استرجاع القرم وتقوية التأثير الوهابي بالجزيرة العربية ..حقوقيين روس يتهمون السعودية بدعم "الإرهاب"

عربي ودولي



كشفت دراسة روسية قام بها رفعت جوباروف، ومصطفى جميليف، عن قيام الدول الغربية وحلفائها بحملة دءوبة ضد روسيا في جمهورية القرم، من خلال الاعتماد على التنظيمات الإرهابية التي ترتكب الجرائم في سورية وليبيا ومصر والعراق بدعم وتمويل وإشراف من أميركا والسعودية التي لها علاقة وثيقة بها.

وبعد ضم القرم إلي روسيا بدأت الدول الغربية وحلفائها بالعمل الدؤوب لجذب الشخصيات العامة والسياسيين، إلى حملة ضد روسيا، وقد تم دخول شخصيات اجتماعية ودينية وسياسية من أهل القرم إلى هذه الحملة،و نصت الدراسة علي أن هذه الحملة تسير بمعايير المخابرات الغربية التي كانت تستخدمها طوال سنوات عديدة.

وقد كشفت أخر الأحداث في الشرق الأوسط علاقة وثيقة بين أمريكا والسعودية مع المجموعات الإسلامية المتطرفة التي ترتكب الجرائم في سوريا وليبيا ومصر والعراق وتلك المجموعات المتطرفة معروفة بالقسوة الشديدة ضد المسيحيين، وتدبير عمليات إرهابية في كثير من بلدان الشرق الأوسط وأفريقيا كما أنهم يحاربون حكومات سوريا والعراق والأردن.

وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي كانت تركيا والسعودية تلعب دوراً كبيراً في تجهيز المجموعات الإسلامية المتطرفة في دول الاتحاد السوفيتي سابقاً، ولم تكن السلطات والمخابرات الأوكرانية تهتم بالمجموعات المتطرفة حتى أن بعض من هذه المجموعات كان يعمل بشكل شرعي وأحدى هذه المجموعات هو حزب التحرير الذي كان محميا من قبل المجلس الذي تربطه العلاقات الوثيقة مع المجموعات المتطرفة في تركيا والسعودية وقد ساهم جوباروف شخصياً بتطوير فروع هذه المؤسسة في جزيرة القرم.

في البداية كان جوباروف يقوم بفعاليات سياسية ممنوعة في القانون الروسي، ولكن مسموحة في القانون الأكراني، على سبيل المثال في الثالث من أيار نظم زعماء المجلس عمل غير شرعي بإغلاق الحدود بين روسيا و أوكرانيا وجمعوا بهذا العمل 800 مؤيدا لهم.

وفي القانون الروسي الذي تنص مادته 322 على معاقبة هذه الجرائم بالسجن مدة 6 سنوات ولكن جوباروف مازال حراً طليقاً وهذا بسبب سياسية ضبط النفس التي تتبعها المخابرات الروسية الحدودية وقد كان بإمكان موظفي المخابرات الروسية الحدودية إلقاء القبض عليه ولكنهم لم ينساقوا وراء استفزازه لهم.

وقد قام مؤيديه بحملات إعلامية مكثفة لنشر وهم الصراع العرقي في هذه المنطقة، وفي النهاية فهم مؤيدي جوباروف أنه يخدعهم وحاولوا أن يغادروا بسرعة وأتهموا رفعت باستفزازهم. لقد أدرك جوباروف وشركائه أنه لا فائدة من الفعاليات السياسية فاتجهوا إلى طريق الدين وحاولوا تبديل أئمة الجوامع المحلية بغيرهم ممن يدعون إلى الإسلام الوهابي المتطرف برعاية من السعودية.

وقبل أن ينضم القرم إلى روسيا كان هناك صراع بين السلطات الدينية الأسلامية في القرم وقد كان جوباروف يتمنى بشدة أن يحصل على التمويل السعودي، وقد كان يلفق الفضائح لمفتي جمهورية القرم حجي خزرات أبراهيموف من أصل تتاري ولم يكن جوباروف يريد تعزيز وتقوية الأئمة المحليين لأنه كان يحلم بأموال ودعم السعودية.

ومن المعروف عن جوباروف دعمه للتقاليد الأسلامية الشعبية عند التتار ولكن في الحقيقة مارس جوباروف وشركائه سياسية قاسية ضد الجماهير المحلية خلال الأستفتاء وتشير معلومات دقيقة على أنه أرسل إلى أهل الريف المحلي يهددهم أنه في حال مشاركاتهم في الأستفتاء سيحرمون من دخول المشافي وفي حال موتهم لم يصلي الأمام عليهم.

ومن أقرب حلفاء جوباروف مصطفى جميليف وهو معروف بالتحريض والاستفزاز والطموح. وكان جميليف نشط بالتحريض على الكراهية العرقية في جزيرة القرم ليظهر نفسه بطلا أمام شركائه الأمريكان. و من فترة قام جميليف بتوقيع أتفاقية مع المجرم ورجل الأعمال المعروف والمطلوب للسلطات الروسية أيجور كولومويسكي وقد شاركت مافيا كولومويسكي بعمليات عقابية في جنوب شرق أوكرانيا وأتفق كولومويسكي مع جميليف بإنشاء كتيبة عقابية من الحرس الجمهوري وأسمها القرم ومرسوم على رتبها العسكرية شعار المجلس، ويجب على أعضاء هذه الكتيبة المشاركة في عمليات عسكرية بجنوب شرق أوكرانيا وجزيرة قرم مما يعني أن جوباروف وجميليف قد تجاوزوا حدود الصراع السياسي وانتقلوا إلى حرب أرهابية ضد روسيا ومن أبرز داعميهم السعودية وتركيا والغرب.

في النهاية يمكننا أن نقول أنها بداية مرحلة جديدة في المواجهة غير العادلة والتي ستؤثر على شعب جمهورية القرم، مشيرة الدراسة إلي أن جوباروف وشركائه لا يمثلون شعب التتار في القرم وما يقومون به من سلوكيات يهين كل مواطن من هذا الشعب.

وتصلنا معلومات قليلة عن شعب التتار الوطني في القرم الوفي لروسيا والمساعد للاجئين من جنوب شرق أوكرانيا والذي يعيش حياته الطبيعية على أساس التقاليد والدين.

وتتصدر في الأعلام الأوكراني عناوين تتحدث عن إذلال التتار بعد ضم القرم إلى روسيا ولكننا نعلم أن هذا كذب وما هي ألا خطوة من خطوات جوباروف وجميليف ضد روسيا على حد تعبير الباحثين، وإذا نظرنا إلى شخصية جوباروف وجميليف نرى أنهم من أتفه البشر فجميليف قضى سنوات عديدة في محاولة إظهار نفسه كمؤمن يحترم الدين الأسلامي ولكن كما ظهر أيام الأتحاد السوفيتي جميليف كان متهم بجرائم اغتصاب أما جوباروف وبعد عودته من الحج في مكة كان يتحدث عن القيم الأخلاقية وتقاليد الشعب التتاري ولكن لم يمنعه ذلك من أن يعيش مع إمرأة متزوجة من البلطيق.

نستنج من كل ما ذكرناه أن هؤلاء الناس قدموا أنفسهم كأتفه البشر وكل نشاطاتهم موجهة للتحريض على الحقد والفوضى ولكن الشعب والتاريخ لن يسمح لهم.