح لا يفرق بين أحد وهذه الجماعات تسير البلبلة ولا تستهدف أحد بعينة لأنها لا ذمة لها ولا ضمير يُكفرون كما يريدون، ولا نهاب من تلك العناصر لأننا نؤمن بالله .

وأكدت الناشطة السيناوية في تصريحها، أن المواطنين بسيناء لن يروا أي عنصر ينتمي لـ داعش حتى يقال أنهم من يقومون بعمليات الذبح، لافتة إلى أنها تسمع عن هذا التنظيم فقط في وسائل الاعلام، مشيرة إلى أن أهالي سيناء متحدون وعلى قلب رجل واحد ضد أي مجرم أو شخص تدور حوله شكوك ليتم التبليغ عنه لدى الجهات الأمنية.

وطالبت الإسراع بالإعلان عن محافظة وسط سيناء، موضحة: أمن مصر من أمن سيناء.. وأمن سيناء يكون من وسط سيناء، خاصة وأنها مطمع للجميع ، متمنية أن يعود الأمن مرة أخرى إلى المنطقة، كما ذكر المسئولين أنهم سينهون الإرهاب في فترة قليلة.

وأكد اللواء حسام سويلم، الخبير العسكري والاستراتيجي، أن ما فعلوه لم يختلف عن ما قاموا به في كرداسة حينما قتلوا ضباط القسم وألقوا على الجثث مياه نار، وقاموا بسحلهم وضربهم بالأحذية بعد أن توفوا، ولم يختلف كذلك عن ما قاموا به في ميدان النهضة حينما قتلوا ضابط شرطة وقطعوا جسده وصلبوه على شجرة، فضلاً عن وقائع أخرى شبيهة في محافظة المنيا وأماكن أخر، مؤكداً أن جميعها أساليب دموية يتميز بها تنظيم الإخوان وما تفرع عنها من تنظيمات أخرى والتي من بينها داعش وأنصار بيت المقدس وأجناد مصر ، وكلها تنتمي لفكر القيادي الإخوانية سيد قطب الذي أحل دماء المجتمع وماله وعرضه بجميع الوسائل.

وأوضح سويلم، أن عملية جذر الرقبة بالسكين هي أسلوب جديد للترويع وتخويف المواطنين وجعلهم يهربوا من المنطقة خوفاً، ويقوموا به في سيناء حتى لتخويف القبائل ومنعهم من التعاون مع القوات المصرية من الجيش والشرطة، مؤكداً أن ذلك يأتي بنتائج عكسية ويولد روح انتقامية لدى أبناء القبائل.

فيما أشار اللواء جمال أبو ذكري، إلى أن جميع المنظمات الإرهابية التي ظهرت مؤخراً ومن بينها داعش ، خرجوا من عباءة جماعة الإخوان، وأصبحوا الآن في مرحلة النفس الأخير، مؤكداً أن الجهات الأمنية تتعامل معهم وتقوم باكتشاف الخلايا الإرهابية وقبل نهاية العام الجاري سوف يتم القضاء عليهم نهائياً.

وقال أبو ذكري، لـ الفجر ، إن جماعة الإخوان بعد أن فشلت في الحشد لمظاهراتها اتجهت إلى حرب الاشاعات، حيث تحاول أن تبث الخوف بداخل الشعب بأن داعش موجودة في سيناء وتقوم بذبح المواطنين وهو أسلوب خسيس.