خبراء في الأمن ومكافحة الإرهاب: "داعش" يستهدف داخل السعودية
ليست هي المرة الأولى التي تعلن فيها وزارة الداخلية السعودية عن وجود استهداف لشخصيات عامة من قبل عناصر التنظيمات الإرهابية، لكن هذه المرة أثار الإعلان عن وجود خلية خاصة بالاغتيالات، كثيرا من التساؤلات، لا سيما أن ذلك (أي التفكير في استخدام هذه السياسة) قد يكون من الأدوات الجديدة لأفراد الفئات الضالة في حال عدم تمكنهم من تنفيذ أعمال إجرامية على نطاق أوسع.
وفي هذا الشأن، أكد متخصصون في الشؤون الأمنية ومكافحة الإرهاب أمس، على أن «الأمن داخل السعودية مستهدف بشكل واضح من قبل ما يعرف بالفئة الضالة، وكل من يتبع أو يتعاطف مع الحركات الإرهابية مثل (داعش)».
وركز الباحثون على أن «الضربات الاستباقية التي تنفذها الجهات الأمنية المختصة التابعة لوزارة الداخلية السعودية، لا تمثل نجاحا أمنيا فحسب، بل هي ردع مزدوج، لا يقف تأثيره عند الفئة الضالة التي يتساقط أفرادها في قبضة الأمن، بل يصل تأثيره إلى كل من يتعاطف مع هذه الفئة».
وأشاد الدكتور أحمد الموكلي، الخبير في الشؤون الأمنية ومكافحة الإرهاب، بالجهود التي تقوم بها الجهات الأمنية السعودية من خلال المتابعة والرصد، للقبض على عناصر الفئات الضالة الموجودة في السعودية، وأكد أن «المهارة والاحترافية لدى الجهات الأمنية بلغتا مستويات متقدمة لتنفيذ ضربات استباقية ضد هذه الفئة، قبل تسديد الضربات الهجومية ضد السعودية».
وأوضح الموكلي لـ«الشرق الأوسط» أن وزارة الداخلية تؤكد على دور المواطن وعدّه العامل الأول في معاونة رجال الداخلية للقبض على الفئة الضالة ومكافحتها.
وذهب الموكلي إلى أن «القبض على 88 رجلا من بينهم 59 سعوديا كانت عليهم أحكام قضائية وأفرج عنهم، يحتاج لإعادة النظر واستقراء هذه الأحكام القضائية، وتحديث وتطوير برامج المناصحة التي لا يمكنها خلال أشهر إزالة ترسبات سنوات ماضية».
ووصف المملكة بأنها «الهدف الاستراتيجي لكل المنظمات الإرهابية، لأنها قلب العالم الإسلامي»، مشيرا إلى أن «مزاعم المنظمات الإرهابية بإعادة إقامة دولة الخلافة الإسلامية تتطلب منهم إقامتها في قلب العالم الإسلامي حيث السعودية، وبالتالي يلجأ هؤلاء الإرهابيون إلى إثارة البلبلة من خلال تكفير العلماء، واستغلال ثورات الربيع العربي في الجانب المعاكس، وإثارة الفوضى لتنفيذ أجندتهم».
وبين أن «الفكر الذي تعمل به هذه المنظمات الإرهابية، التي من بينها (داعش)، منذ زمن بعيد من الناحية النظرية والعملية، مخطط له»، عادّا «إلقاء القبض على 88 شخصا من الفئة الضالة مؤشرا خطيرا، يشير إلى وجود مزيد منهم في ظل وسائل الإعلام الجديدة ووسائل التواصل الاجتماعي».
وفي السياق ذاته، أكد لـ«الشرق الأوسط» حمود الزيادي، الباحث والخبير في الشؤون الأمنية ومكافحة الإرهاب، أن «الفئة الضالة استهدفت السعودية داخليا من خلال التحريض على رجل الأمن السعودي الذي استطاع أن يكون حائلا بينهم وبين أمن الوطن»، مرجعا هذا الفكر إلى «جذور تنظيم القاعدة الإرهابي، الذي يشعر بغصة نتيجة تفكيكهم داخل السعودية واضطرارهم للهروب إلى اليمن».