كيف تعالج نفسك بالكلاب والقطط؟

منوعات



الإنسان كائن اجتماعى بطبعه، يكون فى حالات أفضل على المستويات الصحية والنفسية وهو فى وسط تجمعات وفى خضم تواصل حى وفاعل مع أشخاص محيطين، وبالطبيعة الاجتماعية للإنسان فإن هذه العلاقات الحية لها دور كبير بالتأكيد فى تعزيز الحالة الصحية لمن يعانون من بعض المشكلات الجسدية، ربما يكون الأمر مقبولاً بالنسبة للعلاقات الطبيعية مع البشر من الأهل والأصدقاء والزملاء، ولكنه ليس أكيدًا ويحتاج إلى الدراسة والبحث، ولكن الأكيد وفق الدراسات والبحوث أن العلاقة مع الكلاب والقطط وغيرهما من الحيوانات الأليفة هى أمر مفيد صحيًّا جدًّا، ويكاد يكون طبيبًا أو مستشفى أو صيدلية متنقلة مع الإنسان، ويمكنها أن تحدث فروقًا جوهرية وكبيرة فى حالته المزاجية والصحية، وفق ما خلصت إليه دراسات طبية ونفسية حديثة.

عندما تعود إلى المنزل فى نهاية يوم طويل من العمل الشاق لتجد حيوانك الأليف يجرى نحوك وهو يهزّ ذيله فرحًا، بالتأكيد تنتابك موجة مفاجئة من الهدوء والاسترخاء، وقد ذكر موقع “time” أن بعض البحوث تشير إلى أن صديقًا من الحيوانات الأليفة مفيد حقًا للصحة الجسدية والعقلية، وقالت الدكتورة كريستنسون، الحاصلة على دكتوراة فى الطب وكبيرة المسؤولين الطبيين فى “بوينتون للخدمات الصحية” فى جامعة مينيسوتا الأمريكية: “الارتباط والرفقة بين الإنسان والحيوان يُحدثان فارقًا كبيرًا فى مجال الصحة النفسية، ناهيك عن الرياضات الإضافية التى يقوم بها الإنسان أثناء اصطحاب حيوانه الأليف للمشى واللعب”، تابع قراءة هذا الملف لمعرفة الطرق التى يمكن للحيوان الأليف المفضّل لديك أن يُعزّز بها صحتك، ويكون سببًا فى رفع كفاءة أجهزتك الجسدية وعملياتك الحيوية.

تخفيض الكوليسترول

تقول الدكتورة ريبيكا جونسون، مدير مركز أبحاث التفاعل بين الإنسان والحيوان فى كلية الطب البيطرى بجامعة ميسورى بالولايات المتحدة الأمريكية ورئيس أحد فرق البحث فى جامعة ميسورى، إنه إذا كان لديك كلب فإن اصطحابه للمشى يوميًّا يساعد فى الحفاظ على مستويات الكوليسترول فى الدم عند معدلاتها الطبيعية والآمنة، وبالإضافة إلى ذلك فقد كشفت دراسة استقصائية أجرتها مؤسسة القلب الوطنية الاسترالية مؤخّرًا، عن أن الناس الذين يملكون الحيوانات الأليفة، ولا سيّما الرجال، لديهم نسبة كوليسترول ومستويات دهون ثلاثية أقل ممن لا يملكون حيوانات أليفة.

تخفيف التوتر

البقاء فى نفس الغرفة مع الحيوان الأليف الخاص بك يمكن أن يكون له تأثير مهدئ، حيث يتم إفراز مادة عصبية كيميائية قوية “الأوكسيتوسين” عندما ننظر إلى حيواننا الأليف، والتى تجلب مشاعر الفرح، وتقول ريبيكا جونسون: “لقد رافق ذلك أيضًا انخفاض فى هرمون الكورتيزول، وهو هرمون الإجهاد”، وشهدت جونسون – من خلال بحثها مع المحاربين القدامى الذين يعانون من اضطراب نفسى بسبب الإصابة “PTSD” – تأثيرات قوية للحيوانات الأليفة، وقالت عن هذا: “أحد المحاربين القدامى لم يكن يستطيع ترك بيته دون زوجته، حتى وضعنا الكلب معه، وخلال أقل من أسبوع كان قادرًا على الذهاب فى جميع أنحاء بلدته”.


تقليل ضغط الدم

اقتناء الحيوانات الأليفة هو أمر مفيد على المستويات البدنية والنفسية، فهى تحقق شيئًا من التوازن النفسى والإنسانى عبر التعامل مع حيوان ورعايته والعطف عليه، إذن هى معادلة رابحة للطرفين: ملاعبة كلبك أو قطتك لإرضائهما تؤدّى إلى خفض مستوى ضغط الدم، هذا بالفعل ما اكتشفه الباحثون فى جامعة “بوفالو” فى نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، وهو خلاصة الأبحاث والدراسات التى جاء مفادها بأن الأشخاص الذين يتناولون الدواء بالفعل لعلاج ارتفاع ضغط الدم، لديهم استجابة لخفض ضغط الدم بمقدار النصف إذا كانوا يملكون قطة أو كلبًا.

زيادة اللياقة

وجدت الدكتورة ريبيكا جونسون، مديرة مركز أبحاث التفاعل بين الإنسان والحيوان فى كلية الطب البيطرى بجامعة ميسورى، ومؤلفة كتاب “Walk a Hound, Lose a Pound”، وقائد دراسة أقيمت فى جامعة ميسورى، أن الذين يمشون مع كلب تتحسن لياقتهم البدنية أكثر من الذين يمشون مع أشخاص آخرين، ووجدت دراسة منفصلة أن أصحاب الكلاب يمشون 300 دقيقة أسبوعيًّا فى المتوسط​​، فى حين أن من لا يملكون الكلاب يمشون 168 دقيقة فقط فى الأسبوع، كما خلصت دراسة فى جريدة النشاط البدنى والصحة، Journal of Physical Activity & Health، أيضًا إلى أن مالكى الكلاب كانوا أكثر توفيقًا وتلبية لمستويات النشاط البدنى المُوصّى بها بنسبة 54%.

أمراض القلب

ضمن فوائد وإيجابيات التعامل مع الحيوانات الأليفة، الوصول إلى مستويات جيدة من خفض الكوليسترول والإجهاد وضغط الدم، جنبًا إلى جنب مع زيادة مستويات اللياقة البدنية، وهو ما قد يضيف انخفاضًا فى نسبة ومخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وهذه هى النظرية التى تدعمها رابطة القلب الأمريكية، American Heart Association، والتى استعرضت فى عام 2013 العديد من الدراسات العلمية الحديثة لاختبار تأثير ملكية الحيوانات الأليفة على أخطار الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وخلصت إلى أن وجود صديق من الحيوانات الأليفة – وخاصة الكلب – يرتبط ارتباطًا مباشرًا بانخفاض المخاطر الصحية التى قد يواجهها الأصحاء، إلى جانب زيادة نسبة البقاء على قيد الحياة لدى المرضى.

حساسية الأطفال

فى دراسة حديثة نُشِرَت مؤخّرًا عن الحساسية الإكلينيكية والتجريبية، جاءت نتيجتها تفيد بأن الأطفال الذين تعرضوا للحيوانات الأليفة قبل بلوغهم ستة أشهر من العمر أقل عرضة لأمراض الحساسية وحُمّى القشّ والأكزيما التى تصيب كبار السن، وخلصت الدراسة إلى أن: “الأطفال الذين يتعرضون للكلاب فى المنزل فى خلال السنة الأولى من الحياة، أقل عرضة للإصابة بالحساسية والربو والتهابات الجهاز التنفّسى العلوى”، وتضيف الدراسة نفسها فى السياق ذاته:”الأطفال الذين ينشأون فى مزرعة للحيوانات أو الكلاب والقطط، عادة ما يكون نظام المناعة لديهم أقوى، ويكون خطر إصابتهم بالربو أو الأكزيما أقل.


تخفيف الاكتئاب

يمكن للحيوانات الأليفة أن تُقدّم الدعم الاجتماعى لأصحابها، وفقًا لدراسة نُشِرت فى جريدة الشخصية وعلم النفس الاجتماعى، Journal of Personality and Social Psychology، وُجِدَ فى مرجع كبير من الدراسات – أقيمت فى جمعية علم النفس البريطانية – أن الكلاب تعمل على تعزيز الرفاهية العلاجية والنفسية، ولا سيّما تخفيض مستويات التوتر وتعزيز الثقة بالنفس، وكذلك مشاعر الاستقلالية والكفاءة، وتقول الدكتورة كريستنسن إحدى عضوات فريق جمعية علم النفس البريطانية: “الحيوانات تعطيك شيئًا للتركيز عليه بدلًا من الأفكار السلبية والاكتئاب الذى تتعرض له، وعندما يبدى الحيوان الأليف اهتمامه بك فإنه يُقدّم لك الحب والقبول غير المشروطين.