هل ثمة علاج يوقف شبح Ebola القاتل؟

الفجر الطبي



في وقت بدأ الذعر ينتقل من دولة إلى أخرى، وتدق المنظمات الدولية ناقوس الخطر، ويعلن مدير العمليّات في منظمة أطباء بلا حدود Bart Janssens عن مخاوفه من انتشار فيروس Ebola القاتل في كل أنحاء العالم، سجّلت حتى كتابة هذه السطور أكثر من 1300 إصابة وأكثر من 730 حالة وفاة في أربعة بلدان فقط (ليبيريا، غينيا، نيجيريا وسييراليون)! وأصل الفيروس الذي ينتشر بسرعة فائقة، يعود إلى خفافيش الليل التي تحمل الـ Ebola بالأساس من دون أن يؤذيها، لكنه يتحول إلى فيروس قاتل حين ينتقل إلى بعض الحيوانات الثديية (وخصوصاً القردة)، وينتقل منها إلى الإنسان.


ومن العوامل التي ساهمت في انتشار الفيروس بحسب منسّقة برامج الطوارئ في منظمة أطبّاء بلا حدود، Marie-Christine Ferir:

• تنقّل سكان القارة السمراء وسفرهم.

• محاولة بعض السكان إخفاء المرضى أو الحالات المشتبه فيها عن الجهات الرسمية لمعالجتها.

• محاولة الناس معالجة بعضهم البعض بعد الإصابة بالفيروس، ما يسبب انتقاله إلى منزل جديد وإصابة أفراد.

• الاحتكاك بالجثث أثناء الجنازة، مما يسبب انتقال الفيروس.

إذاً، الوضع يستدعي القلق، كيف لا، وسكان الدول الأربع يسافرون إلى جميع انحاء العالم. وقد يكون بعضهم حاملاً لفيروس Ebola. من هنا، تبرز ضرورة اتّخاذ الإجراءات اللازمة للوقاية من هذا الفيروس، مثل التشخيص. مع الإشارة هنا إلى أن الأطباء يشكون من افتقار البلدان التي ينتشر فيها Ebola إلى الإمكانات اللوجيستية والإنسانية، فضلاً عن عدم وجود وسيلة موحدة واحدة قادرة حتى الساعة على تشخيص الإصابة بشكل واضح. أضف إلى ما سبق، ضرورة اللجوء إلى سياسة العزل التي تبدو حتى الساعة من أفضل الخطوات الوقائية لمحاولة الحد من انتشار الفيروس.


وماذا عن العلاجات؟

ما زالت البحوث مستمرة حتى اليوم لإيجاد علاج مناسب لفيروس Ebola، وفي أكثر من بلد. في الولايات المتحدة الأميركية، مثلاً، أجرت فحوصات عدة على الحيوانات، لا سيما على بعض فصائل القردة. وقد أظهرت دراسات قام بها مركز بحوث اللقاحات، المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، ومعاهد وطنية صحية أخرى في البلد حول أنواع مختلفة من اللقاحات، أن بعضها تمكن من حماية الغوريلا والشامبانزي من الـEbola في المختبرات. وأعلن المعهد الوطني للصحة في أميركا، أن بحوثه على الإنسان ستنطلق في أيلول، مراهناً أن يتم التوصّل إلى نتائج ملموسة في بداية 2015.

في المقابل، تعمل بحوث كندية على تطوير لقاح آخر ضد Ebola، وستتم تجربته على الإنسان في بداية كانون الثاني المقبل.

وفي حال ثبتت فعالية أحد أنواع اللقاحات التي يتم العمل على تطويرها اليوم، ثمة أسئلة ملحة يطرحها متابعون لملف الفيروس الجديد: أي دور سيكون لهذا العلاج: احترازي فقط أو علاجي أيضاً؟ ثم كيف يمكن الباحثين تسويق اللقاح، في وقت قد يتم احتكاره من حيتان الدواء؟ وأخيراً، وحتى الوصول إلى الإجابات الشافية، ماذا قد يحصل على كوكب الأرض؟