مراقبون يحذرون من عواقب الاندفاع العربي وراء "التحالف" الأمريكي للقضاء على "داعش"

عربي ودولي


كشفت مصادر دبلوماسية في القاهرة للعرب اللندنية، أن الدول العربية التي ستحضر الاجتماع الوزاري المرتقب غدا في جدة بالسعودية تدعم تشكيل تحالف دولي حول داعش، لكنها تحرص على أن يتزامن تشكيل هذا التحالف مع خطوات عملية في نزع مسببات تشكيل التنظيم المتشدد في علاقة بالوضع في العراق وسوريا.

وأشارت المصادر إلى أن المملكة العربية السعودية ومصر طلبتا من الأميركيين ممارسة ضغط حقيقي في العراق حتى تتولى حكومة رئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي تجميع مختلف الفرقاء على أرضية وطنية وأن تتخلص الأحزاب الدينية المرتبطة بإيران من هيمنتها على الوزارات وإغراقها بموظفين تابعين لها.

وكانت المعارضة السورية قد طالبت من وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الأخير بالقاهرة الدفع نحو حل ولو جزئي للملف السوري لأن غياب هذا الحل كان سببا رئيسيا لظهور التيارات المتشددة ومن بينها “داعش”، محذّرة من أن وضع اليد في يد الأسد لن ينجح الحرب على التنظيم المتشدد بل يعقّدها.

وقالت السعودية أمس إنها ستستضيف محادثات لبحث خطر الإرهاب في المنطقة مع كل من الولايات المتحدة ومصر والأردن وتركيا ودول عربية أخرى غدا في مدينة جدة.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية بيانا جاء فيه أن الاجتماع سيتناول “موضوع الإرهاب في المنطقة والتنظيمات المتطرفة التي تقف وراءه وسبل مكافحته.”

ووافق وزراء خارجية الدول العربية يوم الأحد الماضي على اتخاذ كل التدابير الممكنة لمواجهة الدولة الإسلامية.

بالتوازي، بدأ جون كيري وزير الخارجية الأميركي أمس جولة في المنطقة، استهلها بزيارة الأردن، لبناء تحالف إقليمي لمواجهة الخطر الذي يمثله تنظيم “داعش”، ومن المنتظر أن يصل كيري إلى جدة اليوم.

من جانبه، أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أن أوضاع المنطقة تستدعي جهدا إقليميا ودوليا لمكافحة ومحاصرة التنظيمات الارهابية، حسبما أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني.

وقال البيان إن الملك عبدالله أكد خلال استقباله وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو إن “التحديات والأوضاع الراهنة في المنطقة، تستدعي جهدا إقليميا ودوليا مكثفا للتعامل معها وإيجاد حلول جذرية لها بما يسهم في مكافحة ومحاصرة الحركات والتنظيمات الإرهابية ونزعات الغلو والتطرف الآخذة بالتوسع”.

وكانت تركيا عبّرت عن الاستعداد للانضمام إلى التحالف الجديد رغم ما يثار من شكوك حول تغاضيها عن تدفق المقاتلين والأسلحة إلى المجموعات المتشددة في سوريا ما سهّل عليها التمدد باتجاه العراق.

لكن مراقبين نبهوا إلى عواقب الاندفاع العربي وراء “التحالف” الجديد، محذّرين من أن تقود واشنطن المنطقة إلى حرب جديدة غير محسوبة النتائج ثم تتركها وتفتح ملفا جديدا مثلما جرى في ليبيا.

ولفت نبيل فؤاد مساعد، الذي شغل منصب وزير الدفاع في مصر سابقا، نظر أمين عام الجامعة العربية إلى الحذر من السقوط في الخطأ الذي وقع فيه سلفه عمرو موسى، عندما شرعن تدخل الناتو في ليبيا.

وقال مساعد إنه يخشى أن تسعى أميركا لتوريط الدول العربية في المواجهات البرية مع “داعش” على أن تقوم الدول الغربية بتقديم الدعم وتوفير الغطاء الجوي، وفي النهاية يكون كل الضحايا من العرب.

وأشار إلي صعوبة “تجييش” قوات عربية لمواجهة داعش، معتبرا أنه علينا “أن ندرك تبعات التورط في حرب مفتوحة، قبل السقوط فيها”، وأن مصر “غير مهيأة للمشاركة في أي عمليات عسكرية خارج البلاد” .

بالتوازي، أكد نبيل فؤاد أستاذ إدارة الأزمات، أن التحالف الذي ستقوده واشنطن لن ينجح دون مواجهة برية، فالقصف الجوي لا ينهي معركة، مشيرا إلى أنه من الأولى دعم الجيش العراقي في مواجهة “داعش” فهو الأقدر للقضاء عليها.

من جانبه، أكد السفير على جاروش، مدير الإدارة بجامعة الدول العربية، أن أميركا تعلمت الدرس من حرب العراق، ولا تريد أن تخسر المزيد من جنودها في مناطق الأزمات.

وتوقع جاروش في اتصال مع “العرب” من ألمانيا أن تشارك قوات عربية في المواجهات البرية ضد “داعش”، تحت الضغوط الأميركية.

وأشار سعيد اللاوندي خبير العلاقات الدولية إلى أن واشنطن بارعة في الحرب بالوكالة وتريد تحالفا شبيها بتحالف غزو العراق 2003 مع تفادي سقوط أي من جنودها.