هيثم المالح: تصفية داعش عملية صعبة

عربي ودولي


العرب اللندنية- حذر هيثم المالح، رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، من خطورة تنظيم الدولة الإسلامية وممارساته، ووصفه بأنه “صنيعة النظام السوري وإيران ويهدفان من خلاله إلى إفشال الثورة السورية”.

كشف هيثم المالح، القيادي في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، عما وصفه بـ”تهديدات” من دول عربية للأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، بالانسحاب من الجامعة، إذا تم تسليم مقعد سوريا في الجامعة العربية للائتلاف السوري.

وقال المالح إن العربي لم يفصح لأعضاء الائتلاف عن أسماء الدول التي مارست عليه ضغوطا، مشيرا إلى فرضية أن تكون “الجزائر والعراق ولبنان، على اعتبار أن حزب الله، أحد مكونات الحكومة اللبنانية، وهو لاعب أساسي في الأحداث الدائرة في سوريا، ويقاتل جنبا إلى جنب مع قوات بشار الأسد، وشريك جوهري في ذبح الشعب السوري”.

في ذات السياق، أشار المالح في حوار له مع “العرب” بالقاهرة، إلى أن العراق بقيادة نوري المالكي تربطه علاقات قوية بنظام الأسد على خلفية الدعم الإيراني للأخير، في إطار لعبة دقيقة من التوازنات الإقليمية تتم في المنطقة العربية، حيث كان ينظر إلى رئيس الحكومة العراقية السابق نوري المالكي على أنه رجل طهران في بغداد وينفذ أجندة إيرانية، من هنا يأتي الدور العراقي في سوريا، وموقفه من الائتلاف السوري المعارض.

وأضاف رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف السوري أن الجزائر تربطها أيضا علاقات قوية بنظام بشار الأسد، وتنظر للائتلاف على أنه حركة سياسية وليس دولة، ومن غير المعقول أن يحصل على عضوية الجامعة العربية طالما أنه ليس هناك حكومة ولا يوجد كيان رسمي.

وطالب المالح الدول العربية أن تتعامل مع الائتلاف السوري، كما كانت تتعامل مع منظمة التحرير الفلسطينية من قبل، حيث تم الاعتراف بها وانضمت إلى الجامعة العربية في ظروف لا تقل صعوبة عن التي تمر بها سوريا اليوم.

وقال القيادي في المعارضة السورية إنه تم رفع مذكرة لنبيل العربي قبل بدء اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة مؤخرا، طالب فيها الائتلاف بتطبيق قرارات القمة العربية التي عقدت بالدوحة في مارس 2013، وأوصت بضرورة تسليم مقعد سوريا بالجامعة العربية للائتلاف السوري وإعطائه الحق في حضور جميع الجلسات بها، وهو ما أكدت عليه قرارات القمة العربية الثانية التي عقدت بالكويت العام الجاري، وأوصت أيضا باعتبار الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري والمحاور الأساسي مع جامعة الدول العربية.

كما دعي الائتلاف إلى تشكيل هيئة تنفيذية لشغل مقعد سوريا في الجامعة العربية، ومنظماتها وجميع أجهزتها ومجالسها.

وكان تسليم مقعد سوريا للائتلاف يمثل مشكلة قانونية، حيث قررت قمة الكويت في نهاية مارس الماضي أن يتم منح الائتلاف السوري مقعدا استثنائيا لحضور اجتماعات مجلس الجامعة العربية بشكل رسمي، وإلقاء كلمة أمام وزراء الخارجية العرب دون أن يكون ذلك تسليما رسميا للائتلاف لمقعد سوريا، خاصة أنه لم يستكمل بعد تشكيل مؤسساته وسيطرته على الأوضاع في سوريا على الأرض .

شكلت الحكومة المؤقتة التابعة للائتلاف، نهاية العام الماضي، وتتخذ من مدينة غازي عينتاب، جنوب شرقي تركيا مقرا مؤقتا لها، وتعمل على تأمين الخدمات المختلفة لسكان المناطق الخارجة عن سيطرة قوات النظام من خلال الدعم الدولي الذي يصلها.

وفي 3 سبتمبر الجاري، وصل وفد من الائتلاف السوري إلى القاهرة برئاسة نصر الحريري، الأمين العام للائتلاف، للمشاركة في الاجتماعات التحضيرية لاجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد بحضور رئيس الائتلاف السوري هادي البحرة دون تسلمه مقعد سوريا.

وكان بسام الملك، العضو في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، عقب الاجتماع بالأمين العام لجامعة الدول العربية، قال إن نبيل العربي أرجع تأجيل منح الائتلاف مقعد سوريا في الجامعة إلى ما قال إنه عدم وضوح قرارات قمتي الدوحة 2013 والكويت 2014 في هذا الشأن.

وقال الملك، عقب لقاء وفد الائتلاف بالأمين العام للجامعة في القاهرة الاثنين الماضي: “سلمنا الأمين العام مذكرة قانونية بالحجج التي يراها الائتلاف لتسليمه المقعد، متضمنة أرقام قرارات قمتي الدوحة والكويت، وفي المقابل كان رد الأمين العام أن هذه القرارات لم تكن واضحة ومحددة في صياغتها”.

وربط قرار قمة الدوحة 2013 منح الائتلاف مقعد سوريا بتشكيله لهيئة تنفيذية، لكنه لم يحدد “ماهية” هذه الهيئة، فيما دعا قرار قمة الكويت 2014 الأمانة العامة للجامعة العربية إلى مواصلة المشاورات مع الائتلاف السوري بشأن شغل مقعد سوريا المجمد في الجامعة. وسبق أن شارك الائتلاف في القمة العربية في الدوحة، لكنه استبعد من قمة الكويت التالية.


تفسير العربي

أكد المالح أن الدكتور نبيل العربي كان يتبنى تفسيرا مختلفا لقرارات القمة العربية السابقة، التي أوصت بشكل مباشر وصريح على ضرورة حضور الائتلاف السوري جلسات الجامعة، حيث اعتبر أن القرار يعني حضور ممثل عن الائتلاف جلسات الجامعة العربية الخاصة بسوريا فقط، ثم ينسحب من باقي الجلسات، على اعتبار أنها لا تعنيه.

وأشار إلى أن هذا ما يتم التعامل به بالفعل مع الائتلاف، فالائتلاف يحضر جلسات الجامعة العربية الخاصة بسوريا ثم ينسحب عن باقي الجلسات، مضيفا أن العربي يتبنى فكرة أن “الائتلاف السوري ائتلاف سياسي ولا يجوز إعطاء المقعد لائتلاف سياسي وفقا لميثاق الجامعة العربية”.

ونوه المالح إلى أن عدم تسليم الائتلاف لمقعد سوريا بالجامعة العربية يؤثر على مسيرة الثورة ويعوق مجهوداته في ملاحقة مجرمي الحرب أمام المحكمة الجنائية الدولية، حيث قدم الائتلاف مذكرة للمحكمة الجنائية الدولية تتضمن إلى جانب بشار الأسد، أسماء عشرة من رموزه مورطين في جرائم حرب.

وأكد هيثم المالح أن عدم تسليم مقعد سوريا للائتلاف معناه أن “الائتلاف ليس ممثلا للشعب السوري”.


مبادرة مصرية

أثنى هيثم المالح على الموقف المصري من الائتلاف، واعتبره “متعاطفا مع القضية السورية ولا يظهر منه أي تضاد في الرؤى حول مطالب وطموحات الشعب السوري”، لافتا إلى أن مصر صوتت في القمة العربية السابقة بقطر لصالح تسليم مقعد سوريا للائتلاف السوري.

وكشف عن لقاء سيجمع بين وزير الخارجية المصري سامح شكري ورئيس الائتلاف السوري هادي البحرة بنيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أواخر الشهر الحالي.

وحول ما تردد عن وجود مبادرة مصرية بشأن الأزمة السورية، نفى القيادي بالائتلاف أن تكون هناك مبادرات رسمية أو اتصالات ملموسة حتى الآن بشأن الحديث عن مبادرة قدمتها القاهرة لحل الأزمة السورية.

ورفض الحديث عن أية ملامح لما يتم من اتصالات سياسية بين المعارضة ومصر، لكنه استدرك قائلا: هناك إشارات تفيد أن الرياض تدفع القاهرة لأخذ زمام العودة لدورها الإقليمي بالمنطقة العربية، من خلال الدخول على خط الأزمة السورية”.

ونوه المالح إلى أن “مصر تجري دراسات حول بعض الشخصيات السياسية السورية المعارضة، ربما من أجل أن يكون هناك تواصل معها تمهيدا لشيء ما قد يكون بخصوص تسوية الأزمة”.


نقص في الإمكانيات

اعترف هيثم المالح، رئيس اللجنة القانونية في “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أن الائتلاف يعاني من نقص في الموارد المالية والإمكانات، منددا بمواقف بعض الدول العربية التي لا تتعاون في هذا الصدد.

وأشار إلى أن برنامج الائتلاف يتضمن تشكيل جيش سوري لا يكون بديلا عن الجيش السوري الحر، لكنه سيكون ضمن مكوناته ليصل عناصره إلى أكثر من عشرة آلاف عنصر، وهذا الموضوع يحتاج إلى تمويل وإمكانات مالية عالية جدا، بالإضافة إلى بناء المؤسسات الشرطية والقضائية وغير ذلك.

وعن الوضع الميداني في سوريا، قال هيثم المالح إن الائتلاف السوري كان يسيطر على 70 بالمئة من مساحة سوريا، لكن بعد دخول ما يسمي بتنظيم “الدولة الإسلامية”، المعروف باسم “داعش”، على خط الصراع أصبح يسيطر على نحو 35 بالمئة فقط، بعد أن دمر نظام بشار الأماكن التي كان يسيطر عليها الجيش السوري الحر.

ولفت إلى أن عدد اللاجئين السوريين وصل إلى حوالي ثلاثة ملايين لاجئ، وعدد النازحين وصل إلى أكثر من 8 ملايين نازح، بينما وصل عدد الشهداء إلى أكثر من 300 ألف شهيد.

ووصف المالح تنظيم “داعش” بـ”الخوارج” وأنهم كانوا أداة للنظام السوري الذي أخرجهم من السجون، بعد أن كانوا محبوسين في قضايا تطرف ديني، وأخرجهم من المعتقلات ليواجه بهم الثورة السورية، بالإضافة إلى الدور الإيراني وحزب الله وحزب العمال الكردستاني، إذ أن هذه الأطراف الثلاثة تلعب دورا مهما جدا في الأراضي السورية.

وأكّد أن تصفية “داعش” ليست عملية بسيطة، وستكون صعبة للغاية، وأن تلاقي أهداف واشنطن ودمشق بشأن محاربة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” لا يعني التقارب في وجهات النظر الأميركية والسورية، ومسألة بقاء النظام السوري، لا علاقة لها بتوجهات واشنطن للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية.