القاهرة تلوح بورقة بكين كبديل إستراتيجي عن واشنطن

عربي ودولي



اعتبرت مصادر دبلوماسية أن زيارة وانج وي، وزير خارجية الصين للقاهرة أمس، أبـلغ رد مصري على التعنت الأمريكي في الآونة الأخيرة، لأن الزيارة حـملت رسالة قوية بتعدد الخيارات أمام مصر، خاصة في ظل التفاهم بين القاهرة وبكين، في عدد من الملفات الإقليمية، وفي مقدمتها غزة، وحقوق الشعب الفلسطيني، وبـدت الدعـوة الرسمية التي وجهت إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي لزيارة الصين إشارة إلى عمق التطور المنـتظر، والتـلويح بـأن ورقـة الصين أصبحت نـاضجة.

وقال مراقبون لصحيفة العرب اللندنية أن اعتذار السيسي يعكس حالة التوتر التي تشوب العلاقات المصرية – الأمريكية منذ فترة، والتي كانت قد هدأت نسبيا، لكن عادت أمس الأول (السبت) إلى سخونتها السابقة، عندما اتهمت وزارة الخارجية مصر باستخدام المساعدات التي تقدمها واشنطن “ضد المتظاهرين”، فردت عليها القاهرة بطريقة حاسمة، حيث قدمت احتجاجا رسميًا على ذلك.

وأكدت مصادر لـ “العرب” أن اعتذار السيسي جاء ردا على عدم توجيه دعوة أمريكية لمصر في البداية، أي قبل نحو ثلاثة أشهر، بذريعة عدم وجود نظام منتخب آنذاك، وبعد انتخاب السيسي قبل نحو شهرين وجهت له الدعوة، لكنه اعتذر، وهنا جرت تفسيرات معلنة وأخرى خفية، ففي الشق الأول، قيل إن الدعوة وصلت متأخرة وجدول أعمال الرئيس مزدحم، ولا يسمح بالذهاب إلى واشنطن وحضور القمة خلال الفترة من 4 إلى 6 أغسطس الجاري.

لكن التفسير الخفي، بحسب مصادر لـ”العرب” أن الرئيس المصري لن يذهب في أول زيارة لواشنطن دون لقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما على انفراد، وهو ما لم يتيسر تدبيره، والسيسي أراد أن يكون حضوره لافتا وليس روتينيا، يتناسب مع تقديره لبلده، كما أن عدم الذهاب يعدّ ردا بليغا على “العنجهية” الأمريكية والتصرفات السلبية التي تبناها الرئيس أوباما تجاه مصر منذ ثورة 30 يونيو 2013، ودعمه الواضح لجماعة الإخوان، وعدم اتخاذ مواقف حاسمة تجاه العنف الذي يمارسونه، علاوة على تعثر استئناف المساعدات الأمريكية، وأخيرا جاء الخلاف حول العدوان الإسرائيلي على غزة، وانحياز واشنطن لتل أبيب، ووضع العراقيل أمام المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، ليضاعف من درجة الاحتقان.