مراقبون: حكم حماس بغزة عصر المقاومة الذهبي



شكَّلت سنوات حكم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لقطاع غزة على مدار 7 سنوات عصرًا ذهبيًا للمقاومة الفلسطينية، ونقلة نوعية في أدائها وعملها العسكري مقارنة مع السنوات التي سبقت حكم الحركة للقطاع الذي بدأ بعد فوزها بالانتخابات التشريعية عام 2006، بحسب ما يرى مراقبون.

وفاجأ تطور المقاومة وقدراتها النوعية خاصة على صعيد إنتاجها المحلي من الصواريخ والوسائل القتالية الجميع خاصة خلال المعركة الأخيرة، وكيفية قدرة المقاومة على إنجاز ذلك في منطقة ساحلية تخضع لحصار مشدد ومطبق.

وشكلت حركة حماس بعد فوزها في انتخابات المجلس التشريعي في يناير 2006 حكومة رأسها إسماعيل هنية، واستمر في رئاسته لها رغم حالة الانقسام بعد أحداث يونيو 2007.

وأكدت حركة حماس خلال حكمها تمسكها بالمقاومة وعدم التخلي عنها، وقادت خلال حكمها معركة التصدي لعدوان نهاية 2008 بداية 2009، وجولة التصعيد التي حدثت في نوفمبر 2012.

ويتفق محللون سياسيون على أن حركة حماس طبقت ما تؤمن به من برنامج المقاومة المسلحة على صعيد تعاملها مع الفصائل الفلسطينية المسلحة، فسهلت وساعدت جميع هذه الفصائل على تطويرها قدراتها على صعد مختلفة.

ويذكر المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر مخيمر أبو سعدة أنه ليس هناك خلاف أن حماس كحكومة لم تقف عقبة في وجه المقاومة سواء كتائب القسام أو الفصائل، وتركت لها المجال للعمل سواء بتهريب السلاح لغزة .

ويؤكد أبو سعدة في حديث لوكالة صفا أن ما شاهده الجميع من إمكانات وقدرات للمقاومة خلال المعركة الأخيرة ما كان ليكون لولا دعم الحكومة بغزة على مدار السنوات الماضية، موضحا أن تبني حماس لخيار المقاومة لم يؤثر على وضعها وهي في الحكم حيث استمرت في دعمها للمقاومة.

إسناد ودعم

ويشير إلى أنه كان هناك تناغم كامل بين حماس كحكومة، وحماس كحركة، لافتا إلى التسهيلات التي قدمت للفصائل بالسماح بإنشاء مواقع تدريب لها، إضافة إلى السماح بجلب وتصنيع الصواريخ والأسلحة.

ويلفت أبو سعدة كذلك إلى الجهود الأمنية التي قامت بها حماس عندما كانت في الحكم ومحاربة العملاء، مشيراً إلى أن هذا شكل دعما وإسنادا للمقاومة في معركتها ضد إسرائيل .

ويرى أن هناك ثلاث مراحل عاشتها المقاومة منذ قدوم السلطة الفلسطينية وهي من عام 1994 حتى 2000، وتمثلت في اعتقال مقاومين وجمع سلاح المقاومة واتخاذ مجموعة من الإجراءات تمنع المقاومة، لأن السلطة كانت بصدد عملية سياسية ومفاوضات.

أما المرحلة الثانية-بحسب أبو سعدة- فهي تبدأ من عام 2000 حتى عام 2007 والتي يقول إنه لم يكن بها أي عقبات أمام المقاومة لأن الحالة الفلسطينية كانت حالة انتفاضة والجميع حمل السلاح في وجه الاحتلال دون أي عقبات .

فيما تبدأ المرحلة الثالثة بعام 2007، والتي كانت مختلفة عن سابقاتها حيث استمرت المقاومة بأشكالها المختلفة على الرغم من أن الانتفاضة لم تعد قائمة.

دخولها الحكم

ويتفق الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف مع أبو سعدة، معربا عن اعتقاده بأن ما سعت إليه حماس من مشاركتها بانتخابات المجلس التشريعي 2006 هدفه حماية المقاومة لأنها استشعرت بأن هناك محاولة لتصفية المقاومة حتى يسهل تصفية القضية الفلسطينية .

ويلفت إلى أن ما حققته المقاومة من إمكانيات وتدريبات وقوة بفعل حكومة حماس بعد فضل الله ووجودها في الحكم حيث حمت المقاومة ورعتها وسهلت لها الإمكانيات والتطوير والتدريب وتشكيل الوحدات القتالية.

ويشير الصواف في حديث لـ صفا إلى أن حكم حماس سهل عمل المقاومة وإدخال المواد القتالية، وشكل غطاء للمقاومة لتعد نفسها بشكل يليق بها وهي نجحت في ذلك، واصفا فترة حكم حماس للمقاومة بالفترة الذهبية ، متمنيا أن تبقى هذه الأجواء للمقاومة بالمرحلة المقبلة.

ويوضح أن حماس عملت خلال حكمها على الحفاظ على الجبهة الداخلية وحماية الأمن الداخلي، لافتا إلى أنها استطاعت أن تحد بشكل أزعج الاحتلال من ظاهرة العملاء ونجحوا.

المرحلة المقبلة

وعن المرحلة المقبلة في ظل خروج حماس من الحكم، يقول الصواف إن المقاومة عرفت الطريق وإن معادلة جديدة يجب أن تقر، وإذا لم تكن بالتالي لن تكون هناك حالة من العلاقات الحميمة بين من يحكم وبين المقاومة .

ويرى الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو أن حماس أوجدت بيئة مواتية للمقاومة، معتبرا أنها لم تقدم دعما ماديا وعسكريا لفصائل المقاومة وإنما أوجدت بيئة مواتية للمقاومة كونها حركة تتبنى نهج المقاومة .

ويشير عبدو في حديث لوكالة صفا إلى أن حكم حماس لعب دورا مكملا مع المقاومة بما فعلته الأجهزة الأمنية وخاصة بمجابهة العملاء وبسط الأمن والهدوء بغزة.

ويلفت إلى أن حكم حماس وفر بيئة للفصائل للعمل بعيدا عن أي شكل من أشكال الملاحقة للمقاومين، مضيفا أنها حكومة لحركة مقاومة وبالتالي من المعيب في نظرها أن تلاحق المقاومين وأي عمل مقاوم .

ونبه عبدو إلى حالة الاختلاف ما بين حكومة غزة السابقة، وما بين حكومة تقدس التنسيق الأمني المسلط على المقاومة، مشيرا إلى أن علاقة حكومة غزة مع الاحتلال كانت علاقة عدائية، وهذا شيء مختلف عن الحكومة بالضفة فهناك ربط واضح للأجهزة الأمنية بالأجهزة الإسرائيلية .