السعودية تعلق تأشيرات الحج فى غينيا وسيراليون وليبيريا بسبب الإيبولا

عربي ودولي



علقت سفارة المملكة العربية السعودية فى غينيا 7200 تأشيرة حج لمسلمى ثلاث دول أفريقية ، هى غينيا وسيراليون وليبيريا ، وذلك نتيجة انتشار فيروس الإيبولا كإجراء احترازى لمنع وفادة المرض إلى أوساط الحجاج فى الموسم المقبل.

وكشف القائم بأعمال سفارة المملكة فى العاصمة الغينية كوناكرى محمد آل حمود لصحيفة عكاظ السعودية اليوم أن قرار تعليق التأشيرات صدر قبل ثلاثة أشهر ، مشيرا إلى أن حكومات هذه الدول قد تفهمت القرار، رغم ما أعلنت عنه حكومة غينيا قبل أسبوعين من رفع مستوى التدابير وفرض حزمة من الإجراءات مع بدء الموجة الثانية للفيروس ، وذلك لضمان خلو مواطنيها الراغبين فى الحج من الإصابة به ، وأشار إلى أن واقع انتشار الفيروس يحتم استمرار تعليق تأشيرات الحج.

وأوضح سفير خادم الحرمين الشريفين السابق لدى غينيا أمجد بديوى لصحيفة عكاظ أن المملكة اشترطت لرفع التعليق عن التأشيرات الحصول على مذكرة صريحة من منظمة الصحة العالمية تؤيد سفر مواطنى هذه الدول إلى الحج ، وقد تفهمت الحكومة واقع الأمر ، وأضاف أن السفارة سعت جاهدة لبحث الأمر مع حكومة غينيا كونها دولة إسلامية ، ويدنو حجاجها من 7 الاف حاج ، بخلاف دولتى سيراليون وليبيريا حيث أن الحجاج القادمين منها ينحصرون فى حدود 400 حاج.

من جهة أخرى ، أشارت الصحيفة إلى أن صحة جدة شددت على منافذها الجوية والبحرية بتعزيز الإجراءات الوقائية والاحترازية لمنع وفادة فيروس إيبولا الذى انتشر فى بعض الدول الأفريقية ومنها سيراليون وغينيا وليبيريا.

وأوضح مصدر مسئول فى صحة جدة أن الإجراءات تتضمن الترصد الوبائى ومناظرة جميع القادمين من الدول الأفريقية المجاورة للدول التى سجلت المرض ، لضمان عدم دخول أى حالة من خارج نطاق انتشار الفيروس الشرس.

وفى سياق متصل وبحسب الصحيفة أوضح مساعد مدير صحة جدة للصحة العامة الدكتور خالد عبيد باواكد أن الإجراءات التى اتخذتها المملكة كفيلة بعدم وفادة المرض ، مبينا أن مرض إيبولا خطير من حيث ظهور أعراضه وبالتالى فإنه يستبعد وصول أى حالة ، وأضاف إن اتخاذ التدابير الاحترازية وتطبيق الاشتراطات الصحية أمر ضرورى وخصوصا أننا على مشارف موسم حج يفد إليه ضيوف الرحمن من كل أنحاء العالم.

وأشار إلى أن حمى الإيبولا النزفية يسببها فيروس وهو من أشد الأمراض المعروفة فتكا ، حيث تم الكشف عن فيروس الإيبولا لأول مرة فى عام 1976 فى إحدى المقاطعات الاستوائية الغربية بالسودان وفى منطقة مجاورة بزائير (التى تسمى الآن جمهورية الكونغو الديمقراطية)، ولم يسجل هذا المرض خارج دول وسط وشرق أفريقيا ، ويتفرع فيروس الإيبولا إلى خمسة أنماط فيروسية منفصلة وهى (بونديبوغيو، كوت ديفوار، ريستون، السودان وزائير).

وألمح أنه يسرى فيروس الإيبولا من خلال ملامسة دم المريض وسوائل جسمه التى تحتوى على الفيروس ، كما يمكن أن يسرى الفيروس جراء التعامل مع حيوانات برية تحمل الفيروس (قردة الشامبانزى والغوريلا والنسانيس والظباء وخفافيش الثمار)، سواء كانت مريضة أو ميتة ، فى حين لا يوجد علاج نوعى فعال لهذا المرض ويقتصر العلاج عموما على توفير الرعاية الداعمة. وألمح إلى أن الحالات المرضية الشديدة تستدعى توفير رعاية داعمة مكثفة للمرضى الذين يصابون من جرائها فى كثير من الأحيان بالجفاف ويلزم تزويدهم بسوائل الإماهة بالحقن الوريدى أو عن طريق الفم باستخدام محاليل تحتوى على الكهارل ، حيث انه لا يوجد حتى الآن علاج أو لقاح محدد لحمى الإيبولا النزفية.

وخلص إلى القول أنه بالنظر إلى عدم إتاحة علاج ولقاح فعالين للإنسان ضد فيروس الإيبولا فإن تكريس الوعى بعوامل خطر عدوى الفيروس والتدابير الوقائية التى يمكن أن يتخذها الأفراد على المستوى العالمى هى السبيل الوحيد للحد من حالات العدوى والوفيات بين البشر.