قطاع غزة يبحث عن الأمن الغذائي


حذر وكيل وزارة الزراعة عبد الله لحلوح من زيادة الأسر التي تعاني من حالة انعدام في الأمن الغذائي في قطاع غزة، نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل على أبناء شعبنا هناك، حيث كانت تبلغ هذه النسبة قبل العدوان 58%.

وأوضح لحلوح في حديث لــ'وفا'، أن القطاع الزراعي تكبد خسائر فادحة، قدرَتها الوزارة بشكل أولي وغير نهائي بحوالي 400 مليون دولار، كخسائر مباشرة وغير مباشرة.

وحول خسائر قطاع الثروة الحيوانية قال: 'هذا القطاع كانت له حصة لا بأس بها من الخسارة، تمثلت في هدم مزارع وأدوات الإنتاج الحيواني مثل الأبقار، والأغنام والماعز، والدواجن، وخلايا النحل، ومراكب الصيادين، فعلى سبيل المثال، يوجد في غزة 6 آلاف حائز للثروة الحيوانية، منهم ثلاثة آلاف يعتمدون بشكل رئيسي على تربية الثروة الحيوانية، والجزء الآخر يعتمد عليها بشكل جزئي، وبذلك فإن المزارعين الذين هدمت مزارعهم ونفقت مواشيهم، فقدوا مصدر رزقهم وتحولوا من منتجين إلى مواطنين بحاجة لإغاثة ومساعدات'.

وشدد لحلوح على أهمية التدخل في محاولة لإنقاذ الوضع الزراعي والغذائي في قطاع غزة، وأضاف 'نحن نعمل على التدخل بمسارين، الإنعاش المبكر، وهو التدخل السريع حتى نستطيع ضمان ديمومة الإنتاج، وأيضا إعادة الإعمار وموضوع إصلاح المنشآت.

وقال، 'لدينا تدخل مع الفاو خلال اليومين المقبلين بمليوني دولار، وسيتم توزيع أعلاف وخزانات مياه بلاستيكية صغيرة على مربي الأغنام والمواشي بشكل عام'.

من جانبه أكد رئيس بلدية القرية البدوية -أم النصر- شمال قطاع غزة زياد أبو ثرية، أن المواطنين في البلدة تكبدوا خسائر فادحة لأن معظمهم يعتمدون على تربية الثروة الحيوانية والزراعة بشكل خاص، وهي المصدر الرئيسي لرزقهم.

'غالبية المواطنين تركوا المواشي في حظائرها دون ماء وأعلاف ونزحوا، وبعد العودة إليها عندما هدأت الأمور وجدوها ميتة، ورائحة الجيف تفوح من كل مكان'.

من جهته أشار مدير فرع اتحاد لجان العمل الزراعي في قطاع غزة محمد البكرى، إلى الأزمة الغذائية التي ستترتب على نفوق نسبة لا يستهان فيها من الثروة الحيوانية في قطاع غزة بعد العدوان، إضافة إلى عدم قدرة بعض مربي الأغنام على توفير الأعلاف، مؤكدا أن العمل جار مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة على توفير بعض الاحتياجات للمزارعين.

وقال: 'إن العجز المتوقع في اللحوم الحمراء والبيضاء ربما يتسبب في ارتفاع أسعارها خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة، إذا لم يتم التدخل من الجهات ذات الصلة بالموضوع'.

من جانبه حذر إبراهيم عطية مدير دائرة صحة البيئة في وزارة الصحة من خسارة مصدر غذائي رئيسي نتيجة فقدان كمية كبيرة من المواشي والحيوانات اللاحمة ومنتجاتها جراء العدوان، باعتبار اللحوم بكافة أنواعها مصدرا أساسيا للغذاء، خاصة البروتين وكافة العناصر الغذائية بشكل عام، بالإضافة إلى فقدان مصدر مهم من مشتقاتها كالبيض والحليب والتي قد تكون أكثر يسرا وسهولة في أن يقوم الناس باستهلاكها نظرا لأسعارها المنخفضة نسبيا مقارنة باللحوم.

وأضاف: 'إن نفوق عدد كبير من الحيوانات وبقائها في العراء وقريبة من أماكن سكن المواطنين يتسبب في مكرهة بيئية وصحية، وتحلل هذه الجيف ينتج عنه كم هائل من الجراثيم، ويسبب أمراضا جلدية وتنفسية ومعوية، يضاف إلى ذلك أن بعض الحيوانات المصابة بأمراض مشتركة بين الإنسان والحيوان تنتقل بسهولة إلى المواطنين إضافة إلى التأثيرات على الحالة النفسية للمواطنين وتلويث مصادر المياه القريبة والتربة'.

إن ارتفاع نسبة الأسر التي تعاني من انعدام في الأمن الغذائي في قطاع غزة، يفاقم من المأساة الإنسانية، وإذا لم تتوفر الإمكانيات اللازمة لإنجاح التدخلات المقترحة، سيبقى المواطن في قطاع غزة يركض خلف سراب الأمن الغذائي المفقود.