جدل حول فتوى "برهامي" المدافعة عن "داعش".. وحزب النور يتبرأ منه


شريهان فاروق

كعادته مثير للجدل، دائمًا ما يصعد بفتاوي جديدة لكي تثير القلق على الحياة السياسية والعامة في مصر، إنه ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية، الذي خرج بفتوى علينا، أول أمس خاصة بحرب أمريكا على تنظيم داعش، وقال فيها برهامي: لا يجوز أن يتمنى مسلم تسلط كافر على مسلم وسفك دمه أو يفرح بذلك، ولكنه أيضًا يرجو أن يكف المبتدع عن بدعته، وأن يمتنع مِن تكفيره للمسلمين وسفكه لدمائهم .

وهو ما فتح الباب للجدل، حيث أكد حزب النور أن برهامي لا يمثل إلا نفسه، ومثلما فتح الأمر جدل داخل حزب النور، فإنه أحدث جدل داخل الأوساط السياسية، حيث أصدرت عدد من الأحزاب بيانات تؤكد فيها رفضها لفتوى برهامي كان من بينها حزب المؤتمر والحركة الوطنية وحزب الحرية، معتبرين أن برهامي ينتمى إلى تنظيم إرهابي، وشارك هو الاخر في قتل المصريين في فترة العنف التى انتهجته جماعة الإخوان.

في الوقت ذاته، اعتبر عدد من السياسيين أن فتوى برهامي صحيحة وليست مثيرة للجدل، واختلف آخرون عن ذلك، وقال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن فتوى برهامي تنص على أنه لا يجوز أن يقاتل المسلمين بعضهم أو أن يقاتل كافر لمسلم والعكس، مشيرًا إلى أن الفتوى تحث المسلمين العرب المشاركين في داعش عن التوقف عما يفعلونه وهذا أمر يتمناه الجميع وليس برهامي وحده .

وأكد نافعة أن داعش ما هي إلا حركة أنشأت من قبل أمريكا كي تضرب المسلمين في بلاد العرب، واستغلت عدد من الشباب من كل الأوطان العربية، مشيرًا إلى أن الجميع لابد ان يتصدى لتلك الحركة الإرهابية، متابعاً أن برهامي الكثير يختلف حوله سياسيًا لكن ما أصدره ليس فيه شئ يدعو إلى الإرهاب أو العنف، لذا فليس عليه جدل.

فيما أكد الدكتور محمود سلمان، الخبير السياسي، إن فتوى برهامي ليست لها اي هدف سياسي أو ديني، ولكن برهامي يعتمد على الشو الإعلامي الذي يحدث على تلك الفتوى، موضحًا أن قيادات الجماعات الإسلامية والإخوان وحزب النور انتهى وجودهم في الحياة السياسية منذ أن تولى السيسي رئيسًا .

وتابع سلمان، أن التصريحات التى تثار في مصر عن داعش والعراق، لست صحيحة، فالجميع يحب الظهورالإعلامي لذا دائمًا ما يصعدون بفتاوى غريبة اللهجة، مشيرًا إلى أن ما يحدث في داعش يمثل خطر كبير على كافة الأوطان العربية وليست مصر وحدها أو العراق أو الدول المجاورة، مطالباً بانعقاد جلسة بين عدد من رؤساء العرب للوقوف على تطورات داعش والحلول السياسية المقدمة منهم لمنع انتشار ذلك الفكر الإرهابي الذي لا ينم للإسلام بصلة .

فيما قال جلال مرة، أمين عام حزب النور، إن الحزب ليس له صلة في الوقت الحالي بياسر برهامي، وأن كافة التصريحات التى تخرج منه هي لا تمثل سوى شخصه، مشيرًا إلى أن حزب النور حزب سياسي وليس له علاقة بأي كلام يصدر عن شخص من داخل الحزب سوى من خلال بيانات رسمية.

وحول رأيه في تصريحات برهامي عن داعش، أكد أن تصريحات برهامي حول داعش من الممكن أن تحمل معنى آخر، ولكن الأمر في البداية والنهاية يرجع إلى الدعوة السلفية وليس حزب النور، على حد قوله.