«باري بلاج».. شواطئ اصطناعية على ضفاف نهر السين

منوعات


لا تزال باريس تحاول إغراء زوارها، وجلب السياح إليها حتى في وقت، يفضل فيه المرء اللجوء للبحر والأماكن الباردة، هروباً من درجات الحرارة المرتفعة في فصل الصيف، فها هي المدينة الجميلة، التي تبقى للعام الثالث على التوالي المدينة الأكثر زيارة في العالم بالثلاثين مليون سائح، الذين اختاروها العام الماضي، تحول ضفاف نهر السين، الذي يقطعها إلى قسمين لشواطئ اصطناعية «باري بلاج»، من أجل متعة الآلاف من الأشخاص يومياً.

أول طبعة

فعلى مدار شهر كامل، تتحول ضفاف نهر السين إلى شواطئ رملية ذهبية اصطناعية، من أجل متعة الباريسيين، الذين لم يوفقهم الحظ في الذهاب للعطلة، وللعام الثالث عشر على التوالي (أول طبعة في 2002)، تحولت الضفة اليمنى من نهر السين، بداية من 19 يوليو ولغاية الـ17 أغسطس إلى شواطئ رملية اصطناعية، المصطافين يملًأونها على طول 3,5 كلم، بدءا من فندق المدينة ولغاية أمتار من جسر«أنريه الخامس».

فديكور ضفتي النهر تغير طيلة هذه الفترة ولبس حلة جديدة، تليق بها في فصل الصيف خاصة مع درجات الحرارة المرتفعة، التي تعرفها العاصمة باريس هذه الأيام، حيث فاقت الثلاثين طيلة الشهر السابع.

الديكور الصيفي

وكسابقها برتران دولانوي، وفرت رئيسة بلدية باريس الجديدة آن هيدالغو جميع الإمكانات لإتمام الديكور الصيفي، الذي تسخر له سنوياً نحو ملياري يورو، جزء كبير منها كان لجلب أكثر من 5000 طن من الرمال الذهبية الرقيقة، التي وضعت على الضفة اليمنى للنهر، راسمة شواطئ «انصهر» في ديكورها مئات المصطافين بلباس البحر الخفيف، لتزيدها «صيفاً» عشرات النخيل والمظلات الشمسية والمقاعد الخاصة بحمام الشمس، حتى إن المرشات العمومية للاستحمام بعد السباحة، كما بالشواطئ الحقيقية متوفرة كذلك.

طاولات ومحلات لبيع المثلجات والمشروبات والأكل الخفيف متوفرة كذلك طوال ساعات اليوم ولغاية العاشرة ليلاً لمتعة المصطافين من أهل باريس، الذين لم يحالفهم الحظ في الذهاب للبحر وللسياح والفرنسيين القادمين من مدن قريبة من العاصمة باريس، وبرج إيفل، عروس الشاطئ، التي يريد الكل رؤيتها.

تظاهرة

طبعة هذا العام من «باري بلاج» شهدت حضور زائر جديد يصنع متعة زوار وقاصدي هذه الشواطئ الاصطناعية، وهو عمل فني مجسم ذو لون أحمر للسيدة الحديدية، برج إيفل، صنع من 324 كرسياً من كراسيّ ماركة صناعية فرنسية مشهورة، والمجسم الذي يبلغ طوله 13 متراً، ويظهر من بعيد يتهافت الجميع، لالتقاط الصور إلى جانبه، وسيظل على ضفة «باري بلاج» طيلة فترة التظاهرة الصيفية. هذه التظاهرة التي أطلقها رئيس بلدية باريس السابق الاشتراكي برتران دولانوي عام 2002 تبنتها مدن فرنسية كثيرة خصوصاً الداخلية منها، التي تفتقر لسواحل وبحر للاستجمام في فصل الصيف، كما تدخل نشاطات مائية ضمن إطار «شواطئ باريس» أقيمت على ضفاف حوض«لافيلات» بالدائرة الباريسية الـ19.

الضفة اليمنى

وبينما الضفة اليمنى تستقبل الباحثين عن جو البحر والاستجمام، خصصت الضفة اليسرى وعلى طول 2,3 كيلو متر من بون روايال الجسر الملكي ولغاية جسر ألما، التي قتلت فيه الملكة ديانا عام 1997 للمشاة، حيث أوقفت لغاية نهاية شهر أغسطس حركة المرور، كما خصصت العديد من المساحات الخضراء التي تتحول مع نزول أولى نسمات الليل إلى سهرات وأماكن للرقص والغناء.

موسيقى

ليس بعيداً عن هذه الشواطئ الاصطناعية مهرجان موسيقي يومي بفندق المدينة «أوتال دو فيل» واحد من أجمل معالم باريس السياحية وأكثرهم إقبالاً من قبل السياح والفرنسيين، يضم بلدية باريس ومصنف ضمن المعالم التاريخية بفرنسا، هو تحفة معمارية مميزة تسكن قلب باريس في الدائرة الرابعة معبق بالتاريخ والسياسة، يجيء من أجله آلاف الزوار سنوياً.

هو الآخر يشارك في برنامج باريس الصيفي بمهرجانات موسيقية على الهواء الطلق، استهلت في شهر يوليو بمهرجانات «فناك لايف» ينشطها فنانون فرنسيون شباب، كما وضعت بباحة فندق المدينة ولغاية نهاية أوت شاشة عملاقة يمكن للجمهور متابعة سهرات موسيقية لفرق شابة.

قراءة

جديد طبعة هذا العام كذلك، مكان خاص تنظم فيه جلسات للقراءة لمحبي الكتب والروايات الفرنسية، الكلاسيكية منها والجديدة، تشارك فيها العديد من المكتبات الفرنسية، حيث تجعل يومياً الكتب في متناول زوار «باري بلاج»، ومهرجانات موسيقية، من أجل متعة المصطافين.