أمريكا توسع دورها بالعراق وتبدأ إرسال شحنات أسلحة مباشرة إلى القوات الكردية

عربي ودولي


قالت مصادر حكومية أمريكية ليل الاثنين إن واشنطن تزود مقاتلي البشمركة في إقليم كردستان العراقي بالسلاح بشكل مباشر لمساعدتهم في قتال المتشددين السنة في توسيع للدور العسكري الأمريكي في العراق.

وتأتي شحنات السلاح إلى أربيل عاصمة كردستان بينما يلاقي المقاتلون الأكراد صعوبات في وقف تقدم متشددي تنظيم الدولة الإسلامية الذي خرج من عباءة تنظيم القاعدة.

وتقول مصادر حكومية أمريكية إن السلاح قدمته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لكن وزارة الدفاع ربما تبدأ قريبا في تسليح المقاتلين الأكراد الذين استعادوا السيطرة على بلدتين استراتيجيتين في شمال العراق أمس بمساعدة ضربات جوية أمريكية.

ورفض المسئولون تحديد وقت بدء تقديم الأسلحة أو أنواعها.

وقال المسؤولون الأمريكيون إن أسلحة أرسلت أيضا على ثلاث دفعات من الحكومة العراقية في بغداد إلى أربيل وتتألف بالأساس من بنادق إيه.كي. 47 وذخائر.

وكانت رويترز أول وسيلة إعلام ذكرت يوم الجمعة أن الحكومة العراقية أرسلت شحنة أولى من الذخائر إلى أربيل في خطوة لم يسبق لها مثيل.

وتصر الولايات المتحدة منذ وقت طويل على ضرورة أن تذهب كل مبيعات الأسلحة الأمريكية للعراق إلى الحكومة المركزية في بغداد رغم تكرار شكوى الأكراد من أن بغداد تحرمهم من السلاح والدعم المالي.

وواجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما انتقادات متزايدة لتردده أو تباطؤه في التدخل في قضايا السياسة الخارجية الشائكة التي تراكمت أمامه بما في ذلك صعود تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على مساحات واسعة من الأراضي في شمال العراق وغربه.

وأكد مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية أن الولايات المتحدة تمد الأكراد بالسلاح والذخيرة ولكنه قال إن هذه المساعدات لا تأتي من وزارة الدفاع. وقال مسؤولون إن وزارة الدفاع تجري مناقشات حول كيفية زيادة دعمها العسكري للأكراد وقد توافق قريبا على قرار بتزويد الأكراد بالأسلحة مباشرة.

ونفذت واشنطن في الأسبوع الماضي فقط أول تحرك عسكري في العراق منذ سحب قواتها منه عام 2011 فقصفت طائرات حربية المتشددين المسلحين من الدولة الإسلامية الذين زحفوا على شمال العراق وغربه منذ يونيو حزيران.

وتقول واشنطن إنها تتخذ تحركا محدودا لحماية المنطقة الكردية شبه المستقلة ولتمنع ما وصفه أوباما بأنه أعمال قتل جماعية محتملة للأقليات الدينية التي يستهدفها المتشددون.

وحقق المتشددون مكاسب جديدة ضد القوات الكردية على الرغم من الضربات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة على مدى ثلاثة أيام. ولكن في بغداد التي تتحسب منذ وقت لهجوم قد يشنه المتشددون السنة يحتدم توتر تحسبا لاشتباكات محتملة بين قوات موالية لرئيس الوزراء نوري المالكي وتلك الموالية لخصومه بعدما عين الرئيس العراقي رئيسا جديدا للوزراء اليوم الاثنين.

ويقول أوباما إن وجود حكومة لا تقصي أي طرف في بغداد شرط مسبق لتعزيز الدعم العسكري الأمريكي في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية. ورفض الرئيس الأمريكي دعوات لعودة القوات البرية الأمريكية لتعمل إلى جانب المئات من المستشارين العسكريين الذين أرسلوا في يونيو حزيران إلى العراق.

وزحف مقاتلو الدولة الإسلامية الذين يعتبرون الشيعة كفارا يستحقون القتل على البلدة تلو الأخرى مستخدمين دبابات وأسلحة ثقيلة غنموها من الجنود العراقيين الذين لاذوا بالفرار من المواجهات.

وقالت الشرطة اليوم إن المتشددين سيطروا على بلدة جلولاء التي تبعد 115 كيلومترا شمال شرقي بغداد بعدما أخرجوا منها مقاتلي البشمركة الأكراد.

وتدرس واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون طلبات كردية بتقديم المزيد من المساعدات العسكرية المباشرة. واختلف الأكراد مع المالكي على تقسيم موارد النفط واستغلوا تقدم المتشددين المسلحين كي يوسعوا مناطق نفوذهم.