وزير الدفاع الأميركي يشرح استراتيجية أوباما للقضاء على داعش

عربي ودولي


قدّم وزير الدفاع تشاك هيغل شرحًا للجانب العسكري من استراتيجية الرئيس أوباما الرامية لإضعاف تنظيم داعش والحط من قدراته، وتدميره في نهاية المطاف، وذلك في شهادة له أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ يوم 16 سبتمبر الحالي.

وأبلغ هيغل اللجنة أن القادة العسكريين والمدنيين متفقون على أنه ينبغي اتخاذ إجراء لمحاربة تنظيم داعش، وأن الاستراتيجية سليمة.

وحذر هيغل اللجنة من أن القوة العسكرية الأميركية وحدها لا يمكنها القضاء على التهديدات التي يشكلها داعش للولايات المتحدة ولحلفائنا وأصدقائنا وشركائنا في المنطقة. وأضاف أن استمرار العراق في تحقيق تقدم سياسي نحو تشكيل حكومة أكثر شمولا وتمثيلا يعد أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة للاستراتيجية؛ مؤكدًا أن قوات التحالف سوف تحتاج إلى استخدام جميع أدوات القوة لديها– العسكرية، والقانونية، والاقتصادية، والدبلوماسية والاستخباراتية– بالتنسيق مع دول المنطقة.

تهديد داعش

وقال الوزير إن هذه الجماعة الإرهابية تشكل تهديدا حقيقيا لجميع البلدان في منطقة الشرق الأوسط، ولحلفاء الولايات المتحدة في أوروبا وللولايات المتحدة نفسها. وأوضح أن تنظيم داعش اكتسب القوة عن طريق استغلال الحرب الأهلية الدائرة في سوريا والصراع الطائفي في العراق؛ حيث إنه قد استولى على مساحات شاسعة من الأراضي في كلا البلدين وحصل على موارد كبيرة وأسلحة متطورة، وقد استخدم داعش تركيبة عنيفة من الأساليب والتكتيكات التي يستخدمها الإرهابيون والمتمردون والجيوش التقليدية.

وأشار الوزير إلى أن العالم، في الوقت نفسه، متحد خلف القيادة الأميركية في الانقضاض على داعش.

واستطرد هيغل يقول إن أكثر من 40 دولة قد أعربت بالفعل عن استعدادها للمشاركة في هذا الجهد، وإن أكثر من 30 دولة قد أبدت استعدادها لتقديم دعم عسكري .

الركائز الأربع التي تقوم عليها الاستراتيجية

وتحدث هيغل عن الركائز الأربع التي تقوم عليها استراتيجية الرئيس، وقدم بعض التفاصيل الإضافية.

أولا، قال، إنه سوف تكون هناك حملة جوية أوسع نطاقًا ضد داعش في العراق وستمتد إلى سوريا.

وأبلغ الوزير لجنة الكونغرس أنه قد تم شن أكثر من 160 غارة جوية ضد داعش. وأنه قد قتل في هذه الغارات مقاتلون تابعون لداعش وجرى تدمير أسلحة ومعدات تابعة لهم، وتم تمكين قوات الأمن العراقية والقوات الكردية من أن تعود إلى وضع الهجوم واستعادة الأراضي والبنية التحتية الحيوية– بما في ذلك سدا الموصل وحديثة .

وأضاف أن الحملة الجوية الجديدة الواسعة سوف تشمل ضربات ضد جميع أهداف داعش وتمكين القوات العراقية والكردية من البقاء في وضعها الهجومي واستعادة أراض استولى عليها داعش.

الإرهابيون لن يجدوا ملاذًا آمنًا

وقال هيغل إنه نظرا لأن عناصر داعش تعمل بحرية عبر الحدود العراقية-السورية، وتحتفظ لنفسها بملاذ آمن في سوريا، فإن عملياتنا لن تكون مقيدة بحدود جغرافية بالاسم فقط. وكما أكد الرئيس في خطابه الأسبوع الماضي، إنكم إذا هددتم أميركا، فإنكم لن تجدوا ملاذا آمنا.

وأوضح هيغل أن العنصر الثاني هو زيادة الدعم لقوات الأمن العراقية والمعارضة السورية المعتدلة، مضيفًا أن الرئيس أعلن الأسبوع الماضي عن نشر قوات أميركية إضافية قوامها 475 جنديًا في العراق لدعم القوات العراقية والكردية. ويضم هذا العدد حوالى 150 من المستشارين ومن طواقم الدعم لتلحق بالقوات الموجودة فعلا في العراق التي تجري تقييمًا لقوات الأمن العراقية.

وتابع يقول إن بعثة التقييم هذه يجري تحوّلها الآن إلى بعثة تتولى المشورة والمساعدة. وهي تتكوّن من أكثر من 15 فريقًا، يجري تطعيم قوات الأمن العراقية بها في المقرات الرئيسية لتقديم المشورة والمساعدة الاستراتيجية وفي مجال العمليات .

وقد طلب الرئيس من الكونغرس مبلغ 500 مليون دولار لتدريب وتجهيز قوات المعارضة المعتدلة لمواجهة الإرهابيين الذين ينشطون في سوريا. وقال هيغل لدينا الآن دعم مضمون من المملكة العربية السعودية لاستضافة البرنامج التدريبي لهذه البعثة، وإن المملكة العربية السعودية عرضت بالإضافة إلى ذلك تقديم دعم مالي .

وقال الوزير إن حزمة المساعدات ستتألف من الأسلحة الصغيرة، والمركبات والمعدات الأساسية مثل أجهزة الاتصالات، فضلا عن التدريب التكتيكي والاستراتيجي. ثم أضاف أنه حينما تُثبت هذه القوات فعاليتها في ساحة المعركة، سنكون مستعدين لأن نقدم، بشكل متزايد، أنواعًا متطورة من المساعدات إلى القادة الموثوق بهم أكثر من غيرهم، وإلى القوات الأكثر قدرة.

وأضاف أن هذا الأمر يتطلب نظام فحص وتدقيق قوي وصارم.

منع الهجمات

وقال هيغل إن منع هجمات داعش على الولايات المتحدة وحلفائها يمثل الشق الثالث من الاستراتيجية. وإن الولايات المتحدة، وبالتنسيق مع شركائنا الدوليين، ستعتمد على الأدوات الاستخبارية والقانونية والدبلوماسية والاقتصادية لقطع منابع تمويل داعش، وسوف نقوم بتحسين جمع المعلومات الاستخبارية، وتعزيز الدفاع عن الوطن ووقف تدفق المقاتلين الأجانب من وإلى المنطقة.

وقال الوزير أيضًا إن الولايات المتحدة ستواصل تقديم المساعدات الإنسانية للعراقيين والسوريين الذين طُردوا من ديارهم على يد داعش.

وشدّد على أن هذه الحملة ضد داعش عملية معقدة وستستغرق وقتًا.

واختتم هيغل حديثه قائلا: إن هذا لن يكون جهدًا سهلا أو موجزًا. فنحن في حالة حرب مع داعش، مثلما نحن مع تنظيم القاعدة. ولكن تدمير داعش سوف يتطلب أكثر من مجرد الجهود العسكرية وحدها: سيتطلب تحقيق تقدم سياسي في المنطقة، وشركاء فعالين على أرض الواقع في العراق وسوريا.