الداخلية التونسية تفتح سجونها للأطفال وتحولها ورشات للرسم
في خطوة رمزية تهدف إلى طي واحدة من أبشع صفحات تاريخ تونس خلال الـ55 عاما الماضية التي عاشها سجناء رأي بسبب مواقفهم المعارضة لسياسة الأنظمة السابقة فتحت وزارة الداخلية التونسية لأول مرة أقبية السجون للإعلاميين ولأطفال المدارس وحولتها إلى ورشات للرسم على الجدران.
الخطوة بحسب صحيفة الصباح التونسية لاقت استحسانا كبيرا، واعتبرها كثيرون بادرة طيبة لفتح صفحة جديدة بين رجل الأمن والمواطن التونسي، والتي طالما اتسمت بالتوتر والخوف.
المشهد كان مؤثرا جدا حين رسم أطفال بقلم الرصاص وبالألوان الزاهية زهورا وشمسا وقلوبا وأشكالا مختلفة ترمز الى الحب والتسامح على جدران الزنزانات السابقة وأبوابها لتوجيه نفس الرسالة كفى تعذيبا.. كفى انتهاكا للحرمة الجسدية للبشر ولكرامة الانسان.
وكان السيد الأزهر العكرمي الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية أكد للعربية.نت أنه وفي إطار برنامج الإصلاح الذي تم الشروع فيه، تعتزم وزارة الداخلية تنظيم زيارة لتلاميذ المدارس إلى زنازين الوزارة، التي شهدت الاعتقالات والتعذيب على مدى عقود من الزمن
وأضاف الوزير بأن الغاية من مثل هذه الزيارة، هو تأكيد مسعى الداخلية قطع الصلة بمنظومة الاستبداد السابقة.
وفي محاولة لتضييق الفجوة بين الأمن والمواطن، واستعادة الثقة المفقودة بين الجانبين، أعلن السيد الأزهر العكرمي، الوزير المكلف بالإصلاح لدى وزير الداخلية التونسي، أنه سيتم قريبا تغيير أزياء قوات الأمن الداخلي ، التي تذكر التونسيين بالتجاوزات التي ارتكبها هذا الجهاز طيلة فترة حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، وخاصة أثناء ثورة 14 يناير الفارط .
ومن جهة أخري، قال الحقوقي والخبير في المجال الأمني هيكل بن محفوظ إنه لابد من العمل على إعادة بناء الثقة بين المواطن ورجل الأمن، في اتجاه إعادة صياغة تصور مفهوم جديد يقوم على أن الأمن خدمة، وليس وظيفة
وأضاف إن تغيير الزي، وغلق زنزانات التعذيب، يمكن أن يكون لها وقع ايجابي على المواطن ورجل الأمن، وبالتالي تساعد في إرساء مناخ الثقة بين الاثنين .