تعديل سلوكيات الأطفال بقراءة «القصص الشخصية»

الفجر الطبي



«اصنع قصتك بنفسك وكن بطلا لها»، هذا الشعار هو جوهر مبادرة تعليمية وتربوية غير تقليدية، تستهدف صغار السن وتكسر النمط التقليدي لأدب الأطفال، تتبناها معلمة الأطفال المصرية أسماء رجائي. فالطفل يمكن أن يكون بطلا لقصة من قصص الأطفال الهادفة هو أو أحد أصدقائه، وذلك من خلال مفهوم «القصص الشخصية» التي تقوم أسماء بتنفيذها.

يهدف هذا الأسلوب المتعارف عليه في أميركا منذ 21 عاما، إلى تشجيع الأطفال على القراءة بواسطة إدخال الطفل في أحداث القصة، من خلال وضع اسمه وسنه واسم أصدقائه واسم مدرسته ومحل سكنه وكل المعلومات الشخصية الأساسية عنه. فالطفل في سن صغيرة لا ينجذب سوى للصور والرسومات في القصص، ولكن عندما يجد نفسه بطلا من أبطال القصة سيهتم بمعرفة الأحداث وسبب وجوده داخل القصة وإلى ماذا ستنتهي، وبالتالي سيستفيد وسيتحقق الهدف من وراء القصة.

تقول أسماء، التي تعمل على تعريب وتطبيق الفكرة في مصر: «عندما كنا صغارا، كنا نتمنى أن نكون أحد أبطال القصص والحواديت التي كانت تحكيها لنا جداتنا وأمهاتنا، وهي الفكرة التي تبنى عليها القصص الشخصية. ولأنني أحب الأطفال جدا وأعمل مدرسة لغة إنجليزية للأطفال، أعجبت جدا بالفكرة، وأدركت أهميتها في تعليم الأطفال، فقررت إدخالها إلى مصر. وتعاقدت مع إحدى الشركات الأميركية التي تقوم بعمل هذه القصص الشخصية لتنفيذها في مصر، وبالفعل أرسلوا لي برنامج كومبيوتر عليه 27 قصة متنوعة».

تضيف أسماء: «ما أقوم به هو إضافة بيانات الطفل على القصة التي يختارها، فأضع اسمه واسم الأب واسم الجد، وعمره، ومحل سكنه، ثم نكتب على غلاف القصة الداخلي إهداء من مقدم القصة للطفل، ويمكن توجيه رسالة أو نصيحة أيضا للطفل على الغلاف، مثل: «اعتنِ بدروسك أو حافظ على صحتك. وتطبع القصة وتغلف وتقدم للطفل الذي يسعد بها جدا».

وتوضح أسماء أن كل قصة تغرز في الطفل بعض القيم والأخلاقيات، كما تعلمه أحد الدروس الحياتية المهمة، بداية من عمر عام وحتى 15 عاما، بحيث يختار الوالدان أو من يقوم بإهداء القصة ما يتناسب مع شخصية الطفل، أو القصة التي ترغب الأم من خلالها تعليم الطفل مبدءا ما أو سلوكا محددا. أما إذا ترك الاختيار للطفل فيختار الشخصية الكرتونية التي يحبها.

وتنصح أسماء كل أم يدخل طفلها المدرسة لأول مرة أن تقدم له قصة حول «المدرسة متعة»، بحيث يجد فيها الطفل اسمه واسم مدرسته، وتساعد هذه القصة الطفل على التأقلم في المدرسة.

تضيف أسماء: «القصص الشخصية من الهدايا المميزة جدا التي يمكن تقديمها للطفل في عيد ميلاده، فتقديم قصة للطفل بها اسمه ومعلومات عنه في عيد ميلاده من الهدايا الجديدة التي تشكل مفاجأة للطفل. وإذا كان مقدم الهدية لا يعرف الكثير عن الطفل فيمكنه تقديم قصة له عن (عيد ميلاد في السيرك) مثلا، ونحرص على أن يقضي الطفل فيها مع أصدقائه يوما داخل السيرك، وإذ به يفاجأ بأصدقائه يحتفلون بعيد ميلاده في حفلة خاصة».

ومن الأشياء الشيقة في هذه المبادرة، هو كيفية نسج قصة خاصة تتواصل مع الطفل منذ يوم ميلاده، وذلك بواسطة كتاب أنيق يمكن أن نسميه «كتاب طفلي». وفي هذا الكتاب تسجل الأم أو الأب بأسلوب سردي جذاب وبسيط كل لحظات ولادة الطفل وتداعياتها، مثل وزنه وتوقيت الولادة، والدكتور الذي قام بتوليد الأم، وكيف كان يصرخ وهو يستقبل عالمه الجديد. هذا بالإضافة إلى أهم الأحداث التي تحدث للطفل من يوم ميلاده إلى أن يكمل عامه الأول، مثل ظهور أول سن له، والهدايا التي تلقاها في حفل الأسبوع، وأيضا الأحداث المهمة التي حدثت في بلده في عامه الأول، وأهم مانشيتات الجرائد والمجلات التي صاحبت مولده وشهوره الأولى.