قناة السويس الجديدة قضت على أحلام إسرائيل "الطائشة"


هند خليفة و هبة عبد الحفيظ

حسين: المشروع يحمى سيناء ويقضى على الحلم الصهيونية بإقامة دولتها من النيل للفرات

فهمى : إسرائيل ستسعى إلى الضغط الأمريكي والخليجي لعرقلة إقامة المشروع

كثرت ردود الأفعال داخلياً وخارجياً حول إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي عن تدشين مشروع قناة السويس الجديدة، وكانت إسرائيل أكثر المهتمين خارجياً بشأن المشروع حيث تحدثت الصحف الإسرائيلية عنه ووصفته بالمباغت الذي جاء كالصاعقة، حيث أنه سيعود بالرخاء والانتعاش الاقتصادى لمصر فى القريب العاجل، وبخاصة بعدما أمر الرئيس السيسى القوات المسلحة المصرية بتنفيذ هذا المشروع العملاق خلال عام واحد فقط .

وأكد الإعلام الصهيونى أن المشروع المصرى الجديد لإنشاء محور جديد لقناة السويس يمثل ضربة قاضية لإسرائيل التى كانت أعلنت خلال الشهور الماضية عن التخطيط لإنشاء قناة مائية للملاحة التجارية العالمية تربط من مدينة إيلات الإسرائيلية المطلة على البحر الأحمر فى أقصى الجنوب حتى مدينة حيفا الإسرائيلية المطلة على البحر المتوسط فى أقصى الشمال، إلا أن مصر نجحت فى تكبيد الاقتصاد الإسرائيلي خسائر تقدر بمليارات الدولارات فى كل عام، وأفقدت إسرائيل مكانة عالمية جديدة بين الدول الصناعية والتجارية التى تحتاج لنقل بضائعها عبر دول العالم.

وهو الأمر نفسه الذي أكده خبراء دوليين في تصريحات خاصة لـ الفجر أن المشروع يمثل ضربة للحلم الإسرائيلي سواء كان هذا الحلم هو إقامة قناة موازية لقناة السويس لسحب التجارة الملاحية بالمنطقة من مصر إليها أو حلم إعادة إحتلال سيناء مرة أخرى، متوقعين أن تسعى إسرائيل بشتى الطرق إلى عرقلة هذا المشروع.

من جانبه أكد محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن مشروع حفر قناة سويس جديدة والتنمية بمنطقة القناة وسيناء قضى على الأحلام الطائشة لإسرائيل لإحتلال سيناء مرة أخرى، لأنه لا يسعدهم أن يروا دولة جارة لهم وخاصة مصر متقدمة أو قوية.

وأضاف حسين في تصريح خاص لـ الفجر أن إسرائيل تسعى إلى إحتلال أرض سيناء مرة أخرى، لافتاً أن تدشين مشروع جديد بالمنطقة سوف يؤدي إلى تعمير سيناء وظهور نشاط إقتصادي بها وإستثمارات كثيرة، مما يجعل أمر إحتلالها صعباً على الكيان الصهيوني والقضاء على الحلم الإسرائيلي بإقامة دولة إسرائيليلة من النيل إلى الفرات.

وتوقع أستاذ العلاقات الدولية ، أن تسعى إسرائيل إلى عرقلة مشروع القناة خلال وقت قريب، حيث يقوموا بدعوة دولة الإمارات إلى رفض المشروع لأنه سوف ينافس مشروعها الملاحي في المنطقة، بالإضافة إلى الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية لوقف المشروع من خلال تهديد مصر بقطع مساعداتها بطرق مختلفة.

واستطرد قائلاً : السيسي حينما أعلن عن هذا المشروع لم يهتم بأي ردود أفعال خارجية لأنه شأن داخلي مصري بحت، وإهتم فقط بأن يعمل لمصلحة الشعب المصري أما إسرائيل تتفليء هي وأي دولة ترى أن المشروع غير جدير بالإهتمام .

وتمنى حسين أن تتم إقامة المشروع مثلما وعد الرئيس السيسي ليكون مشروع قومي عملاق يزيد الدولة قوة ويؤدي إلى تعمير سيناء .

واتفق معه طارق فهمي رئيس الوحدة الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، حيث أكد أن هذا المشروع وجه ضربة قاتلة لإسرائيل لأنها كانت تنوي إنشاء مشروع مماثل لمشروع قناة السويس يتكون من خمسة مشروعات متضافرة تنافس من خلالها القناة المصرية، والذي أعلنت عنه ليكون أوتوستراد ضخم وممر موازي لقناة السويس.

ووصف فهمي إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي عن مشروع القناة الجديدة بـ الذكي خاصة حينما أعلن أن مدة الحفر سوف تستغرق عام واحد فقط، لافتاً أنه بذلك أسقط حلم إسرائيل بإنشاء القناة الموازية.

وأضاف فهمي أن إسرائيل كانت سوف تنشيء جسر بري يربط بين إيلات واشدود وهو يتضمن مد خط حديدي لنقل البضائع الآسيوية من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط ومنه إلى أوروبا، بالإضافة إلى شق قناة ملاحية عميقة ما بين مينائي إيلات على البحر الأحمر واشدود على البحر المتوسط ، فضلاً عن سلسلة من الطرق البرية الحديثة، وإنشاء المطارات المتطورة، بهدف استقطاب مشروعات خطوط أنابيب البترول والغاز من الخليج العربي ومن روسيا لتنتهي عند موانئ إسرائيلية على البحر المتوسط.

وأضاف أن لمشروع الجديد سوف يؤثر على عدد من الموانىء المنافسة في المنطقة ويأتي على رأسها قطر ودبي، متوقعاً أن تستغل إسرائيل ذلك الأمر لعرقلة إقامة المشروع .