اتجاه متصاعد لزيادة أدوار قوات العمليات الخاصة بدول الشرق الأوسط

عربي ودولي



باتت القوات المُسلحة لدول الشرق الأوسط تستثمر بشكل كبير في قوات العمليات الخاصة من أجل مسايرة تتطور التهديدات الإقليمية ، وقال ماثيو هيدجز ، المحلل العسكري في معهد الشرق الأدنى والخليج العسكري إن العراق وبلاد الشام ودول شمال أفريقيا تركز على الحرب في المناطق الحضرية ومكافحة الإرهاب ، بينما تتطلع دول الخليج العربي لمواجهة التهديدات في مناطقها الساحلية.

وأضاف هيدجز أنه على مدى الخمس أو العشر سنوات الماضية، قامت دول مجلس التعاون الخليجي بزيادة الأدوار المنوطة بقوات العمليات الخاصة ومنحها مسؤولية الإجراءات الأمنية الخاصة بالنظام وحماية منشآت البنية التحتية الحيوية أيضًا.

وتابع قوات العمليات الخاصة في دول الشرق الأوسط قد طورت حالة المهمات التي تقوم بها قوات العمليات الخاصة من أجل وضع مجموعة كبيرة من الأهداف لهذه المهمات ، وهذا يأتي مع الثقة التي تم اكتسابها من عمليات التدخل السريع .

وذكر أنه قد تم إرسال قوات خاصة من دولة الإمارات العربية المتحدة ، على سبيل المثال ، إلى مهمة في كوسوفو ، والعراق وأفغانستان وأماكن أخرى ، حيث تم تدريبهم مع نظرائهم من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وكوريا الجنوبية ودول أخرى .

ويقول المراقبون إن هذا التطور أدى إلى الحاجة إلى أسلحة ومعدات جديدة ولذلك تزداد مشتريات قوت العمليات الخاصة من قِبل دول مجلس التعاون الخليجي ، والتي ركزت على المعدات التكتيكية ، في أقسام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع ، بما في ذلك البرامج وأجهزة الاستشعار.

وأضافوا كما أن التكنولوجيا المستخدمة في العمليات التي تقوم بها قوات العمليات الخاصة على المستوى التكتيكي أصبحت أصغر حجمًا، في ظل تكنولوجيا النانو التي يجري تطويرها لتعمل جنبًا إلى جنب مع أنظمة صغيرة أخرى .

وتشتمل المشتريات الأخرى على ناقلات جوية مثل طائرات النقل الجوي C-17، وطائرات Chinook، ومركبات الحماية المقاومة لألغام الكمائن (MRAP) لنقل الجنود.

واشترت الإمارات 1000 مركبة MRAP من طراز Oshkosh، في معرض الدفاع الدولي في أبو ظبي العام الماضي، ومنذ ذلك الوقت، وهي مستمرة في تطوير مركبات الحماية المقاومة للألغام الكمائن الخاصة بها من طراز Nimr من أجل بيعها للدول المجاورة لها.

وفي يناير 2014 أرسل البنتاجون إخطارًا إلى الكونجرس الأمريكي بشأن عقد بقيمة 150 مليون دولار لتدريب وتقديم الدعم اللوجستي لقوات حرس الرئاسة في الإمارات العربية المتحدة.

حيث تم تأسيس قيادة حرس الرئاسة في الفترة ما بين عاميّ 2010-2011 باعتبارها وحدة عسكرية تعمل خارج إطار القوات المسلحة التقليدية مثل القوات البرية والجوية والبحرية ، من ضمن مهامها: مكافحة الإرهاب، ومكافحة القرصنة، وحماية البنية التحتية الحيوية والدفاع الوطني.

وفي عملية بيع مُحتملة للولايات المتحدة ، أعلنت وزارة الخارجية في 17 أبريل عن موافقتها على عملية بيع عسكرية خارجية من خدمات الدعم إلى مجموعة تدريب قوات امن المنشآت والاستشارة (FSF-TAG) في الرياض. وتُقدر قيمة العقد بنحو 80 مليون دولار لمدة ثلاث سنوات من تقديم خدمات الدعم لمجموعة FSF-TAG من أجل مساعدة وزارة الداخلية في حماية منشآت البنية التحتية الحيوية.

ولا تزال هناك بعض الدول التي رأت أن تطوير قوات العمليات الخاصة يستغرق الكثير من الوقت ، ولكنها عادت في العمل مرة أخرى على المسار الصحيح.

وذكرت دورية ديفنس نيوز الأمريكية واسعة الانتشار أنه من المتوقع أن تكون قوات العمليات الخاصة اللبنانية من بين أول المستفيدين من منحة المساعدة العسكرية المُقدمة من المملكة العربية السعودية ، والتي تبلغ قيمتها 3 مليارات دولار .

وقال المؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري رياض قهوجي ، تعتبر قوات العمليات الخاصة اللبنانية من بين أفضل القوات في منطقة الشرق الأوسط، فهي مكونة من 12 ألف جندي ولكنها مُجهّزة بشكل متفاوت .

وأضاف قهوجي أتوقع أن تصبح القوات الخاصة الأولى التي يتم تسليحها بمعدات ذات تقنية عالية ، بالإضافة إلى أنظمة الاتصالات وأنظمة الدفاع الجوي قصيرة المدى .