مئات التونسيين يقتحمون قناة بثت فيلمًا إيرانيًا يجسد الذات الإلهية
هاجم أكثر من 300 تونسي الأحد مقر القناة التلفزيونية التونسية نسمة تي في ، احتجاجا على بثها لفيلم إيراني مدبلج باللهجة العامية التونسية اعتبروه يجسد الذات الإلهية.
جاء ذلك بعد أن دعا ناشطون إسلاميون عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إلى تجمع احتجاجي الأحد أمام مقر القناة في شارع محمد الخامس بوسط تونس العاصمة، تعبيرا عن غضبهم من الفيلم المثير للجدل.
واستجاب للدعوة المئات الذين حاولوا اقتحام مقر القناة لمعاقبة العاملين فيها وتأديبهم، على خلفية تعمدهم الاستهزاء من الذات الإلهية والدين الإسلامي. لكن قوات مكافحة الشغب التونسية التي دفعت بتعزيزات إلى محيط مقر القناة تصدت لهم ومنعتهم من اقتحامها، واعتقلت نحو 30 شخصا منهم.
وكان الفيلم الكرتوني الإيراني الذي يحمل اسم بلاد فارس (Persepolis)، والذي تمت دبلجته باللهجة العامية التونسية قد أثار موجة من الغضب الشعبي بتونس، بعد أن قام بتجسيد الذات الإلهية ضمن أحداثه.
وتدور قصة الفيلم حول فتاة إيرانية من أسرة متحررة تعيش أجواء الانقلاب الذي قامت به الثورة الإيرانية بقيادة الخوميني عام 1979 على نظام الشاه السابق محمد رضا بهلوي، وشعورها بالقمع في ظل الحكم الجديد، وما تلاه من خيبة أمل قبل أن يرسلها والداها إلى النمسا خوفًا عليها من الأجهزة الأمنية لتكمل دراستها هناك.
وإعتبر ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بث الفيلم في الوقت الذي تستعد فيه تونس لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي في 23 أكتوبر الجاري، يهدف إلى بث التفرقة وإلى استفزاز مشاعر التونسيين، وتخويفهم من الحركات الإسلامية في البلاد.
وطالب الناشطون بتحريك دعوى قضائية ضد القناة بسبب إهانتها لمشاعر التونسيين تحت مسمى الحريات. واعتبر آخرون أن حرية التعبير مكفولة في تونس، لاسيما بعد الثورة لكن ليس على حساب التعدي على المقدسات الديني.،
في المقابل، وصف نبيل القروي مدير عام القناة التلفزيونية ما تعرضت له القناة بأنه نوع جديد من الديكتاتورية في حق حرية الإعلام ، واصفا المحتجين على عرض الفيلم بأنهم عصابات ومتخلفين ولا يحترمون حرية التعبير . وأضاف إن قوات مكافحة الشغب التونسية اعتقلت 60 شخصا من الذين شاركوا في الاعتداء على مقر قناته، وقال إنه سيرفع دعوى قضائية ضدهم.
يشار إلى أن القناة ذاتها كانت قد تعرضت في وقت سابق إلى هجمة مماثلة عندما بثت مسلسلا رمضانيا تضمن تجسيدا للنبي يوسف عليه السلام.