أميرة ملش تكتب : أمراء الإرهاب: استهدفوا كهنة الأقباط الأيام القادمة

مقالات الرأي


رسائل التنظيم الدولى للإخوان على «فلاشة» بمنزل عضو ببيت المقدس


يدرك التنظيم الدولى للإخوان المسلمين تماما أن الجماعة فى مصر أصبحت فاشلة.. خيبت آمالهم وضيعت أحلامهم.. أصبحت غير قادرة على حشد أنصارها كما كانت تفعل طوال العام الماضى.. بسبب التضييق الأمنى على الإخوان، ومواجهة الشرطة لمظاهراتها بالقوة، وعدد المعتقلين الإخوان الذى يرتفع كل يوم عن الآخر.. كما أن الأحوال فى مصر يبدو أنها فى طريقها لتجاوز هذه الجماعة البائسة، التى قضى عليها المصريون سريعا.. ولكن التنظيم الدولى لا يكف عن التخطيط والتدبير لمحاربة مصر.

فبعد أن نجح الأمن والجيش على مدار عام كامل فى إعادة السيطرة بشكل كبير على الوضع بشمال سيناء، انتقلت الضربات الإرهابية إلى مناطق الحدود الغربية، فى صحراء الوادى الجديد ومنطقة الفرافرة، مستغلين عدم الاهتمام الأمنى فى هذه المنطقة وأيضا مستغلين ما يحدث فى شرق ليبيا، وإمكانية دخول العناصر الإرهابية والسلاح عبر الجبال والأودية التى تقع فى هذه المنطقة.. انتقل التركيز الأمنى إلى هناك للسيطرة على الموقف بعد حادث قتل جنود كمين الفرافرة، وكذلك الضبعة وبدأ الأمن فى ملاحقة الإرهابيين المتواجدين فى هذه المنطقة، والتضييق عليهم على الرغم من أن مجموعة الفرافرة الإرهابية التى ارتكبت هذه الحوادث مازالت هاربة.

ولكن الحرب على الإرهاب فى سيناء مازالت دائرة وتعقب الإرهابيين مستمر.. وقد استطاع الأمن الوصول إلى مكان اختباء «فايز أبوشيتة» الذى خطف الجنود السبعة فى عهد المعزول «محمد مرسى»، وقتل فى تبادل إطلاق النيران من خلال عملية أمنية ناجحة.. وبسبب المداهمات الأمنية على الأوكار الإرهابية تم العثور على «فلاشة» فى إحداها عندما داهمت القوات منزل احد أعضاء «جماعة بيت المقدس» فى شمال سيناء، وتبين عند تفريغها أنها تحتوى على توجيهات ورسائل شديدة الخطورة مرسلة من الخارج للعناصر الإرهابية فى مصر.

يقول مسئول أمنى: إن هذه الفلاشة عثر عليها فى منزل لأحد الإرهابيين المطلوبين لدى الأجهزة الأمنية وسط كم هائل من الأسلحة والمعدات والمواد المتفجرة، فى مدينة العريش وتبين أنها تضم مخططات الإرهاب فى الفترة القادمة.. وكان من بينها توجيهات باستهداف «كهنة وقسس» الكنائس فى مصر وخاصة فى منطقة «شمال سيناء ومدن الصعيد».

ويضيف المصدر الأمنى أن استهداف «القسيسين والكهنة» هو أمر شديد الخطورة، لأن الإرهاب هنا يريد إشعال الفتنة الطائفية فى الدولة بقتلهم، لأن ذلك سيؤدى حتما لغضب المسيحيين وتصور البعض منهم أن المسلمين بشكل عام هم وراء ما يحدث من قتل للكهنة هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فشل الدولة فى حماية الأقباط ما أدى إلى استهداف آبائهم.. وبالتالى تنقلب الأحوال فى مصر للأسوأ، وهذا يعد تطورًا فى الفكر الإرهابى لزعزعة الأمن فى مصر، والفتنة دائما هى السلاح الذى يفعل ما لم تستطع فعله المتفجرات والمدافع، لأنه سيحدث انقساما بين فئات الشعب التى تتحد الآن لمواجهة الإرهاب كما أن استهداف الكهنة أمر شائع فى العراق وسوريا وهى رسالة للعالم كله بأن كهنة الأقباط يقتلون فى مصر.

وهنا تأتى الرسالة الثانية التى تحتوى عليها الفلاشة وهى ارتكاب جرائم على طريقة «داعش».. أو بنفس الأسلوب الذى ترتكب به جرائمه فى العراق وسوريا، وهو قتل مواطنين بقطع رقابهم وقد عثرت قوات الأمن على عدد من المواطنين بينهم جنود وقبطى فى سيناء ورءوسهم مقطوعة ووصل عددهم إلى «11» مواطنًا فى مناطق شمال سيناء.

ويقول المسئول الأمنى: إن التنظيم الدولى للإخوان يريد من ذلك أن يشعر المصريون بأن «تنظيم داعش» له تواجد فى مصر، رغم نفى السلطات ذلك، وهو ما يوحى بأن النظام يكذب على الشعب وأن الدولة فاشلة فى السيطرة على الوضع الأمنى، وأن انتصاراتها على الإرهاب كلها وهمية، ولكنها مؤامرات خائبة، لن تنجح فى جعل المواطنين يفقدون ثقتهم فى دولتهم، ولن تؤثر على شىء لأن المصريين لديهم وعى كبير بكل ذلك.

كما أن الفلاشة تضم توجيهات بإشعال الوضع من جديد فى سيناء وإحداث تفجيرات وهجمات على كمائن ومدرعات الجيش والشرطة، حتى يخف الضغط عن مجموعة الفرافرة وعن مناطق الحدود مع ليبيا، بعد ما حدث من تكثيف القوات فى هذه المناطق وملاحقات للعناصر الإرهابية فى الفرافرة والوادى الجديد، وهى المناطق التى كان الإرهابيون يتدربون فيها ويختبئون بها، كما أنها مدخل مهم للسلاح والمتفجرات التى تأتى من ليبيا والسودان، وكذلك للعناصر الإرهابية، وهو ما يحدث منذ أسبوع تقريبا فى شمال سيناء والعريش، ولعل ماحدث يوم «الثلاثاء» كان آخرها وأخطرها عندما تم تفجير مدرعة للشرطة واستشهاد 12 جنديا بينهم ضابطان، وأصيب 4.. واللافت للنظر أن المتفجرات زرعت فى طريق سير المدرعة، ما يوحى بأن هناك من أعطى الإرهابيين خط السير.

وتحتوى «الفلاشة» أيضا على تعليمات باستمرار فى تفجيرات خطوط الغاز والبترول وضرب أبراج الكهرباء فى أنحاء الجمهورية.

كما أن هناك تنسيقًا مع العناصر الإخوانية داخل مصر، لضرب البنية الأساسية بإشعال الحرائق فى المصانع، والتى وصل عددها إلى 150 مصنعًا، خلال الفترة الماضية لما فى ذلك من التأثير سلبى على الاقتصاد المصرى، وتعطيل لحركة البناء التى تحدث حاليا فى مصر، كما أنه أيضا يحدث حرائق فى خطوط البترول وآخرها الحريق الذى حدث بأحد خطوط نقل البترول بـ«رأس غارب» شمال البحر الأحمر، فى نفس يوم تفجير مدرعة سيناء.. ويضيف المسئول الأمنى أن هذه المؤامرات باتت مكشوفة للأجهزة الأمنية فى مصر وهم يريدون من خلالها تشتيت الأمن واستهلاك أجهزته، ولذلك يصعدون كل فترة فى منطقة على حساب أخرى، حتى يخف التكثيف الأمنى على بعض المناطق وهو مخطط لا يقع فيه الأمن الآن ولا أجهزة الدولة.

كما ترصد وزارة الداخلية بدقة مخططات جماعة الإخوان المقررة فى الجامعات فى الموسم الدراسى الجديد، والتى يريدون تحويلها إلى ساحات قتال باستمرار المظاهرات، التى تتسم بالعنف كما حدث العام الماضى، رغم أن الشرطة لن تدخل الجامعة، ولكن الخطورة أن رؤساء الجامعات لم يتخذوا أى إجراءات لحماية الجامعة والطلاب حتى الآن رغم اقتراب الدراسة، كما كان مقررا مثل زراعة الكاميرات، وتواجد أفراد من شركات أمن خاصة، والداخلية لديها معلومات بأن الطلاب الإخوان سوف يقومون بالتصعيد داخل الحرم الجامعى، بمجرد بدء العام الدراسى، والشرطة ستقوم بواجبها بتأمين الجامعات من الخارج فقط، لأن دخول رجال الأمن إلى الجامعة فيه خطورة كبيرة.. لأن الإخوان يستغلون تواجد الأمن فى إشعال العنف، وقتل بعض الطلاب، ثم يتهمون قوات الشرطة بفعل ذلك.. وهو الأمر الذى تدركه جيدا وزارة الداخلية، ولن يستدركها احد فيه ولن تدخل الجامعة.. وأكد المسئول الأمنى أن الوزارة سوف تكثف من التواجد الأمنى على الكنائس فى مصر، وكذلك على أماكن تجمعات الأقباط وعلى القسس والكهنة، خلال الفترة القادمة وأنه يوجد خطة لحمايتهم وتأمينهم بصدد التنفيذ، حتى لا يؤذى أحد أو يصاب أى شخص منهم بسوء، وفى المقابل وعكس ما يهدف التنظيم الدولى للإخوان، فلم يتم تخفيض التكثيف الأمنى فى مناطق الوادى الجديد والفرافرة، بل إن الأجهزة الأمنية هناك تعمل بكفاءة عالية للقبض على مجموعة الفرافرة الهاربة، والعناصر الإسلامية التى تأتى من ليبيا.. كما أن منطقة قناة السويس والمناطق المحيطة بها مؤمنة تأمينا شديدا، كما أن أجهزة سيادية هى التى تشرف على ذلك.

وجدير بالذكر.. أن الأمن كان قد عثر على فلاشة أخرى منذ ثلاثة أسابيع تقريبا، بحوزة «فاطمة حسن البرنس» ابنة القيادى الإخوانى «حسن البرنس» أثناء زيارتها له فى سجن «برج العرب» بالإسكندرية، المحبوس فيه احتياطيا على ذمة قضية قتل المتظاهرين، وتم القبض عليها وكانت الفلاشة فى طريقها للبرنس عن طريق ابنته، وتحتوى على بيانات تأسيس حركة سياسية تحمل اسم «حركة سادة»، وتتضمن هذه البيانات عرض رؤى تلك الحركة وأهدافها وسياستها العامة، والهيكل التنظيمى لها وأحيل المحضر للنيابة العامة للتحقيق فيه.. ولكن الفلاشة التى عثر عليها الأمن هذه المرة فى منزل أحد قيادات «بيت المقدس» الخاصة بالتنظيم الدولى، هى الأكثر خطورة وشراسة لأنها تحتوى على توجيهات بقتل الكهنة الأقباط وقتل المواطنين على طريقة داعش وتصعيد العنف فى سيناء.. وتتخذ الأجهزة الأمنية والسيادية كل احتياطاتها للتصدى لهذا المخطط.