"هآرتس": الحل ليس بالاغتيالات



رفضت صحيفة هآرتس الاسرائيلية، في افتتاحيتها، سياسة الاغتيالات التي تستهدف فيها سلطات الاحتلال المقاومين داعيةً الحكومة الإسرائيلية الى اعتماد السبل الدبلوماسية لحل النزاع الراهن في غزة .

وكتبت الصحيفة في افتتاحيتها يعتبر محمد ضيف قائد الجناح العسكري لحماس في غزة وبحق عدوا لدودا لاسرائيل بسبب مسؤوليته عن العديد من الهجمات التي أدت الى مقتل مدنيين وعسكريين اسرائيليين، كما أنه جلب كارثة للشعب الفلسطيني. ومع ذلك، فلمحاولة اغتياله التي وقعت ليلة الثلاثاء، قيمة قليلة وراء صورة الحرب، وهي جزء من صورة النصر التي يحتاج اليها لإنهاء القتال الراهن .

واعتبرت هآرتس إن موته ليس بذي صلة بقوة حماس. فلقد علمت التجارب اسرائيل ان للاغتيالات أثرا محدودا لا يكون دائما ايجابيا. فاغتيال أبو جهاد مسؤول العمليات لـ (الرئيس الراحل ياسر) عرفات، حرمه من شريك مهم خلال عملية أوسلو، وأن قتل أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وصلاح شحادة وأحمد الجعبري أدى لمعاقبتهم لكنه لم يردع أو يضعف حماس، إنما روج فقط لشهرة الضيف. فلم تغير محاولة إغتيال الضيف أي من الحقائق الأساسية. فما زالت اسرائيل بحاجة الى سياسة ذكية تسمح بانهاء القتال مع حماس مع قيمة حقيقية للمستقبل .

وبرغم السرية التي أحاطت بتفاصيل المفاوضات غير المباشرة التي أجرتها حماس واسرائيل عبر الوساطة المصرية، فمن البديهي أنها تمحورت حول الحصار على غزة. وبخلاف آراء بعض وزراء الحكومة (الاسرائيلية، فإن رفع الحصار لا يشكل مصلحة فلسطينية وإنما اسرائيلية ايضا. فكلما قامت اسرائيل بتحسين أكثر لأوضاع سكان غزة - من خلال الموافقة على فتح المعابر ودعم اعادة بناء غزة وفي مرحلة لاحقة، حتى السماح ببناء الميناء - كلما قللت أكثر من الغضب والعنف ضدها ومن قوة حماس ، على حد تعبير الصحيفة.

وقالت الصحيفة: يجب أن تكون تلك الخطوات جزءا من عملية دبلوماسية أوسع تكون أولى خطواتها الاعتراف بحكومة الوحدة الفلسطينية. فهذه الحكومة ستجذب حماس الى الإطار السياسي الرسمي الذي ستخضع اليه، وستمكن الرئيس محمود عباس من لعب دور محوري في الاتفاق. وفقط من خلال اشراك عباس، يمكن لاسرائيل تجنب التوقيع على اتفاق مع حماس والذي لن يكون أكثر من اتفاق وقف اطلاق النار لفترة محدودة.

ونصحت هآرتس رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ أن يرتقي الى رشده. فالضرر الذي ألحقه بالعلاقات مع الأميركيين قد يبعد اسرائيل نحو العزلة الدبلوماسية التي يترتب عليها آثار وخيمة. فالطريقة الوحيدة للخروج من الوضع الراهن، تتمثل بالسعي الى اتفاق مع حكومة الوحدة الوطنية .