إيران تقرب الخطوات من السعودية لأجل "داعش" والعراق

عربي ودولي



أكدت مصادر دبلوماسية أن بوادر فعلية بدأت تظهر لحل الأزمة السورية، تمثلت في القرب الإيراني من السعودية، خاصة بعد تنحي رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، وأن القيادة الإيرانية تسعى إلى توسيع دائرة التقارب مع الرياض لتشمل العراق وسوريا ولبنان. وتبدّى هذا التوجه خاصة مع زيارة مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين عبداللهيان إلى السعودية.

وأشارت المصادر إلى أن تخلي إيران عن دعم المالكي سهل من سعيها إلى التواصل مع المحيط الإقليمي لحل أزمة العراق ومواجهة خطر “داعش” في المنطقة.

ولفتت المصادر ذاتها إلى أن طهران عبّرت عن استعدادها للضغط على الأحزاب الدينية المقربة منها لأجل الوصول إلى حل في العراق وخاصة ما تعلق بالسيطرة على وزارات السيادة، فضلا عن الطابع الطائفي لسياسات التوظيف في الجيش والشرطة، وهو ما كشف عن أخطاره هجوم داعش وهروب القوات العراقية من المواجهة.

وقال مراقبون إن خطر “داعش” علق الكثير من المشكلات الخلافية بين بعض دول الإقليم لوضع حد لتمدد “الدولة الإسلامية”، متوقعين تهدئة في الملفات التي تمتلك إيران سيطرة عليها خاصة في اليمن ولبنان.

ولاحظ المراقبون أن سوريا ستبقى جزءا خلافيا، في المقابل ترجح توقعات أن يتم الاتفاق مع النظام على الاشتراك في محاربة داعش مقابل تنازلات إيرانية، أولها انسحاب حزب الله من الداخل السوري.

وفي لبنان، عاد السفير السعودي لدى بيروت علي عواض عسيري، إلى عمله، بعد إلغاء الرياض قرار نقله إلى باكستان، مما يعطي دلالات وفق محللين على سعي سعودي بالتعاون مع دول الإقليم خاصة الأردن ومصر وإيران، إلى وضع حل لأزمة الرئاسة الشاغرة، وأزمة عرسال وخطف الجنود اللبنانيين، مما يتيح انفراجا آخر في الأزمة السورية.

وتأتي تلك التطورات السريعة، مع سعي دول حلف الناتو إلى وضع استراتيجية لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، قبل اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة في أواخر الشهر الجاري وقبل ترؤس الرئيس الأميركي باراك أوباما جلسة في مجلس الأمن خاصة بمحاربة الإرهاب.

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي حث على إنشاء تحالف دولي ضد داعش، أكد خلال قمة الناتو أنه لم يواجه أي مقاومة أو معارضة في ما يتعلق بفكرة محاربة تنظيم الدول الإسلامية، معتبرا أن للولايات المتحدة دورا حيويا في دحر التنظيم الذي وصفه بأنه يتسبب في فوضى عارمة في المنطقة.

من جانبه، دعا العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إلى ضرورة اتخاذ تدابير حازمة وسريعة وقوية ضد الإرهاب، معتبرا أنه لا يهدد دول المنطقة فحسب، بل يهدد أوروبا والولايات المتحدة، وأن وصوله إليهما لا يستغرق الكثير من الوقت.

وفي ذات الصعيد، بدأت مساعدة الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي ومكافحة الإرهاب، ليزا موناكو، زيارة إلى دول المنطقة، استهلتها باليمن وتقودها إلى السعودية والأردن، في جولة تأتي ضمن إطار تعزيز التعاون المشترك في مجال التصدي للإرهاب.