ماذا قال القائد رائد العطار بعد معركة الفرقان؟



القائد المجاهد رائد العطار عضو المجلس العسكري الأعلى لكتائب الشهيد عز الدين القسام والقائد العسكري للواء رفح ، يعد أبو أيمن من أبرز المطلوبين للكيان الصهيوني وقد وجه العدو عدة اتهامات له بأنه يقف خلف سلسلة من العمليات التي أوقعت قتلى في صفوف جنوده ، تعرض العطار لعدة محاولات اغتيال نجا منها جميعا بأعجوبة وما زال على رأس قائمة المطاردين للعدو الصهيوني.

المكتب الإعلامي لكتائب القسام أجرى لقاء مطول مع القائد القسامي رغم صعوبة الظروف الأمنية وفي أول ظهور إعلامي له بعد معركة الفرقان عام 2008/2009.

1- على اعتبار أن رفح كانت إحدى ساحات المواجهة مع العدو الصهيوني في معركة الفرقان .. كيف توصف لنا تجليات نصر المقاومة في معركة الفرقان؟

بفضل الله نقرأ انتصار المقاومة الفلسطينية على العدو الصهيوني في معركة الفرقان من خلال عدة تجليات :

أولا: أنهى العدو حربه على قطاع غزة دون أن يحقق أهدافه التي أعلنها قبل الحرب والتي كان على رأسها إسقاط حكومة حركة حماس في القطاع، والقضاء على القوة الصاروخية للمقاومة، وبشكل عام إضعاف القوة العسكرية لكتائب القسام .

ثانيا: شن العدو بغتة في اليوم الأول من أيام الحرب غارة موسعة استهدفت المقرات الأمنية والمواقع العسكرية والتي لو قيست بمدى الحجم الجغرافي لقطاع غزة لكانت كفيلة بإسقاطه فورا في موازين دول أخرى ولكن كان الصمود الأسطوري للقطاع والذي تجاوز ال22 يوما .

ثالثا: لم يكن أي تكافؤ يذكر بين حجم العتاد العسكري للعدو الصهيوني وما يمتلكه المجاهدون من وسائل قتالية، ورغم حالة اللامقارنة ثبت المجاهدون في الميدان على مدار معركة الفرقان وقاموا بشن عمليات عسكرية أوقعت قتلى وجرحى في صفوف العدو الصهيوني وهذا من الأدلة الواضحة على نصر المقاومة في غزة .

رابعا: نسمع اليوم عن تخبط داخل الكيان الصهيوني ومطالبات داخلية بالتحقيق في الحرب على غزة لا سيما بعد سماع شهادات الجنود الصهاينة الذين شاركوا في الحرب على القطاع وتكشف الخسائر الحقيقية للعدو إبان حربهم الفاشلة على قطاع غزة .

خامسا: إن من أبرز دلالات النصر صمود الشعب الفلسطيني الأعزل في وجه الضربات الجوية من قبل الطيران الحربي الصهيوني والقصف المدفعي المتواصل واستخدام أسلحة عسكرية محرمة دوليا، بل ورأينا التفافا كبيرا من قبل سكان القطاع حول المقاومة ورفضهم للاستسلام ورفع الراية البيضاء .

سادسا: كانت الحرب على غزة بمثابة إحياء للقضية الفلسطينية في نفوس الملايين من المسلمين والشعوب الأجنبية وأيضا عودة القضية الفلسطينية إلى جذورها الإسلامية .

فكل هذه الإنجازات تعد من أهم ما يدلل على نصر المقاومة الفلسطينية في معركة الفرقان على العدو الصهيوني

2- هل توضح لنا طبيعة المعركة التي دارت شرق رفح ومساحات التوغل الصهيوني وبالمقابل جهود المقاومة في التصدي لهذا التوغل؟

المعركة على المدينة بشكلها العام كانت جوية تستهدف الأنفاق ، ولم يكن سوى توغل بري محدود في منطقة صوفا والتي تبعد عن الشريط الزائل بإذن الله ما يقارب كيلو ونصف وهي مناطق في معظمها زراعية خالية من السكان ، ورغم هذه الظروف المحيطة بالمنطقة إلا أن الله تبارك وتعالى مكن المجاهدين من تدمير جرافتين وناقلة جند وتم الاعتراف من قبل العدو الصهيوني بإصابة خمسة جنود جراء هذا الاستهداف.

3- تحدثتم سابقاً عن خطة دفاعية لأي هجوم على غزة قبل الحرب على غزة .. ما هي معالم هذه الخطة ومساحات العمل فيها أو مساراتها؟

الخطة الدفاعية عبارة عن تشكيلات قتالية يتخصص فيها المجاهدون كل حسب تخصص معين مثلا المدفعية ، مضادات الدروع ، القنص والعديد من التخصصات ورغم أن الخطة الدفاعية لم تنتهي بشكلها الكامل قبل الحرب إلا أن المجاهدين أبلوا بلاءا حسنا في معركة الفرقان.

4- كثيراً ما أشاع العدو الصهيوني عن خسائر كبيرة في القوة العسكرية والبشرية لكتائب القسام في معركة الفرقان .. كيف تقدرون لنا حجم الخسائر التي لحقت في بناء كتائب القسام بشرياً ومادياً؟

الاحتلال يقول ما يشاء، ما أعلنه الناطق الإعلامي باسم كتائب القسام أبو عبيدة هو النتائج الحقيقة للحرب على غزة ، ونحن لا نعمل على إخفاء شهدائنا لأنهم مفخرة لهذه الأمة ، فإن كان العدد كبيرا لن نخفيه ، وحجم الهجوم الذي تعرض له قطاع غزة ليس بالهين ، فكمية المتفجرات التي ألقاها العدو على القطاع تفوق المليون والنصف كيلو جرام من المادة المتفجرة ، وهذا يعني أن كل شخص في غزة له كيلو جرام من المتفجرات ، ويبقى ما أعلنته كتائب القسام من إحصائيات دليل على مصداقية الكتائب لو قارنا حجم المتفجرات التي سقطت على القطاع بعدد سكان القطاع وعدد شهداء معركة الفرقان.

5- إبان الحرب على غزة وأمام اشتداد استهداف المدنيين .. هل وجدتم التفاف شعبي واحتضان شعبي لكم على أرض المعركة وفي خطوطكم الخلفية وإن كان كذلك حدثنا عن بعض مظاهر ذلك؟

كان الالتفاف الشعبي كبير، ورغم الإصابات والشهداء والاستهداف الضخم للمدنيين إلا أنه كان هناك التفاف من جماهير الشعب حول المقاومة وذلك بمساعدة المجاهدين وفتح البيوت لهم، ومتابعة الجماهير لأخبار ضرب الصواريخ والقذائف على المغتصبات الصهيونية ، وظهور علامات الفرح والسرور على وجوه الجماهير عند سماع أخبار مقتل أو إصابات الجنود الصهاينة .

6- في ظل أن الحرب على غزة مرحلة استثنائية شهدت تدمير لمقرات الأجهزة الأمنية .. كيف تقدر لنا طبيعة التعاطي والتنسيق ما بين كتائب القسام والأجهزة الأمنية لحفظ الجبهة الداخلية؟

كان هناك تنسيق كامل بين كتائب القسام والأجهزة الأمنية ، وكانت هناك خلايا خاصة تعنى بالتنسيق وتدارك وترتيب الأمور الداخلية والوقوف على كل حدث سواء كان أمني أو جنائي .

7- بعد الاتفاق الأمني بين الولايات المتحدة والعدو الصهيوني لمنع إدخال السلاح لغزة ومشاركة دول أوروبية في الحراسة لصالح العدو الصهيوني .. هل ذلك من شأنه أن يؤثر على عتادكم العسكري وإمكانياتكم القتالية ؟

لا أجد ردا عليهم أفضل من قوله تعالى ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ، ولو استطاعوا طوال الفترة السابقة منع السلاح لمنعوه ، ولكن إرادة الله أن تبقى هذه المنطقة أرض رباط وجهاد وبالتالي فلن يتمكنوا بإذن الله من منع وصول السلاح للمجاهدين .

8- ما تقيمكم للأداء الإعلامي لكتائب القسام في الحرب، وكيف تقيمون المواجهة الإعلامية القسامية مع آلة الإعلام الصهيونية ؟

التقييم للجانب الإعلامي ممتاز كون أن الكتائب استطاعت خلال الحرب من تصوير بعض العمليات العسكرية وأيضا المتابعة لمجريات الأحداث الميدانية من خلال ظهور الناطق الإعلامي باسم كتائب القسام في المؤتمرات الصحفية رغم التحليق المكثف للطائرات والخطر الأمني المحدق بهذا الظهور .

وحول المواجهة الإعلامية بين القسام والآلة الإعلامية للصهاينة كان الأداء الإعلامي القسامي على درجة عالية من الأداء حيث كانت تظهر انجازات المجاهدين في الميدان ، وأيضا إيصال رسائل إنذار ورعب إلى الشارع الصهيوني وأيضا إلى الجنود الصهاينة المتوغلين إلى غزة أنه لن يكون دخولها بالأمر السهل ، فالإعلام القسامي لعب دورا مهما في الحرب النفسية والتي أثرت على الشارع الصهيوني وجنود الجيش المتوغل إلى القطاع .

9- تفصلنا أيام قليلة عن الذكرى الأولى لعملية نذير الانفجار والتي استهدفت موقع كرم أبو سالم .. هل يمكن أن تفرد موقع كتائب القسام بجديد من خفايا وأسرار العملية تكشف لأول مرة؟

عملية نذير الانفجار من العمليات النوعية وهي العملية الأولى التي تم فيها الهجوم على مواقع العدو بسيارات مفخخة وآلية مدرعة، وكان من نتائج هذه العملية أن جيش الاحتلال أوقف عمليات التوغل اليومية على المناطق المحادية للحدود وانشغل في تحصين مواقعه على بعد كيلو ونصف من السلك الزائل أي تحول العدو إلى حالة دفاع بدلا من الهجوم ، وأيضا تم نقل العمل الجهادي نقلة نوعية في قطاع غزة من خلال أخذ زمام مبادرة الهجوم على المواقع العسكرية وبهذه القوة ،وأيضا من نجاحات هذه العملية استخدام ناقلة جند وعدة سيارات مفخخة وجيب شبيه بالجيبات التي يستخدمها جيش العدو وتمكنت من الوصول إلى مواقعه العسكرية التي تبعد عدة كيلومترات عن الأماكن السكنية ، ومما يطيب لي التصريح به أن الشهيد خالد أبو عسكر كان هو الاستشهادي الرابع في العملية والذي ارتقى شهيدا خلال معركة الفرقان وكان قد دخل إلى الموقع العسكري بجيب مفخخ إلا أنه ولخلل فني تم انسحابه وفقا لأوامر القيادة وعاد إلى القواعد بسلام دون أن يكتشف العدو مكان انطلاق السيارات المفخخة أو إلى أي مكان عادت وهذا يدلل على نجاح أمني واستخباري لكتائب القسام فيما هو فشل للجيش الصهيوني بالمقابل .

10- في ملف صفقة شاليط ... العدو رفض تلبية مطالب المقاومة ولجأ لممارسة الضغط على الحركة وذلك عبر الاعتقالات والتصعيد ... هل من الممكن أن تخفض المقاومة سقف شروطها أمام الضغوط القائمة أو أي ضغوط قادمة؟

ليس من الممكن بعد هذه التضحيات التي قدمها شعبنا وقدمتها الحركة أن نقبل بإنزال سقف صفقة التبادل ، ويبدو أن العدو لا يكفيه خطف جندي للإفراج عن أسرانا والقبول بهذه الصفقة، فإن كان هذا الجندي لا يكفي فسيكون لنا جولات لاختطاف جنود آخرين لمبادلتهم بأسرانا الذين ضحوا بحريتهم من أجل خدمة دينهم وقضيتهم ، كما أنه لن يهنأ لنا بال إلا بإنهاء معاناة جميع الأسرى وإعادتهم إلى أهلهم سالمين بإذن الله، وهنا نذكر العدو أنه عندما انسحب من قطاع غزة قد أعلنا أنه لن يهدأ لنا بال إلا بالإفراج عن أسرانا وأخذت كتائب القسام ذلك عهدا على نفسها أمام شعبها فجاءت عملية الوهم المتبدد وفاءاً للوعد الذي قطعناه ، وسنعمل كل ما بوسعنا للإفراج عن جميع أسرانا ونحن اليوم نجدد ذلك الوعد لهم ، وليفهم العدو ذلك جيدا .

11- بينما العدو الصهيوني يكرر تهديداته بضربة جديدة لغزة .. ما هو مدى جاهزية كتائب القسام للتصدي لأي عملية عسكرية جديدة؟

الحمد لله رب العالمين أن الجاهزية لدى كتائب القسام عالية خاصة أنها على مدار الانتفاضة كانت هي طليعة الأذرع العسكرية التي تواجه الاحتلال ، و تهديدات الاحتلال ليست بالجديدة وأيضا أصبحت لا تخيف أحدا من شعبنا ، فماذا سيفعلون أكثر مما فعلوا؟

12- هل أنت راضي عن البناء التنظيمي لعناصر كتائب القسام بعد كل هذه السنوات من بناء جيش كتائب القسام ؟

طبيعة الإنسان يطمح للأفضل ونحن نعمل على الوصول بهيكلية كتائب القسام للأفضل من حيث العمل الإداري والعمل التخصصي ، وبفضل الله أن كل يوم يمر تزداد كتائب القسام قوة ومتانة وترتيب .

13- في فترة الحرب التي استمرت 23 يوم ويزيد عن ذلك .. كم مرة رأيت فيها أسرتك ؟

لم أرهم قبل الحرب بعدة أيام واستمرت فترة الحرب ولم أرهم فيها ، ورأيتهم بعد الحرب ب12 يوما ، فنحن معتادون على الابتعاد عن بيوتنا لفترات طويلة وذلك يهون في سبيل الله والدفاع عن وطننا وشعبنا .

14- حدثنا عن شعورك الذي انتابك عندما وصلك خبر قصف الطيران الحربي لمنزلك وتدميره ؟

شعور طبيعي وأمر متوقع لأنه كانت تقصف بيوت المدنيين العزل فما بالك ببيوتنا فهو أمر متوقع جدا، ونحن نحتسب هذا في سبيل الله وحسبنا الله ونعم الوكيل .

15- أكثر خبر أعتبره محزناً لك في فترة الحرب .. وأخر فرحت له ؟

إن من أكثر ما أحزنني في الحرب أخبار استشهاد الأطفال والنساء ، والأخبار التي كانت تدخل السعادة علينا عند سقوط الصواريخ في مدى لم يعهده العدو من قبل ، وأيضا العمليات التي أوقعت قتلى وجرحى في صفوف جنوده .

16- على مدار حياة المجاهد رائد العطار ... من أبكاك فراقه من أحبابك وأصدقائك؟

كثير من الأخوة الذين شاركونا في العمل أحزننا فراقهم أمثال الشهداء ياسر رزق و عائد البشيتي و يوسف الملاحي و محمد أبو حرب و نافذ منصور و أشرف المعشر ، وهناك العديد من الأخوة في التنظيمات المقاومة أمثال الشهداء محمد الشيخ خليل ، وخالد عواجا ، و جمال أبو سمهدانة ، وكثير من الأخوة الذين يعز علينا فراقهم .

17- ما هي الرسائل التي تود توجيهها إلى حاضن المقاومة الشعب الفلسطيني ؟ وإلى رجال المقاومة المجاهدين من كتائب الشهيد عز الدين القسام وباقي الفصائل الفلسطينية المقاومة ؟

رسالتي للشعب الفلسطيني : نوصيهم بالصبر والثبات واليقين بأن نصر الله قادم وأن بعد العسر يسرا إن شاء الله .

وأما رسالتي إلى إخواني المجاهدين : أقول لهم أنكم بتم طليعة هذه الأمة ، وأن الأمة العربية والإسلامية ينظرون إليكم على أنكم رأس الحربة والجهاد في الدفاع عن حياضها ، فعليكم بمزيد من الثبات والصمود والتوكل على الله تبارك وتعالى لأنه بجهادكم وصمودكم تحيوا فريضة الجهاد في نفوس المسلمين هذا أولا .

وثانيا: نوصي الأخوة المجاهدين العمل على ألا يكون الهدف من جهادهم هو الاستشهاد وحسب واجعلوا غايتكم تكبيد العدو الخسائر من قتل وتنكيل ورعب وأسر وذلك امتثالا لقوله تعالى : إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون .

وأيضا نوصي الإخوة المجاهدين بالسمع والطاعة لقيادتهم ، والابتعاد عن مجريات الساحة الداخلية من مشاكل تلهيهم عن رسالتهم الجهادية ، كما نوصيهم بشعبهم خيرا لصموده وثباته وتحمله الصعاب وأن يكونوا حماة له من أي ظلم يقع عليه ، ولتعلم أخي المجاهد أنك حارس لدينك وممثل لإسلامك فلا يؤتين الإسلام من قبلك.

18- والاحتلال قد وضعك أكثر من مرة على لائحة المطلوبين ... أمنيات المجاهد رائد العطار قبل أن تلقى الله ؟

أسمى أمنياتي أن تقر عيني برؤية أرضنا وقد تحررت وعادت حقوق شعبنا الفلسطيني له، وأن يتطهر المسجد الأقصى من دنس اليهود الغاصبين، ونفرح جميعا بعودة إخواننا الأسرى إلى ذويهم سالمين، كما أتمنى أن تتوحد الأمة الإسلامية على قائد يعيد لها مجدها وعزها السليب.