فيديو لانتحاري سعودي يحذر من كارثة تنتظر "الخليج"

عربي ودولي


نقل موقع سايت الذي يرصد الحركات “الجهادية” عن تسجيل مصور لانتحاري سعودي ينتمي لتنظيم داعش دعوته السعوديين إلى “الجهاد” معربا عن أمله في أن يتمدّد التنظيم إلى المملكة.

وبدا تسريب التسجيل في هذا الوقت تحديدا أشبه بردّ من تنظيم داعش الإرهابي على السعودية التي تصدّرت مشهد محاربته إقليميا، وضاعفت جهودها لاستباق مخاطره داخليا من خلال إجراءات أمنية، وحملات دعوية وإعلامية لبيان تهافت الفكر الذي يستند إليه والتحذير من اتّباعه.

وتعليقا على التسجيل قال مراقبون للعرب اللندنية، إنّه أوضح كشف من نوعه إلى حدّ الآن عن نوايا التنظيم تجاه السعودية، ومنطقة الخليج ككلّ، ما يعطي الجهود الاستباقية الكبيرة التي بذلت إلى حدّ الآن في مواجهته وجاهة، والتحذيرات المتتالية من مخاطره صدقية.

وجاءت رسالة “الجهادي” المعروف باسم أبوهاجر الجزراوي في وصيته قبل أن ينفذ تفجيرا انتحاريا في أغسطس الماضي في محافظة الرقّة بسوريا وهي معقل لتنظيم الدولة الإسلامية.

واعتبر المراقبون ذلك دليلا على أن التمدّد باتجاه بلدان الخليج كان ضمن مخطط تنظيم داعش الذي كان في تلك الفترة في أوج توسّعه وسيطرته على مناطق شاسعة في سوريا والعراق.

ونُشر التسجيل المصور على موقع إلكتروني تابع للتنظيم في وقت متأخر من يوم الأربعاء. وتوجّه الجزراوي من خلاله إلى السعوديين بالقول “أين أنتم يا أبناء الجزيرة” داعيا للانقلاب ليس فقط على العائلة الحاكمة والغربيين في السعودية بل أيضا على كبار علماء الدين في المملكة الذين شجبوا تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال الجزراوي “آن الأوان سنُخرج المشركين من جزيرة العرب.. إن النار مبدؤها بمستصغر الشرر”.

وأضاف متوجّها إلى أبوبكر البغدادي الذي أعلنه تنظيم الدولة الإسلامية “خليفة” للمسلمين “إمض بنا على هذه الطريق يا شيخنا وإمض إلى أرض الجزيرة”.

ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني قوله إن السلطات تراقب عن كثب 134 شخصا هم على قائمة لأشخاص ينتسبون إلى التنظيم أو يؤيدونه. وذكرت أن قاضيا جدّد الأربعاء الحبس الاحتياطي لأربعة من أصل خمسة مشتبه بهم لعشرة أيام إضافية.

ومنذ تعاظم خطر تنظيم داعش وسيطرته منذ أشهر على مناطق شاسعة في العراق، والسعودية تبذل جهودا على كل الصعد للتصدي لمخاطره إعلاميا وأمنيا ودعويا وقانونيا. وانضمت الرياض مؤخرا إلى تحالف دولي لمحاربة داعش في العراق وسوريا.

وتواصل السعودية إجراءاتها الأمنية لمنع تسرّب عناصر التنظيم إلى أراضيها سواء بتكثيف الرقابة على حدودها أو بالتعاون مع دول أخرى في مراقبة المشتبه بانتمائهم للتنظيم لمنع تنقلّهم عبر الفضاء الخليجي والتضييق على إمكانية مدّه بالأموال.

كما عملت السعودية بجد كبير على منع ترويج الفكر المتشدد لداعش عبر أي من المنابر والفضاءات.

وفي هذا الإطار قال وكيــل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعــوة والإرشاد لشؤون المساجد توفيق السديري إنه تم رصــد 100 خطيب مسجد لديهم تطرّف فكريّ يتـم حاليّا معالجته مـن بين 15 ألــف خطيـب يعملـون في كافة المســاجـد والجـوامـع بمناطـق المملكـة.

وأوضح أنه فور وقوع حادث محاولة اقتحام متشددين لموقع شرورة الحدودي مع اليمن، عمّمت الوزارة على جميع الخطباء في المملكة بوجوب التحذير من أصحاب هذا الفكر المتشدد والمحافظة على الأمن، وكان التجاوب ممتازا، ومن لم يتفاعل مُنح مهلة إلى الجمعة الثانية، ومن لم يستجب تمت محاسبته، فالوزارة لديها آلية في المحاسبة، تصل إلى طي (إلغاء) القيد.

وأضاف وفق ما نقلته صحيفة المدينة أمس: نراقب الخطباء من خلال مراقبين من الفروع وديوان الوزارة إضافة إلى ما يرد من ملاحظات من المواطنين، ووسائل الإعلام.

وعلى صعيد أمني على صلة بجهود التصدي للإرهاب ذكرت صحيفة الرياض السعودية أمس أن الجهات المعنية في المملكة استطاعت التصدي لمحاولة التغرير بأكثر من 210 نساء للالتحاق بالمنظمات والجماعات الإرهابية، بعد مناصحتهن وعدولهن عن الفكر الضال.

وشرحت الصحيفة أن تنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية سعت إلى محاولة توظيف العنصر النسائي داخل المملكة، نظرا لما يلقاه من خصوصية واحترام من جميع شرائح المجتمع، للاستفادة منه في أداء أدوار لوجستية من جمع التبرعات المالية إلى التجنيد، وهو الأمر الذي قابلته قبضة أمنية حازمة من الجهات الأمنية ووعي اجتماعي بما يدار من مخططات لتوريط شباب وفتيات المملكة في خدمة أهداف معادية.