رغم وقف النار.. عائلات غزية باقية في مراكز الإيواء
لم تعد أسرة بلال أبو عودة إلى بيتها في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، بعد تدميره بشكل كامل من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي خلال عدوانها الذي استمر واحدا وخمسين يوماً.
وفضّلت أسرة أبو عودة المكونة من أربعين فردا البقاء في إحدى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا' غرب مدينة غزة، بالرغم من سريان وقوف إطلاق النار منذ مساء أمس الثلاثاء.
آلاف النازحين من المناطق الشرقية والشمالية بدأوا بالعودة إلى منازلهم غير المدمرة وتصلح للسكن، بينما المئات بقوا في مراكز الإيواء بعد فقدان منازلهم.
يقول أبو عودة: 'دمر منزلنا المكون من سبعة طوابق الواقع في منطقة البورة شرق بيت حانون بالكامل وتم تسويته بالأرض... ولا يوجد لنا مأوى آخر إلا تلك المدرسة.'
وأضاف لـ'وفا': 'سنبقى في المدرسة لحين توفير مسكن بديل لنا بشكل مؤقت، وإعادة بناء بيتنا من جديد.'
بدوره قال عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي لوكالة الغوث الدولية:' سيتم تجميع من تبقى في مدارس الأونروا' في عدة مدارس معينة لحين إيجاد حل لمشكلتهم.'
ودمرت قوات الاحتلال خلال عدوانها حوالي أربعين ألف منزل في جميع محافظات القطاع، بين تدمير كلي وبالغ وجزئي وطفيف.
وهناك مساع لعقد مؤتمر دولي في شرم الشيخ المصرية لإعادة اعمار ما دمره الاحتلال في قطاع غزة.
وعبرّ أبو عودة عن أمله بأن يتم إعادة اعمار بيته الذي دفع فيه شقاء عمره، منوها إلى أنه غير قادر على استئجار منزل لأفراد أسرته.
واستشهد خلال العدوان الاسرائيلي أكثر من ألفي مواطن وجرح أكثر من عشرة آلاف غالبيتهم من الأطفال والنساء.
بدورها، تقول مها النجار من سكان منقطة جبل الريس شرق مدينة غزة والتي ما زالت تتواجد داخل المدرسة:' إن بيتهم المستأجر دمر بالكامل، ولا يوجد مأوى لهم إلا المدرسة.'
وأضافت، والحزن باد على وجهها،'زوجي كبير السن ومريض بالقلب, أنا مريضة بسرطان الدم ولا معيل لنا.'
وأوضحت النجار لـ'وفا': 'أن إدارة المدرسة خصصت غرفة لها ولزوجها نظرا لوضعهما الصحي وأنها تتلقى علاجا يوميا على نفقة 'الأونروا'.
وتابعت النجار التي تقطن في المدرسة منذ بداية العدوان:' إنها وزوجها وطفلهما الوحيد يتنقلون منذ عشرات السنين من بيت لآخر بالإيجار لعدم مقدرتهم على شراء بيت'، لافتا إلى أنهم في الوقت الراهن غير قادرين على استئجار بيت لصعوبة وضعهم المادي.
ويعيش سكان قطاع غزة (1.8 مليون نسمة) أوضاعا اقتصادية وإنسانية صعبة للغاية بسبب العدوان ومن قبله الحصار المستمر منذ ثمانية أعوام.
ولا يختلف وضع خالد الكولك من سكان منطقة المدرسة الأمريكية شمال غرب مدينة غزة، كثيرا عن وضع عائلة النجار.
فالمواطن الكولك كما يقول دمر منزله بشكل بالغ وبات غير صالح للسكن وتشرد خمسة عشر فردا من سكانه.
وأضاف وهو يجلس على احد المقاعد:' أصبت خلال العدوان بأذني وأعاني من مشاكل بالسمع'، مشيرا إلى أنه سيبقى في المدرسة لحين ايجاد حل لهم.
وبعد تأجيل العام الدراسي في القطاع بسبب العدوان، تستعد 'الأونروا' كما يقول مستشارها الاعلامي لاستئناف العام الدراسي وفق خطة من ثلاث مراحل.
وأوضح أبو حسنة لـ 'وفا'، أن المرحلة الأولى تتضمن تجميع العائلات التي فقدت منازلها ببعض المدارس، والمرحلة الثانية عبارة عن نظام الفترتين لمدارس الفترة الواحدة، مع استئجار بعض مدارس الحكومة للتغلب على نقص المدارس بسبب النازحين المتبقين.
وأشار الى أن المرحلة الثالثة تشتمل على البدء بنشاطات لا منهجية وإعادة تأهيل الطلبة، مع التدرج بتدريس المناهج الدراسية لمدة شهرين، متوقعا عودة طلبة مدارس 'الأونروا' الى مقاعد الدراسية بعد اسبوعين على أبعد تقدير.