تدهور الأمن وإقامة النازحين بالمدارس يؤجلان الدراسة في العراق

عربي ودولي


إيلاف- قررت وزارة التربية العراقية تأجيل الدوام الرسمي للمدارس شهرا عن الموعد المحدد بسبب الظروف الامنية واشغال معظم المدارس من قبل النازحين، وهو ما جعل الوزارة غير مهيئة لبدء العام الدراسي الجديد فيما استغرب معلمون وطلاب ذلك وعزوه الى عدم التخطيط.

قررت هيئة الرأي في وزارة التربية ان يكون الدوام الرسمي للعام الدراسي 2014 -2015 يوم 22-10-2014 بإستثناء المدارس في المناطق غير الخاضعة لسيطرة الحكومة الاتحادية حيث يحق للطلبة والتلاميذ فيها اداء الامتحان نهاية العام الدراسي وتكون درجة الامتحان النهائي اساسا للتقييم، ويرى معلمون وطلاب ان التأجيل منطقي في ظل الظروف التي يعيشها العراق من عدم وجود عدد كاف من المدارس ووجود النازحين في هذه المدارس لانهم بلا مأوى، فيما رأى البعض ان العملية التعليمية في العراق ليست جيدة.

الوزارة ليست مهيئة

أكدت الناطق الرسمي باسم وزارة التربية سلامة الحسن ان تأجيل الدوام الرسمي للمدارس جاء بسبب الوضع الامني الذي يعيشه البلد اضافة الى اشغال معظم المدارس من قبل النازحين ، مبينة ان الوزارة ليست مهيأة لبدء العام الدراسي الجديد .

واضافت الحسن ان امتحان الطلبة في المناطق غير المستقرة سيكون امتحانهم من 100 درجة اخر السنة والتلاميذ الذين درجاتهم من 10 سيكون امتحانهم اخر السنة الدراسية فقط .

وكان من المقرر ان يبدأ العام الدراسي الجديد نهاية شهر ايلول / سبتمبر الجاري، بعد أن أجريت امتحانات الدور الثاني لطلبة مختلف المدارس في بغداد والمحافظات.

المدارس غير كافية

ألقى المعلم عبد الكريم هاشم باللوم على الحكومة العراقية لعدم اهتمامها الكبير ببناء المدارس. وقال: كنت اتوقع تأجيل الدراسة لان المدارس واداراتها غير جاهزة لاستقبال الطلبة فضلا عن ان نتائج الدور الثاني لم تظهر بعد ناهيك عن احتمال وجود دور ثالث مثل كل عام .

واضاف: منذ عشر سنوات على الاقل ومشكلة عدم وجود مدارس تكفي لاعداد الطلاب قائمةن ولا احد يلتفت الى هذه المشكلة التي يتم الانتباه اليها فقط عند بدء العام الدراسي، وكان على الدولة ان تهتم بهذا الجانب كثيرا وهو لا يحتاج الى معجزة خاصة ان الكثير من المدارس ليس فيها طابق ثان، ومن الممكن بناء طابق اخر يستوعب الاعداد الكبيرة كما ان اغلب مدارسنا ما زالت على ذلك التصميم القديم الذي صفوفه صغيرة وساحته ترابية .

المدارس للنازحين

المعلم سعدون سهم، اكد ان تأجيل الدراسة لمدة شهر سيتبعه تأجيل اخر بسبب الوضع الامني.

وقال: المشكلة الان عويصة وشائكة ما بين النازحين والطلاب، ولا توجد حلول آنية لها، والله يكون في عوننا نحن الذين نتمنى ان تتحسن احوال العملية الدراسية ونستطيع ان نعلم الطلاب بفسحة من الوقت ودون ضغوطات لانني اؤمن ان التعليم ان صلح ، صلح ما سواه وان فسد لا سمح الله ، فسد كل شيء .

أضاف: لا اعتقد ان في التأجيل لمدة شهر حلول ناجعة بل ان الوضع سيظل على ما هو عليه، فالنازحون سيبقون في المدارس الى اجل غير مسمى فأين سيذهبون ان لم تتوفر لهم ملاذات امنة، ولا اعتقد ان بيد الدولة عصا سحرية ، لذلك اغلب الظن ان المشكلة ستزداد سوء خاصة مع تفاقم الوضع الامني السيء .

وتابع: الدراسة في العراق اصبحت بلا طعم ولا لون ولا رائحة لكنها ليست كالماء، فالعملية التعليمية ليست كالسابق فهي مليئة بالاخطاء والسلبيات والعالجات غير الصحيحة ونحتاج الى ثورة فعلا والا فنجاح الطلاب مستمر لكنه لا يخرجون بنتائج فهم ووعي جيدة .

تخوف من الوضع الامني

من جانبها، اعربت الطالبة هدى فاضل في الصف الثالث المتوسط، عن حزنها لتأجيل الدراسة على الرغم من تخوفها من الظرف الامني.

وقالت: كنت استعد للدوام لكنني فوجئت بالتأجيل وهذا يحزنني لانني اريد العودة الى المدرسة فأنا احب المدرسة واحب ان اتعلم وان كانت هناك مشاكل ومعاناة، ولكن اذا كانت المدارس يسكن فيها النازحون فلا بأس ان تتأجل الدراسة، فأين سيذهب هؤلاء النازحين .

أضافت: التأجيل سيؤثر حتما على الطلاب لان المنهج لن يكتمل حتى اخر السنة ويبقى الكثير منه بلا دراسة ثم ان الامتحانات تكون سريعة وصعبة والمعلمة تريد ان تخلص من الدرس بسرعة .

أما الطالب رعد عبد الله، في الصف السادس العلمي، فقد اشار الى تخوفه من الظرف الامني خاصة ان مدرسته خارج المدينة التي يسكنها.

وقال: تأجيل الدراسة متوقع في ظل الظرف الامني الصعب والتفجيرات التي تشهدها بغداد بين حين واخر، فأنا مدرستي بعيدة عن بيتي وتتطلب ان اذهب اليها بسيارة وانا اتخوف من المرور بالشوارع العامة المزدحمة، وارى ان التأجيل منطقي وان كنت احزن لخسارة سنة دراسية .

أضاف: الدراسة في العراق متعبة والمهم عندنا ان ننجح لننتقل الى مرحلة اخرى، الى ان تعرف الحكومة ان التعليم هو اهم شيء للعراق .