جهود التهدئة في القاهرة هل ستنجح ؟.. وإذا فشلت كيف سيكون شكل الحرب القادمة ؟



دنيا الوطن- دعا الجانب المصري الفصائل الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي الى هدنة 72 ساعة والقدوم الى القاهرة من اجل الاستماع الى مطالب الوفدين ومحاولة التوصل الى صيغة اتفاق مرضية لجميع الاطراف ,تكفل حرية الحركة ورفع الحصار وفتح المعابر للفلسطينيين وتمكنهم من اعادة اعمار القطاع بعد ان دمرته آلة الحرب الاسرائيلية ,فهل ستنجح جهود التهدئة التي تبذل بين الجانبين بالقاهرة؟ وهل فعلا الجانبين معنيين بهدنة والتوصل لحل دائم؟ وفي حال لو فشلت الهدنة كيف سيكون شكل الحرب القادمة؟.

نجاح او فشل التهدئة

وحول امكانية نجاح او فشل جهود التهدئة التي تبذل في هذه اللحظات بين الجانب الفلسطيني والاحتلال الاسرائيلي في القاهرة قال الكاتب والمحلل السياسي الخبير في الشؤون الشرق اوسطية الاستاذ حسن عبدو لـ دنيا الوطن ان اسرائيل تتبع تكتيك مكشوف منذ اعلانه في بداية الامر بعدم ارسال الوفد الاسرائيلي الى القاهرة من اجل تبريد لإطالة زمن الهدنة في محاولة منها لتثبيت الامر الواقع الحالة القائمة ككل منوها الى ان ذلك من الصعب ان يحدث خصوصا في الوقت الذي التزمت فيه المقاومة الفلسطينية بالتهدئة ومن جهة أخرى يدها مازالت ضاغطة على الزناد بحسب تصريحات قادة الفصائل ,محذرا من ان عدم الالتزام سيقود المنطقة برمتها في هذه المرحلة الى حالة من عدم الاستقرار ,في الوقت التي تحتاج فيه اسرائيل الى الاستقرار الكامل.

ونوه عبدوا الى ان اسرائيل لم ترفض أي من المطالب الفلسطينية بل قبلت بفك الحصار وفتح المعابر واجلت ملف الميناء والمطار والممر الامن ,مرجحا بان اسرائيل ستقبل بشروط المقاومة الفلسطينية والتي هي بالأساس التزامات على اسرائيل ومطالب مشروعة لأنه تتمثل بحرية غزة ورفع الحصار وهي بالمناسبة ليست بنود بقدر ما هي مبادئ.

وبدوره قال الكاتب والمحلل السياسي المختص في الشأن الاسرائيلي أكرم عطاالله لـ دنيا الوطن ان كافة الاطراف المحلية والعربية والدولية لم يعودوا يتحملوا استمرار العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة.

واشار الى ان كل التنازلات المطلوبة ونتائج المعركة تفيد بأن على الاسرائيليين ان يقدموا المزيد من التنازلات والقبول بشروط المقاومة الفلسطينية والتي هي بالاساس مطالب انسانية كحرية الحركة وفتح المعابر ورفع الحصار عن غزة.

منوها الى انه يتوقع ان يتم التوافق على جميع المطالب الفلسطينية .

ومن جهته توقع الكاتب والمحلل السياسي المختص في الشأن الاسرائيلي د فريد قديح لـ دنيا الوطن ان تمتد الهدنة الى الى اسبوع بعد انتهاء موعدها المحدد بـ72 ساعة مشيرا الى انه من المستحيل انجاز المفاوضات في فترة وجيزة فقط 72 ساعة.

الوحدة الفلسطينية

واشار المحلل عبدو الى ان الاجماع الفلسطيني الموحد من كافة الفصائل الفلسطينية كان حدثا نادرا على الحياة الفلسطينية برمتها ونزع الذراع من المقولات العربية والدولية والاسرائيلية التي كانت ترمي وتدعي بأن الفلسطينيين غير موحدين ,بل اثبت للعالم كله ان الفلسطينيين كلهم اجمعوا على مطالب موحدة حملوها معا الى القاهرة حيث مركز ادارة المفاوضات حول التهدئة وانهاء العدوان على غزة.

شكل الحرب القادمة

وبالإشارة الى شكل الحرب القادمة توقع المحلل السياسي حسن عبدو ان يكون شكل السيناريو القادم في جالة فشلت الجهود الرامية لتثبيت الهدنة في القاهرة عدم الاستقرار فقط وليست حرب شاملة كما حدثت قبل الاعلان عن بدء التهدئة ,منوها الى ان المقاومة الفلسطينية هددت في المرحلة القادمة بضرب الاماكن الحساسة والاقتصادية المهمة والاستراتيجية كالموانئ والمطارات الهامة ,اضافة الى الاهداف الاستراتيجية الاخرى داخل اسرائيل.

ونوه الى ان اسرائيل لن تعود مرة اخرى الى الحرب البرية نتيجة الثمن الغالي الذي دفعته محذرا من ان الخيار الوحيد التي بات امام الاحتلال الاسرائيلي يكمن في تفعيل كافة مناحي الحياة.

واوضح ان خيارات الردع لدى المقاومة لم تستنفذ ,بل ما زالت قائمة وفي جعبتها جملة من الخيارات المتعددة موضحا ان لكل سيناريو اسرائيلي سيناريو فلسطيني مقابل وموازي له.

ومن جهته قال الكاتب عطاالله انه من الصعب التوقع باستئناف الحرب ولكن في حال فشلت التهدئة فان اسرائيل لن تكرر تجربة الدخول البري مرة اخرى الى قطاع غزة وستقتصر الضربات الاسرائيلية فقط على الطيران الاسرائيلي مع عمل اسرائيل على استمرار الحصار واغلاق المعابر واحكام الحصار البري والبحري والجوي.

وبدوره اجمع د فريد قديح مع المحللين السابقين على ان السيناريو الاسرائيلي القادم للحرب فيما لو فشلت جهود التهدئة سيتمحور حول استخدام الاحتلال الاسرائيلي فقط لسلاح الجو والطيران في معاركها دون اللجوء الى أي اجتياح بري مع قطاع غزة .

الجدير بالذكر ان اسرائيل شنت حربا على قطاع غزة وتعمقت فيها وارتكبت المزيد من المجازر بحق المدنيين العزل والابرياء وابادت عائلات بأكملها وخلفت حتى اليوم الثلاثين للحرب أكثر من 1875 شهيد واكثر من 10000 جريح وأكثر من 500000 عائلة نزحت عن بيوتها.