ألمانيا تطالب السفارات الأجنبية لديها الكشف عن عناصر المخابرات السرية بها

عربي ودولي


طالبت حكومة ألمانيا من خلال أجهزتها الأمنية والاستخباراتية ، سفارات الدول الأجنبية المتعمدة لديها وبعثات الدول الدبلوماسية ، الكشف عن أسماء عناصر المخابرات المتواجدين رسميا في تلك البعثات ، وذلك في أعقاب انكشاف عمليات التجسس الأمريكية على ألمانيا واختراق هواتف مسئولين ألمان على رأسهم المستشارة أنجيلا ميركل.

وذكرت صحيفة (دير شبيجل) أن القطاع القنصلي في وزارة الخارجية الألمانية على اتصال دائم مع السفارات الأجنبية المعتمدة في ألمانيا للاطلاع أولا بأول على قوائم العاملين في مكاتب تمثيل واتصال أجهزة المخابرات الخاصة بتلك الدول ، بما في ذلك العاملين وفق اتفاقيات للتعاون الأمنى بين ألمانيا والدول الأخرى.

وأضافت الصحيفة أن الحكومة الألمانية باتت على يقين من أن عددا غير قليل من العاملين في البعثات الدبلوماسية الأجنبية ومكاتبها التجارية و الثقافية والعسكرية يقومون في حقيقة الأمر بأنشطة استخباراتية محتمين بحصاناتهم الدبلوماسية ، ويعملون تحت ساتر دبلوماسي.

ونسبت الصحيفة نقلا عن مسئولين في الخارجية الألمانية قولهم إن الملحقين العسكريين والمسؤولين السياسيين في العديد من السفارات الأجنبية في ألمانيا يقومون بحقيقة الأمر بدور رجال مخابرات سريين بغطاء دبلوماسي.

كما ترى الخارجية الألمانية أن إبلاغ البعثات الأجنبية العاملة في ألمانيا تطوعيا في أحيان كثيرة لعناصر مكاتب المخابرات بها للجهات الألمانية المناظرة لا يعبر عن حقائق الأمور دائما ، وأنه برغم اعتماد وجودهم و أنشطتهم في ألمانيا بمعرفة السلطات الألمانية المختصة وبما لا يشكل إضرارا على الأمن الوطني الألماني ، فإن أعدادا أخرى أكبر من رجال المخابرات السريين يتواجدون في السفارات الأجنبية بأغطية دبلوماسية متعددة لا يتم إبلاغ السلطات الألمانية عنهم.

واعتبرت الصحيفة أن مطالبة الخارجية الألمانية للبعثات الدبلوماسية بالكشف عن عناصر المخابرات السرية بها لا يعتبر إجراء عمليا يتوقع منه من تلك السفارات القيام بالكشف عن رجال مخابراتها السريين على الأراضي الألمانية ، فإنها تستهدف من هذا الإجراء وضع ضغوط على البعثات الدبلوماسية الأجنبية للحد من أنشطتها الاستخباراتية على الأراضي الألمانية وعدم الظن أنها مكانا مفتوحا لأنشطة التجسس الخارجي.

من جانبه ، قال وزير الخارجية الألمانية فرانك شتاينماير - في تصريحات لصحيفة (دير شبيجل) - أن بلاده تنظر بعين القلق إلى تنامي أنشطة التجسس عليها من أقرب حلفائها ، والتي كان آخرها عمليات التجسس الأمريكية التي كشف عنها النقاب مؤخرا واستتبعه إصدار الحكومة الألمانية تعليمات إلى أجهزة الأمن والاستخبارات الألمانية بالحد من تعاونها مع المخابرات الأمريكية المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالي.

كما طردت برلين مدير مكتب المخابرات الأمريكية لديها في تطور غير مسبوق وأرغمته على مغادرة الأراضى الألمانية.

ويرى مسؤلو الخارجية الألمانية كذلك أن الإجراءات الألمانية الأخيرة تهدف إلى بناء الثقة بين ألمانيا وحلفائها ، وأن بعثات روسيا والصين و الولايات المتحدة في ألمانيا هي الأعلى توظيفا لرجال المخابرات السريين ، و كشفت تقارير الاستخبارات الألمانية عن وجود 200 ضابط مخابرات أمريكى في السفارة الأمريكية في برلين.