إيران تمد اليد إلى "السعودية" لإنقاذ حلفائها في المنطقة

عربي ودولي


قال مراقبون إن زيارة مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إلى المملكة العربية السعودية تحمل دلالات مهمة على نجاح الرئيس حسن روحاني في كسر شوكة المحافظين الرافضين للتقارب بين طهران والرياض خاصة في ظل المستجدات الأمنية الإقليمية وبروز “داعش”.

وتعهد روحاني في تصريحاته الرسمية الأولى عقب انتخابه بتحسين العلاقات مع السعودية، لكن الشق المتشدد المسيطر على المؤسسات في إيران عمل ما في وسعه لتعطيل هذا التقارب خاصة بعد أن أرسلت الرياض بإشارات إيجابية لدعم توجه روحاني.

وبدأ اقتراب إيران من السعودية خاصة بعد التوافق الضمني حول تعيين حيدر العبادي خلفا لنوري المالكي في العراق.

وكان وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل وجه دعوة في مايو الماضي لنظيره الإيراني جواد ظريف بزيارة المملكة.

وتأتي زيارة المسؤول الإيراني بعد يوم من اجتماع أصدقاء سوريا العرب في جدة، والذي محوره سبل وقف الإرهاب فيها خاصة في ظل توسع “داعش” .

وقال محللون سياسيون للعرب اللندنية، إن “داعش” تمددت في بلدين يحكمهما نظامان مقربان من إيران، وإن طهران تمد اليد إلى الرياض بحثا عن تعاون لوقف التقدم الكبير للمتشددين الذين يهددون مكاسبها الإقليمية، لافتين إلى أن دول المنطقة وبينها السعودية تترقب في القريب خطوات حسن نوايا إيرانية خاصة ما تعلق بسوريا والعراق واليمن.

وكانت إيران استجابت لمطالب أميركية وإقليمية بالضغط على رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي للتنحي وتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وينتظر المحللون مساعدة إيرانية نوعية في دفع رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي إلى تشكيل حكومة تمثل مختلف الفرقاء العراقيين، فضلا عن ضغوط جدية على الأسد للقبول بآليات جنيف2.

ولاحظ المحللون أن تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس جاءت وكأنها ترد بإيجابية على اجتماع جدة حول محاربة الإرهاب، عارضا التعاون مع المحيط الإقليمي والدولي في مواجهة الإرهاب.

واعتبروا أن التهدئة في تصريحات المعلّم رسالة واضحة على قدرة إيران على دفع حلفائها الإقليميين إلى مجاراة توجهها.

وفي سياق “حسن النوايا الإيرانية”، قالت مصادر لـ”العرب” إن الرئيس روحاني سحب الملفات الإقليمية الحيوية من أيدي الجنرال قاسمي سليماني أحد رموز التيار المتشدد لتصبح كلها في قبضة أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الأميرال علي شمخاني.

وهذه الخطوة قال عنها مراقبون إنها تهدف إلى طمأنة دول الجوار الإقليمي خاصة أن سليماني هو من هندس تدخل إيران لإنقاذ الأسد، فضلا عن التدخل المفضوح في العراق والبحرين واليمن ولبنان.