القاعدة تفتح فرعا جديدا في جنوب اسيا لتظل في الواجهة

عربي ودولي



يقول محللون ان قيام تنظيم القاعدة بفتح فرع جديد في جنوب اسيا دليل على ياس زعيمه خصوصا مع بروز تنظيم الدولة الاسلامية بوحشيته واساليبه الملتوية.

كما ساهم مقتل مؤسس التنظيم اسامة بن لادن وغيره من الانتكاسات في افول نجم القاعدة اذ بدا المقاتلون بالانضمام تحت راية تنظيم الدولة الاسلامية في الشرق الاوسط.

وكان بن لادن اسس القاعدة في اواخر ثمانينات القرن الماضي خلال الاحتلال السوفياتي لافغانستان وهي مرتبطة ارتباطا وثيقا بمنطقة جنوب اسيا، الا ان المحللين يقدرون الان ان عدد مقاتلي التنظيم في المنطقة القبلية بباكستان تراجع الى بضعة الاف.

كما لم تعد القاعدة تشارك في القيادة العملانية المباشرة في باكستان كما في السابق، اذ تركز اكثر على التمويل وتحديد اطار العمل الايديولوجي.

وصرح امير رانا خبير الحركات المسلحة في باكستان مع مرور الزمن بدانا نلاحظ ان المجموعات المحلية مثل حركة طالبان باكستان ازدادت قوة .

واضاف رانا ان انتقال مقاتلي القاعدة من هذه المنطقة الى ليبيا وغيرها من الدول العربية اضعف التنظيم .

وبدا تنظيم الدولة الاسلامية من خلال مكاسبه الميدانية وحملاته الدعائية عبر الشبكات الاجتماعية يشكل تحديا لتنظيم القاعدة.

كما هناك ادلة جديدة تشير الى ان تنظيم الدولة الاسلامية يسعى لنشر نفوذه في افغانستان وباكستان حيث كانت القاعدة تحتكر الساحة.

فقد شوهدت منشورات وشعارات على الجدران تدعو الى دعم تنظيم الدولة الاسلامية في بعض مناطق بيشاور كبرى مدن شمال غرب باكستان ذات الغالبية من الافغان.

وقال رانا ان حاجة القاعدة لفتح فرع جديد مرده سعيها للتصدي الى المنافسة.

واضاف هذا دليل على ياس التنظيم فهو يفقد السيطرة على المجموعات المرتبطة به في المنطقة وفي مناطق اخرى من العالم .

وبينما ينشر مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية صورا وتسجيلات عنيفة واحيانا مروعة لحملاتهم العسكرية، اتى اعلان فتح فرع جديد للقاعدة ضمن كلمة استمرت ساعة لزعيم التنظيم ايمن الظواهري، وهو ما لم يتغير منذ عقد من الزمن.

وكانت وزارة الخارجية الاميركية اعتبرت ان القاعدة وحركة طالبان باكستان تربط بينهما علاقة تكافل وان الظواهري يحظى بحمايتهما.

الا ان العملية العسكرية التي بداتها القوات الباكستانية في حزيران/يونيو في وزيرستان الشمالية ادت الى تشتت حركة طالبان باكستان كما قلصت المساحة المتاحة امام قواعد الجهاديين ومعسكرات التدريب.

وفي الجانب الاخر من الحدود في افغانستان، تتفاوت التقديرات حول قوة ونفوذ القاعدة الا ان الخبراء يتفقون على ان دورها لم يعد الان في الواجهة.

وقال غريم سميت المحلل لدى مجموعة الازمات الدولية ( انترناشيونال كرايسيس غروب ) في افغانستان الجميع متفقون على ان عدد الاجانب محدود بين صفوف المتمردين .

ويقدر جاويد كوهستاني المحلل الامني الافغاني ان هناك قرابة الفي مقاتل من القاعدة في ولايات بدكشان وقندوز ولوغار ونورستان.

ويعتبر الظواهري احد قادة هجمات 11 ايلول/سبتمبر القلائل الذين لا يزالون على قيد الحياة. فقد قتل الزعيم العسكري محمد عاطف في غارة لطائرة بدون طيار في 2001، وقتل ايلياس كشميري في باكستان في 2011 بعد شهر على مقتل بن لادن في عملية اميركية.

وتراجع عدد ووتيرة الهجمات المنسوبة مباشرة الى تنظيم القاعدة في السنوات الاخيرة. يذكر منها هجوم في 2011 على قاعدة بحرية مهمة في كراتشي بالتنسيق مع حركة طالبان باكستان، وهجوم في حزيران/يونيو على مطار كراتشي بالتعاون مع الحركة الاسلامية في اوزبكستان التابعة للقاعدة.

وتزامن تراجع القاعدة النسبي كقوة هجومية في جنوب اسيا وعدم تنفيذها لاي هجمات كبيرة في الغرب مع بروز تنظيم الدولة الاسلامية الذي اعلن الخلافة في الاراضي التي استولى عليها في العراق وسوريا.

وكان التنظيم بدا فرعا للقاعدة في العراق قبل ان ينشق عنه في شباط/فبراير.

وازاء هذه الخلفية، عينت القاعدة عاصم عمر زعيما لفرعها الجديد في جنوب اسيا.

وعمر معروف في الاوساط الامنية الا انه لم يحظ بدعم الظواهري من قبل.

ومع ان القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية يبدوان على خلاف، الا ان رانا يقول ان النتيجة ستكون زخما جديدا في الحركات الاسلامية وكان الامر اشبه باعادة هيكلة مؤسساتية.

واضاف رانا عندما تتحول المجموعات الناشطة فانها تجمع متطوعين جددا وتضم مجموعات اليها مما يزيد الاندفاع بين صفوفها .

وتابع ان توسيع افاقهم الايديولوجية يشكل انطلاقة جديدة للحركات الارهابية .

كما ان شبكة القاعدة اعتبرت منتهية مرات عدة منذ اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001، الا ان تقريرا استخباراتيا كنديا صدر في 2013 اشار الى ان قيادة التنظيم صامدة منذ ربع قرن رغم الجهود التي تبذلها حكومات للتصدي لها.