مسؤول فلسطيني : إسرائيل هي من يقوم بإعاقة المفاوضات ووضع العراقيل امامها



قال نمر حماد مستشار الرئيس الفلسطيني للشئون السياسية أنه اصبح جليا للجميع أن الجانب الإسرائيلي هو من يقوم بإعاقة المفاوضات ووضع العراقيل امامها وأن المفاوضات من حيث المبدأ ليست في حد ذاتها هي المشكلة.

ويأتي ذلك خلال مداخلة هاتفية في برنامج حكي على المكشوف على قناة فلسطين ردا على سؤال حول طرح خيارين على الساحة الفلسطينية وهو خيار المفاوضات والثاني مواصلة الكفاح المسلح لاسيما أن الأول فشل والثاني جلب الويلات ولم يلمس الشارع الفلسطيني منذ مؤتمر مدريد تحسنا على حياته ، فإلى اين يتجه أبو مازن الآن في طرحه إلى الأمم المتحدة؟.

واكد حماد أن وضع الأمور وكأن هناك خيارين وكل خيار فيهم وكأنه محدد الاوصاف تماما أنه حكم مبالغ فيه وإن العزلة التي نراها اليوم لإسرائيل وحكومتها على المستوى الدولي احد أسبابها ان الجانب الفلسطيني ابدى استعداده للقبول بمفاوضات على أساس مرجعية والجانب الإسرائيلي هو الذي افشلها حتى جهود الولايات المتحدة.

بالنسبة لموضوع مقاومة الاحتلال ، قال حماد للأسف تكونت ثقافة لسنوات طويلة مفادها أن المقاومة هي المقاومة المسلحة بمعنى استعمال السلاح ، في حين أن السلاح هو شكل من اشكال المقاومة سبق وتم اعتماده في البدايات عندما كان هناك انكار كامل لوجود الشعب الفلسطيني ، كانت حتى كلمة الشعب الفلسطيني غير مقبولة ، وحتى تقرير المصير كان يستعمل ضده (الفيتو) ، لذلك تم ممارسة الكفاح المسلح ، والشرعية التي حصلت عليها قيادة منظمة التحرير الفلسطينية كانت شرعية ثورية وهي التي فجرت الثورة وقادت الكفاح ثم تم انتزاع الاعتراف بمنظمة التحرير كممثل شرعي وحيد .

واكد أن هذ الاعتراف كان لابد من أن يستثمر في عملية سياسية تأخذ بعين الاعتبار موازين القوة والأوضاع الموجودة والعدالة الممكنة ، ولذلك قبلت منظمة التحرير الفلسطينية بعد حرب أكتوبر عندما وافقت مصر وسوريا على قرار مجلس الامن الدولي رقم 338 ، وبدأ الحديث عن سلام مقابل انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلت عام 1967 ، وعقد مجلس وطني فلسطيني وتم اصدار ما سمي ب النقاط العشر وكان ذلك عام 1974 .

وأعرب عن اعتقاده بأنه منذ ذلك الوقت، فتح عمليا باب الاستعداد من الجانب الفلسطيني للدخول في مفاوضات بناء على نفس الأسس التي قبلت بها مصر وسوريا ، وهي السلام مقابل انسحاب إسرائيل والتي رفضت كل ذلك وظلت مصرة على أن منظمة التحرير حركة إرهابية.

وقال حماد إن العودة إلى المفاوضات كما كانت تجري سابقا أمر غير مقبول إطلاقا ، مشددا على ضرورة وجود مرجعية وبرنامج زمني وضمانات دولية ، وأي عودة لهذه المفاوضات لا يمكن أن تكون بنفس الطريقة وعلى نفس الأسس وفقط بوجود الولايات المتحدة الامريكية وخصوصا أن جهودها التي بذلت مؤخرا افشلتها إسرائيل ، وهذا باعتراف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والمبعوث الأمريكي ، ومن ثم ، على الإدارة الامريكية الآن أن لا تضع أي عقبات امام التوجه الفلسطيني وهذا ما نتمناه وهذا ما نريده ، وإذا أصرت الولايات المتحدة علي العودة إلى استعمال (الفيتو) ومواجهة التوجه الفلسطيني ، سنذهب إلى الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى .

وأضاف باختصار، لن يكون هناك عودة إلى صيغة المفاوضات التي جرت في مرحلة سابقة والتي أدت عمليا إلى استمرار إسرائيل في الاستيطان وإغلاق القدس كما فصلت بشكل كامل بين قطاع غزة والضفة الغربية .

وقال نمر حماد إن دور مصر لا يقتصر على دعم القيادة الفلسطينية في هذا التوجه ، فمصر قدمت تضحيات لا يمكن لأي مواطن فلسطيني أن ينساها ، فلا توجد ربما عائلة مصرية لم تقدم ابنا من أبنائها شهيدا على ارض فلسطين .

وأضاف إن مصر الآن هي التي ترفع راية وشعارا وموقفا يقول (دون حل للقضية الفلسطينية ستبقى هناك مجموعات متطرفة تستغل عدالة هذه القضية من اجل مشاريع خاصة) ، ولذلك يجب أن يكون الموقف المصري الآن يقول (لا يكفي الحديث عن مكافحة داعش ، يجب مكافحة كافة المنظمات الإرهابية الموجودة) .

وتابع الأمر الثاني إذا أردتم فعلا مكافحة الإرهاب ونزع ذرائع تستعملها هذه الجماعات ، عليكم أن تجدوا حلا سريعا للقضية الفلسطينية يضمن للشعب الفلسطيني حقه في قيام دولته المستقلة ، وهذا هو الموقف المصري الذي قيل بكل وضوح في جدة والي جون كيري في القاهرة وهو الذي يقال في كل مناسبة ، واعتقد أن موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي واضح وقوي في هذا المجال .