البدوي في حواره لـ"الفجر": "موسى" رئيس البرلمان القادم .. وحلم زعامة "صباحي" انتهى


لم نتحالف مع نجيب ساويرس لأنه أراد أن يخوض الانتخابات منفرداً

الحديث عن عودة أحمد عز للحياة السياسية تهويل لضرب التحالفات الانتخابية

يلخص الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد الحياة السياسية في مصر في نقاط محددة، تعكس حالة التخبط التي تعيشها بعض القوى السياسية في الفترة الراهنة خاصة فيما يتعلق بالتحالفات الانتخابية التي لم تتضح معالمها بعد، والتي قال عنها في حواره مع الفجر ، أنه في إطار قانون الانتخابات الحالي والقوائم غريبة الشكل والتي لا يوجد لها مثيل في العالم، حيث أن تلك القوائم المطلقة اتبعها هتلر وأخر من عمل بها موسوليني .

بدأ حواره بأن هناك ضرورة لوجود التحالفات لأنه لا يمكن أن يقود حزب قائمة كبيرة مثل قائمة الصعيد والتي تبدأ من الجيزة وحتى حلايب وشلاتين بمفرده، ولذلك هنا ضرورة لوجود التحالفات الانتخابية، وأيضًا لمواجهة ما يحدث أو ما يُخطط لمصر من مؤامرات سواء بأيدي بعض من أبنائها أو بتمويل وتحريض وتخطيط دول سواء كانت عربية أو أوروبية كالولايات المتحدة الأمريكية ، ومن هنا بدأ الشعور بضرورة وحدة صف وطني.

يكمل البدوي: هناك في الأفق أكثر من اتجاه، كإتجاه الجبهة المصرية وهذا يشكل تحالف، واتجاه آخر وهو تحالف الوفد المصري والذي يعد تحالف له صوت مسموع وله الآن أمينه العام وهو الدكتور عمرو الشوبكي.


ما هو السبب الرئيسي في انسحاب الحزب من تحالف الأمة المصرية ؟

حقيقة الأمر لم يكن المصريين الأحرار سببًا في أي اعتراض أبديته في المشاورات التي كانت تجرى، بالعكس فقد كنا رفاق معه في جبهة الإنقاذ وتربطني علاقة طيبة جدًا بالدكتور أحمد سعيد رئيس الحزب وتربطني علاقة قوية بالمهندس نجيب ساويرس، وبالتالي بدأنا بالفعل نبحث إمكانية أن نكون طرفًا في تحالف واحد ولكني احترمت رغبتهم في دخول الانتخابات بشكل منفرد، ولكن بعض وسائل الإعلام اختلقت قصة الخلاف بين الوفد والمصريين الأحرار والأمر كله كان يتمثل في أن أحد الأشخاص المسئولين عن التنظيم بالمصريين الأحرار بدأ يهاجم الوفد بدون داعي، فبدأت بعض قيادات الوفد بالرد عليه ولكننا اتخذنا قرار في الهيئة العليا وهو عدم الرد على أي حزب سياسي أو أي شخصية سياسية تتعرض للوفد، واعتبرنا أن الوفد هو الشقيق الأكبر للأحزاب السياسية وأن الشقيق الأكبر عليه أن يتحمل وأن يتسامح وأن الوفد أو مصر بصفة عامة في هذه المرحلة لا تتحمل إطلاقًا التراشق والتنابذ بالألفاظ.

وما تفسيرك لما تردد أنك قلت أن نجيب ساويرس انتهى سياسيا؟

لم يحدث حتى الآن أي خلاف بيني وبين نجيب ساويرس وتربطني صداقة وعلاقة قوية به وكنا متهمين أنا وهو خلال عهد مرسي بأننا نخطط لإختطافه خارج مصر، في بلاغ رسمي قُدم ضدنا، وساويرس صديق عزيز عليَ جدًا واتصلت به مرتين لأدعوه للتحالف وهو ليس ضد الوفد ولكن حزبه اتخذ قرارًا بدخول الانتخابات منفرداً بعيدًا عن القوائم، وبالتالي يجب أن نحترم هذا القرار لأنه قرار حزبي، ولو الوفد اليوم كان اتخذ مثل هذا القرار كان لا يستطيع أحد الإعتراض عليه لأنه قرار حزبي وقرار مؤسسة، وهذه الإشاعات هدفها إثارة البلبلة وإحداث وقيعة بين الحزبين لصالح تيار معين.

هل انتهي دور السيد عمرو موسى في الفترة الحالية ؟

عمرو موسى لم ينتهي دوره ولكن دوره قادم، ولن يخلو تحالف الوفد المصري من وجوده، خاصة وأنه وفدي وله جذور وفدية، كما أن البرلمان القادم يحتاج إلى كفاءة مثله، ومن وجهة نظري أرى أنه من أبرز المرشحين لرئاسة البرلمان القادم فهو ليس المرشح الوحيد ولكن عندما نتحدث عن مجموعة من الشخصيات نختار من بينها رئيسًا للبرلمان القادم أعتقد أن من بين هذه الأسماء يبرز اسم عمرو موسى .

لكن عمرو موسى نفى ترشيحه للبرلمان القادم من الأساس؟

سأظل وراءه لحين إقناعه بفكرة الترشح لرئاسة البرلمان، وسأتابعه، ولي عنده الكثير كما ان له عندي الكثير أي أن العلاقة بيننا تسمح لكل منا بالضغط على الآخر في سبيل مسائل وطنية، وأنا متأكد أنه سيستجيب للترشح.

وما هي الأسباب التي دعته للإنسحاب من التحالف؟

قبل أن يصدر هذا البيان عقد اجتماعًا وكنت حاضرًا معه لحظة كتابة بيان انسحابه ودارت اتصالات بيننا وبين الدكتور محمد أبو الغار والدكتور عبد الجليل مصطفى والدكتور عمرو الشوبكي ومجموعة من قيادات التحالف، وكانت فكرته انه لم يرفع يده عن التحالف ولكنه ينتظر إلى أن تتبلور التحالفات وان يرى توافقًا حول تحالف يستطيع أن يقود المجلس النيابي في المرحلة المقبلة، وقد يحدث هذا التوافق ، وبمجرد أن يحدث هذا التوافق سيكون عمرو موسى على رأس القائمة التي ستحظى بتوافق وطني.

هل من الممكن أن تضم قائمة الوفد المصري مرشحين من المحسوبين على الحزب الوطني المنحل؟

حتى أكون واضحًا الحزب الوطني يمكن تصنيفه إلى ثلاث فئات، الأولي هي التي تضم الفاسدين وأستفادت ماليًا بنهب ثروة البلد، وهذه الفئة لا يمكن الاقتراب منها، والفئة الثانية هي من أفسدت الحياة السياسية وهم أعضاء الحزب الوطني الذين احترفوا تزوير الانتخابات المحلية والشعب والشورى، والفساد السياسي من وجهة نظري أخطر من الفساد المالي أو الجنائي لأنهم أفسدوا الحياة السياسية بالكامل، وهذه الفئة أيضًا لا يمكن الإقتراب منها، أما الفئة الثالثة فتتمثل في العائلات القديمة التي اعتادت أن يكون لها مقعد في البرلمان منذ أيام الوفد عام 1952 وتلك العائلات كانت معظمها عائلات وفدية في الصعيد والوجه البحري، وعندما الغيت الأحزاب في عام 1953 انضمت تلك العائلات لهيئة التحرير لأنهم اعتادوا أن يكون لهم نائب يخدم البلد ويخدم الدائرة، ثم انتقلوا إلى الاتحاد القومي ثم الاتحاد الاشتراكي ثم حزب مصر وبعدها إلى الحزب الوطني، وهنا لا استطيع أن أحكم على عائلة بأكملها أنها عائلة فاسقة لأن هذه العائلة أدت أداءً وطنيًا في مرحلة من المراحل والمقعد يظل بالتوارث فيها مثلها مثل العمودية تظل في العائلة ولا تخرج منها، وتلك العائلات المحترمة الذين لم يثبت عليهم أي فساد مالي أو إداري أو سياسي أو جنائي سنختار من بينهم الشخصيات المحترمة التي لها وجود واحترام بدوائرها ولها تقدير من المواطنين بمحيط دائرته.

هل تتوقع بعد خروج أحمد عز من محبسه أن تلتف حوله قيادات الوطني القديمة ويعود مرة أخرى للحياة السياسية ؟

صعب، وهناك الكثير من الرموز صعب جدًا أن تعود من جديد وتظهر على الساحة السياسية، وهناك رموز تورات بالرغم من أنها كانت ملئ السمع والبصر في عهد النظام السابق أو الأسبق وتورات تمامًا ومن بينهم أحمد عز، ومن يقول الآن أن أحمد عز بدأ الاتصال والتنظيم للعودة من جديد فهذا كله نوع من التهويل ومحاولة إرهاب التحالفات الأخرى بأن الحزب الوطني قادم، ولكنه انتهى ولن يعود ولم يكن حزبًا عقائديًا أو حزب فكر أو برنامج لكنه كان حزبًا لأصحاب المصالح فكل من يريد أن ينهى مصالحه أو على الأقل يحافظ على مصالحه كان يلجأ للحزب الوطني، وهو الآن قد انتهي بدليل أن الرئيس السادات عندما ترك حزب مصر لو أن هذا الحزب قوي بالقدر الكافي ما كان بقى فيه غير شخص واحد فقط وهو جمال ربيع رئيسًا للحزب والكل هرول إلى حزب رئيس الجمهورية لأنه حزب المصالح وبالتالي فإن عودة الحزب الوطني مرة أخرى مستحيلة، ولكن بعض القيادات بالحزب الوطني ستعود ولكني لا أعلم عددهم بالتحديد .

الدكتور رفعت السعيد أثنى في تصريحات له مؤخراً على التحالف مع الفلول وعدم التحالف مع بعض الأحزاب الأخرى .. ما رأيك في ذلك ؟

هذا التصريح مرفوض بالنسبة لي لأننا لن نتحالف مع الفلول لكن سيكون هناك تحالف مع شخصيات محترمة والتي من بينها الفئة الثالثة بعيدًا عن الكلام المطلق في العموم، وأي شخص يعتبر ثورة 25 يناير مؤامرة لا يمكن أبدًا أن نضع أيدينا في يديه وننسق معه أو نتحالف معه ومعظم أعضاء الحزب الوطني يعتبرون أن ثورة 25 يناير مؤامرة .

ما تفسيرك لتراجع دور حمدين صباحي في الفترة الأخيرة؟

حمدين صباحي طوال عمره كان زعيمًا للمعارضة، لكن الآن حلم الزعامة انتهى بعد خسارته في الانتخابات الرئاسية، وقدره أنه خاض الانتخابات الرئاسية ضد رئيس يحظى بحب شعبي غير مسبوق في تاريخ الرؤساء المصريين ، وحتى عبد الناصر والذي كان أول بداية حكمه عام 1953 عندما انقلب عام 1954 على محمد نجيب الشعب كان ضده مع محمد نجيب، وحتى عبد الناصر في بداية حكمه لم يكن بهذه الشعبية، ولكن قدر صباحي أنه خاض الانتخابات ضد رئيس يعتبره الشعب بطلاً قوميًا أنقذه من حكم الإخوان المسلمين وهذه حقيقة وبالتالي المصريين عاطفيين إلى حد كبير، وخوضه الانتخابات ضد السيسي الذي يتمتع بشعبية له تقدير كبير جدًا، ولولا حمدين صباحي لاعتبرت هذه الانتخابات مجرد استفتاء ، ولكن المصريين ينظرون لحمدين على أنه كان ضد الرئيس ولم يغفروا له ذلك، ولكنه لم يكن ضد الرئيس، ونحن كساسة نقدر دوره وجرأته على خوض هذه الانتخابات وهو يعلم قبل أن يبدأ أنه غير فائز في تلك الانتخابات ولكن جرأته على أن يخوض الانتخابات ضد مرشح بهذه القوة تحسب له تمامًا وأنا ضد كل من يسيئ إلى حمدين صباحي أو يقلل من شخصيته أو يسفه من دوره في إخراج الانتخابات بالشكل الذي خرجت به لتبقى انتخابات تنافسية بين مرشحين وليس استفتاءً وكان سيبقى هناك الكثير من علامات الاستفهام بشأن تلك الانتخابات أمام الرأي العام الخارجي.