واشنطن والناتو في مواجهة "طهران وأنقرة" علي ملاعب داعش


يشهد العالم، حالة من التنافر بين الدول التي تحمل توجهات مختلفة، على خلفية الحشد الدولي لمواجهة ما يعرف بالدولة الإسلامية في العراق والشام، والمسمى بتنظيم داعش .

البداية كانت بقمة لحلف شمال الأطلسي الناتو للبدء في وضع خطط عملية لمواجهة تنظيم داعش المتطرف على الأرض، حيث جدد الحلف تعهده لمواجهة التطرف الدولي ومنعه من التمتع بملاذ آمن.

وقال الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن في قمة الناتو نقلا عن 24، إن الحلف نجح في منع التطرف الدولي من التمركز في أفغانستان، وجعل منها ملاذا آمنًا، وبات تمركز تنظيم داعش في العراق وسورية يشكل تهديدًا للحلف، لاسيما مع انضمام مئات الأميركيين والأوروبيين إلى صفوف التنظيم، وتعهد بـ عدم السماح بتمتع التطرف الدولي بملاذ آمن .

وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن معالجة تهديد «داعش» يمر على «مراحل»، قائلا «نحن بحاجة لشراكات إقليمية.. ونعالج هذه المسألة بمراحل، أولاها دعم تشكيل حكومة العراقية، وثانيا العمل بناء على المعلومات الاستخباراتية لتوجيه الضربات الجوية، وأن ننقل المعركة إلى (داعش).. نحن نتحرك بحسم وبسرعة ولكن علينا أن نتأكد من أن ما نقوم به صحيح، لذلك نحتاج إلى ائتلاف سياسي مع جهود دبلوماسية وجهود من خلال الاتصالات وجعل الناس لا يشعرون بأن (داعش) تمثل دولة أو خلافة».

وأضاف بعزم «سنحقق هذا الهدف، وسنضعف ونهزم (داعش) مثلما فعلنا مع (القاعدة) في منطقة فتح (الحدود بين باكستان وأفغانستان) وفي الصومال، حيث أعلنا عن مقتل زعيم حركة الشباب» أحمد جودان المعروف بـ«أبو الزبير». وتابع «نحن نهزم المنظمات التي يمكن أن تهدد مواطنينا أو أراضينا.. وسنواصل ذلك».

وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن التهديد من التطرف الإسلامي خرج بشكل جديد في العراق وسورية، وعدّ هذا التهديد مع التهديد من الوجود الروسي غير القانوني تهديدين على الحلف مواجهتهما.

ورغم التأكيدات الدولية على جرائم داعش، إلا أن مجموعة من الدول المعادية لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية، بدأت في أخذ موقف مناقض لما تراه الولايات المتحدة الأمريكية، وحلف الناتو، وعلى رأسها تركيا وإيران.

حيث حذر رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان خلال لقائه الرئيس الأمريكي باراك أوباما من تزويد بغداد بالأسلحة، مشيرا إلى أن الأسلحة المتروكة في العراق أصبحت اليوم تحت سيطرة تنظيم داعش وقد تعود هذه الأسلحة ضدنا من خلال توجيه ضربة لعملية التسوية الجارية للتوصل إلى حل للقضية الكردية، فضلا عن تأجيج الصراع الطائفي في المنطقة .

وذكرت صحيفة حرييت التركية اليوم السبت نقلا عن مصادر مقربة من القصر الجمهوري أن رئيس الجمهورية أردوغان حذر أيضا من تشكيل تحالف ضد تنظيم (داعش) وأكد اتخاذ خطوات حاسمة في العراق وسوريا ووضع استراتيجية شاملة لعدم إتاحة الفرصة لتهديد الأمن الإقليمي واستقراره مع تأكيد وحدة وسيادة الأراضي العراقية مثل تأكيد الولايات المتحدة ودفاعها عن وحدة وسيادة الأراضي الأوكرانية.

كما أشارت المصادر إلى أن أردوغان أكد أن استمرار الفوضى والاضطرابات فتحت ثغرة لإيواء المنظمات الإرهابية في سوريا والانتقال بعملياتهم الإرهابية إلى دول المنطقة.

ولم يكن الشد والجذب بين أمريكا وإيران حول الأزمة النووية، ببعيد عن أزمة داعش، حيث لم تُقرب الجرائم الدائرة للتنظيم والتي تستهدف الشيعة العراقيين، وجهات النظر بين واشنطن وطهران، وقالت الولايات المتحدة إنها لا تنتوي القيام بأي تعاون عسكري مع ايران لقتال مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق.

وقالت متحدثة باسم الخارجية الامريكية إن واشنطن لن تتبادل معلومات استخباراتية مع ايران.

وكانت مصادر ايرانية قالت لبي بي سي إن الزعيم الاعلى للثورة الايرانية اية الله على خامنئي طلب من احد كبار القادة العسكريين الايرانيين الاتصال بالجانب الامريكي، ولكن وزارة الخارجية الايرانية نفت التقرير وقالت إنه غير صحيح.

وتعارض ايران تدخل الولايات المتحدة في العراق، الحليفة لإيران، وقالت ماريا هارف المتحدثة باسم الخارجية الامريكية لا نقوم بتنسيق الاعمال العسكرية او نتبادل المعلومات الاستخباراتية مع ايران .

وأضافت بالطبع نحن مستعدون للتعامل معهم كما فعلنا سابقا، على الاخص في افغانستان. ولكننا لن ننسق ما نقوم به سويا .

وقالت المصادر الايرانية سابقا إن خامنئي اعطى تصريحا للجنرال قاسم سليماني قائد قوات القدس، وهي وحدة خاصة في الحرس الثوري، للعمل مع القوات التي تقاتل تنظيم الدولة الاسلامية، بما في ذلك الولايات المتحدة.

و أعلنت واشنطن إيفاد وزير خارجيتها جون كيري إلى المنطقة لتنسيق الجهود في مواجهة تنظيم داعش ، فيما أنهت قمة دول حلف شمال الأطلسي الناتو أعمالها بما يشبه الاتفاق على تشكيل تحالف دولي ضد تنظيم داعش .