عضو هيئة علماء المسلمين: "أبو مالك الشامي" قاد مفاوضات المسلحين في لبنان

عربي ودولي


الشرق الأوسط- قال الشيخ رائد حليحل، عضو وفد هيئة علماء المسلمين في لبنان، الذي شارك في المفاوضات برئاسة أمينها العام الشيخ حسام الغالي مع المسلحين في عرسال، إن هناك نقاطا إيجابية كثيرة قد تحققت، وأولها وقف إطلاق النار والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى البلدة، وإخراج الجرحى والمصابين إلى المستشفيات اللبنانية، والانسحاب الكامل للمسلحين من حدود عرسال، وتسليم ما لديهم من جنود الجيش بحلول السابعة من مساء أمس.

وقال في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط»: «لقد جرى الاتفاق مع المسلحين، وهم من فصائل مختلفة، على استكمال انسحابهم من عرسال وأن يجري أيضا تسليم من بحوزتهم من الأسرى». وأشار إلى أن «الاتفاق على وقف إطلاق النار بين الجيش والمسلحين، قد يكون الأهم لعدم تعريض حياة المدنيين للخطر، وكذلك السماح لقوافل المساعدات الغذائية والإنسانية للدخول إلى المدينة المحاصرة، وجرى الاتفاق أيضا على دخول سيارات الإسعاف لإخراج الجرحى من المدنيين، ونقلهم إلى المستشفيات اللبنانية».

وأضاف: «أستطيع أن أؤكد أن الأمور هادئة الآن في عرسال بعد أن جرى تحريك الأمور بعد سلسلة المفاوضات مع المسلحين».

وعن كواليس المفاوضات، قال الشيخ حليحل: «كنا في اليوم الأول أكثر من 20 شيخا من هيئة علماء المسلمين، لم يسمح لجميعهم بالدخول إلى عرسال، وكان وفد من الهيئة برئاسة الشيخ سالم الرافعي قد اتجه إلى عرسال ليلة أول من أمس بمواكب أمنية لبحث موضوع وقف إطلاق النار وإطلاق سراح العناصر العسكرية المختطفة، وفي السيارة الأولى كان فيها الشيخ سالم الرافعي، لكنهم تعرضوا لإطلاق النار من قبل مجهولين، مما أدى إلى إصابة الرافعي والشيخ جلال كلش والمحامي نبيل الحلبي».

وأوضح الشيخ حليحل لـ«الشرق الأوسط» أنه شارك في المفاوضات أمس الشيخ حسام ومفتي بعلبك الشيخ بكر الرفاعي، والشيخ سميح عز الدين من منطقة عرسال، وشيخان آخران وهم الذين تولوا المفاوضات مع المسلحين الذين مثلهم زعيمهم أبو مالك الشامي الذي حضر إلى عرسال شخصيا لترؤس جانب المفاوضات، وهو شخصية معروفة رعي من قبل قضية الإفراج عن الراهبات. وعن هوية المسلحين وأعدادهم، قال الشيخ حليحل، إنهم من فصائل مختلفة، وهم منتشرون في الجبال المطلة على الحدود، وكذلك في الداخل السوري، وعن مطالبهم في المفاوضات قال: «كان طلبهم الوحيد عدم التعرض للسوريين النازحين في عرسال، أو اللبنانيين في منازلهم». ونفى معرفته بأن كان أحد من السوريين النازحين قدم يد المساعدة للمسلحين في عرسال.

وأفاد بأنه على قناعة بأنه سوف يتحقق الكثير ما لم يدخل طرف متضرر على الخط، فإن أمور التهدئة في طريقها، وإن المسلحين سيكونون خارج عرسال والجبال المحيطة المطلة على الحدود السورية في غضون ساعات. وقال: «نحمد الله، مع خروج المسلحين إلى منطقة الجرود والجبال المحيطة وإلى الداخل السوري، نحن لسنا في حاجة اليوم إلى القصف والمعارك وتعريض حياة الآمنين للخطر، والأهم أنهم خرجوا من عرسال وكأنهم لم يعدوا محتلين لها».