قيادي إخواني سابق: التنظيم قمعي له جسد ديناصور وعقل "عصفور"

أخبار مصر


في خطوة مفاجئة، تراجع القيادي الإخواني البارز الدكتور محمد علي بشر عن لقاء كان مقررا له اليوم (الاثنين) مع عبد المنعم رياض رئيس لجنة تقصي الحقائق حول الأحداث التي أعقبت 30 يونيو (حزيران)، احتجاجا على ما عده «توظيفا سياسيا» للقاء. وتزامن تراجع بشر وهو عضو سابق بمكتب إرشاد جماعة الإخوان، مع مغادرة قادة في الجماعة قطر، في خطوة وصفها القيادي الإخواني السابق مختار نوح بـ«ضربة معنوية قاتلة».

ورفض قادة جماعة الإخوان منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي إلى الجماعة في يوليو (تموز) من العام الماضي، التعامل بشكل مباشر مع السلطات المصرية، كما رفضوا التعاون مع سلطات التحقيق ولجان تقصي الحقائق ذات الطابع الرسمي، بما في ذلك لجنة تقصي الحقائق التي شكلها المجلس القومي لحقوق الإنسان.

وقال بيان صدر عن مكتب بشر، إنه (بشر) «أجرى اتصالا هاتفيا بعمر مروان، المتحدث باسم اللجنة، بعد ظهر اليوم (أمس)، وأبلغه الاعتذار الاحتجاجي على المقابلة بعد إخلال رئيس اللجنة بوعود الحيادية والاستقلال».

وأضاف بشر، في البيان الذي بثته وكالة الأناضول، أن «الاعتذار جاء رفضا للتوظيف السياسي للاتصالات التي جرت معه، والتي أعلى فيها المسؤولية الوطنية والأخلاقية وحسن النية رغم تحفظه على تشكيل اللجنة من غير ذي صفة، وقوبلت بتسييس واسع في وسائل الإعلام المحسوبة على سلطة الانقلاب وصمت غير مبرر من لجنة تقصي الحقائق، التي صدرت منها كذلك مواقف غير إيجابية مع ذوي الضحايا وتصريحات يفصح فيها رئيس اللجنة عن موقفه السياسي المسبق»، بحسب نص البيان.

وكان رئيس لجنة تقصي الحقائق حول أحداث 30 يونيو قال في بيان له الخميس الماضي، إن «اللجنة تلقت اتصالا هاتفيا من القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، محمد علي بشر، أبدى خلاله ترحيبه بالتعاون مع اللجنة، والإدلاء بشهادته، الاثنين المقبل، حول فض اعتصامات أنصار الجماعة في أغسطس (آب) 2013، على أن يكون برفقته بعض المختصين لوضع مزيد من المعلومات أمام اللجنة».

وجاء تجاوب القيادي الإخواني، الذي مثّل خلال شهري يوليو وأغسطس من العام الماضي، الجماعة في المفاوضات مع السلطات عبر وسطاء غربيين وعرب، في وقت بدأت فيه السلطات إخلاء سبيل قيادات إخوانية معتدلة، على رأسهم القيادي حلمي الجزار الذي أطلق سراحه الشهر الماضي، مما عزز تكهنات حول احتمال عودة الاتصالات بين الجماعة والسلطات الحالية.

ورجح القيادي السابق في الجماعة مختار نوح أن تكون مبادرة التعاون مع لجنة تقصي الحقائق مبادرة شخصية من بشر، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «سبق للرجل (بشر) أن التقى أحمد كمال أبو المجد (مفكر إسلامي مرموق) لطرح مبادرة للحل، في اجتهاد شخصي سرعان ما قوبل بالرفض من قادة التنظيم».

وأضاف نوح أن «بشر ليس من بين أعضاء التنظيم الخاص داخل الجماعة (الجناح المتشدد الذي يعتنق أفكار سيد قطب، وكان في الأصل مجموعة مسلحة تشكلت مع نشأة الجماعة)، ولا يستطيع أن يمرر قرارا مثل هذا».

ورجح نوح أن يكون بشر تلقى تعليمات واضحة من قادة التنظيم بالعدول عن مبادرته، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «(الإخوان) تنظيم قمعي له جسد ديناصور وعقل عصفور.. هكذا، يدار الأمر داخل الجماعة بهذه البساطة».

واستبعد نوح أن يكون لقرار بشر بالتراجع عن التعاون مع السلطات علاقة بمغادرة قادة الجماعة قطر، لكنه عد الخطوة ضربة معنوية قاتلة للتنظيم، خاصة إبعاد محمود حسين الأمين العام للجماعة الذي وصفه بـ«كاتم أسرار المرشد».