مفاجأة جديدة في الطائرة التي قصفت مطار "طرابلس"

عربي ودولي


أكد العميد ركن صقر الجروشي قائد سلاح الجو الليبي أن الطائرات التي استهدفت فجر أمس مُحيط مطار العاصمة الليبية طرابلس، تابعة للقوات الجوية الموالية للواء خليفة حفتر، مُبددا بذلك الغموض الذي أحاط بهذه العملية منذ الإعلان عنها.


وقال العميد ركن الجروشي في اتصال هاتفي مع “العرب”، إن طائرات حربية من نوع “سوخوي 24” الاستراتيجية نفذت هذا القصف وتم خلاله تدمير مخازن أسلحة وصواريخ تابعة لدرع الوسطى بقيادة صلاح بادي الموالي لـ”المجرمين”، وذلك في إشارة إلى جماعة الإخوان والميليشيات المُتشددة الدائرة في فلكها.

وأوضح أن هذه الطائرات تعود إلى النظام الليبي السابق الذي كان قد اشترى منها ست طائرات ولم يستخدمها، وهذه المرة الأولى التي تنفذ فيها مثل هذه العمليات.

وأضاف أن سلاح الجو الليبي لن يتردد في استهداف أوكار الإرهابيين أينما كانوا داخل التراب الليبي، لافتا إلى أن الطيارين الليبيين الذين نفذوا المهمة على درجة عالية من التدريب، وهو ما تؤكده دقة إصابة الأهداف العسكرية.

وبهذا يتبدد الغموض حول الجهة التي تقف وراء القصف الجوي لمحيط مطار طرابلس الدولي، الذي وُصف بالتطور الخطير في وقت ارتفع فيه منسوب الحراك السياسي والدبلوماسي الإقليمي والدولي لإيجاد حل للأزمة الليبية.

وكان شهود عيان قد أعلنوا في وقت سابق أن طائرت حربية حلقت فجر أمس في سماء العاصمة طرابلس، وقد سُمع دوي انفجارات في أماكن مُحيطة بالمطار حيث تدور اشتباكات عنيفة بين ميليشيات مصراتة، وخاصة منها درع الوسطى، وتشكيلات من ألوية الزنتان، وخاصة لواء القعقاع وكتيبة الصواعق.

وأشارت مصادر مُتطابقة إلى أن هذا القصف الجوي الأول من نوعه الذي تشهده طرابلس، استهدف مُعسكرين تابعين لميليشيات مصراتة.

وتسببت هذه التطورات في غلق الأجواء الليبية أمام حركة الطيران، وذلك بحسب ما ذكرته أمس مصادر ملاحية مصرية بمطار القاهرة الدولي.

وتأتي هذه التطورات المفتوحة على مشهد في غاية التعقيد عسكريا وسياسيا، بينما تجددت الاشتباكات العنيفة بين الميليشيات المتحاربة في محيط المطار، وتزايد التحركات السياسية بحثا عن مخرج لهذه الأزمة.

واستخدمت في هذه الاشتباكات الأسلحة المتوسطة والثقيلة، منها صواريخ من نوع غراد إلى جانب القذائف المدفعية، وذلك في مسعى للسيطرة على المطار الذي يخضع لألوية الزنتان منذ سقوط نظام القذافي في عام 2011.

ولم تُفلح المناشدات الدولية في وقف إطلاق النار بين الميليشيات المتحاربة، ما دفع الأوساط السياسية الليبية إلى الإعراب عن خشيتها من توسع رقعة هذه الاشتباكات بعد أن أشارت الميليشيات المُسلحة الموالية لجماعة الإخوان إلى عزمها السيطرة على المطار قبل العشرين من الشهر الجاري.

وفي غضون ذلك، تكثفت التحركات السياسية الإقليمية والدولية بحثا عن تسوية لهذه الأزمة في الوقت الذي أعربت فيه بعثة الأمم المتحدة في ليبيا عن أسفها لعدم الاستجابة للمناشدات الدولية المتكررة ولجهودها الخاصة من أجل وقف فوري لإطلاق النار.

واستنكرت البعثة في بيان لها “التصعيد الخطير في المواجهات المسلحة التي تشهدها طرابلس وضواحيها”، وعبرت عن قلقها الشديد جراء ما وصفته بالتدهور الأمني الخطير.