إيران في غزة وقريباً بالضفة


امتازت علاقات فصائل المقاومة الفلسطينية وعلى وجه الخصوص حركتا حماس والجهاد الاسلامي مع إيران بالمتانة خلال عقود مضت إلى أن اندلعت الأزمة السورية لتلقي بظلال قاتمة على العلاقات بين حماس وإيران، بينما حافظت حركة الجهاد على علاقاتها بطهران من خلال مواقف متوازنة من الأزمة السورية.

اليوم وفي ظل العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة والصمود الذي سطرته فصائل المقاومة بإمكانياتها التي استطاعت بناءها بالرغم من الحصار، عادت بوادر تحسن في العلاقات الايرانية مع فصائل المقاومة، لتعلن ايران أنها ستدعم بكل قوتها هذه المقاومة، وتتوعد بتوسيعها لتتجاوز غزة إلى الضفة الغربية أيضا.

وفي هذا الإطار أعلن المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي عزم إيران رفع جاهزية المقاومة بفلسطين وعدم حصرها في غزة وإنما توسيعها الى الضفة الغربية، وفقا لما قاله محمد صدقيان مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية في طهران.

دعم مواجهة اسرائيل

وأوضح صدقيان من طهران في حديث لغـرفـة تـحريـر معا أن المرشد الاعلى عندما يصرح بمثل هذا التصريح فإنه يعني ما يقوله بتأكيده على دعم استمرارية المواجهة مع إسرائيل، مضيفاً غير معروف ماذا تريد إيران من وراء هذه التصريحات حالياً .

وتحدث عن وجود بصمة خاصة بإيران في ما يجري بقطاع غزة، تتمثل بدعم المقاومة وعدم التواني إزاء دعم أي جهة تواجه وتحارب إسرائيل.

الموقف الإيراني من مبادرات وقف النار في غزة

وفيما يتعلق بالمبادرة المصرية لوقف اطلاق النار في غزة، أشار صدقيان إلى أن الموقف الإيراني حيال ما يطرح لوقف العدوان عبرت عنه وزارة الخارجية الايرانية بشكل رسمي، حين قالت إنها ستقبل بأي حل يقبله الفلسطينيون ولن تدعم أي طرف أو مبادرة لا تتوافق مع القبول الفلسطيني.

وأضاف أن إيران حاولت كثيراً العمل على رفع الحصار عن غزة وإرسال مساعدات لكن ما اسماه بـ الطريق المصري الذي يجب أن تمر منه المساعدات إلى قطاع غزة مغلق- يعني بذلك معبر رفح البري.

القضية الفلسطينية في صلب برنامج إيران الاساسي

وأكد صدقيان لـ معا أن إيران ستظل على مسافة متساوية مع جميع فصائل المقاومة الفلسطينية فيما يتعلق بدعمها لوجستيا ومعنويا.

ولفت إلى أن الجمهورية الاسلامية رغم تباين المواقف الدولية حيالها ستكون ملتزمة بالثوابت التي اتخذتها منذ بداية الثورة الاسلامية وحتى الان حيال القضية الفلسطينية.

وتابع: أن الملف الفلسطيني احد الملفات الاستراتيجية التي لا تتغير بتغير الرئيس أو الحكومة الايرانية، وأن دعم القضية الفلسطينية وقطاع غزة كان ولا زال في صلب برامج إيران الأساسية.

مسار إيراني لتسليح الضفة الغربية

وأعلن قائد القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري الايراني العميد أمير علي حاجي زادة بأن الحرس الثوري يخطط للإسراع بمسار تسليح الضفة الغربية.

وفي تصريح له اليوم الاثنين ردا على سؤال حول الاعتداء الاسرائيلي الاخير المتمثل باختراق طائرة من دون طيار للأجواء الإيرانية، وماذا سيكون رد الحرس الثوري والقوات المسلحة الايرانية على ذلك، قال العميد حاجي زادة كما نقلت وكالة فارس الايرانية سنقوم بالإسراع في تسليح الضفة الغربية ونحتفظ لأنفسنا بحق الرد بأي صورة كانت .

وكان نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية أمير عبد اللهيان قال في وقت سابق إن إسرائيل إذا استمرت في عدوانها على غزة من دون الالتفات إلى الشروط التي وضعتها المقاومة، فإن الأخيرة ستتصرف بالشكل المناسب .

وأبدى استغرابه من ما أسماه الصمت المشبوه الذي تبديه بعض الأطراف والدول تجاه العدوان الهمجي الذي يتعرض له الفلسطينيون في غزة .