خاص بالصور لـ"الفجر".. شلال الدم في غزة يحول العيد إلى مجازر.. و153 يستقبلون فرحته بـ"الشهادة"



خاص: غزة- يحيى عياش

لم يتوقع الفلسطينيون في أسوء أحلامهم أن يستقبلوا عيداً مثل هذا العيد، وطالما هتفوا أعيادنا أعياد الدم والشهادة ، ولكن الواقع هذه المرة جسّد هذه الكلمات بأضعاف مضاعفة من شلال الدم، ولم يستطع حتى اللحظة أحد وقف هذا الشلال الذي أودى بحياة الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء.

وكان قد ارتقى في اليوم الأول من أيام عيد الفطر 53 شهيداً غالبيتهم من الأطفال، وكانت أبشع تلك الجرائم التي ارتكبها الاحتلال في صبيحة العيد، مجزرة أطفال مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، والتي راح ضحيتها 10 شهداء أطفال كانوا يلهون أمام منازلهم ويتأرجحون في عيدهم وهم لا يفقهون أنّ آلة الموت تسير من فوقهم، وفى اليوم الثانى، ارتقى أكثر من 100 شهيد، لتصل حصيلة الشهداء خلال اليومين إلى 153 شهيدا.

جاء العيد وشوارع غزة فارغة وأسواقها حزينة تتعاطف مع روادها لما يواجهون من الموت، فى حين لا توجد منازل تأوي الناجين بعد أن دمرتها قوات الاحتلال الإسرائيلي فوق رؤوس ساكنيها.

الطفل محمد ابن الثمانية أعوم لم يتمالك نفسه حينما سألناه عن العيد، فقال وقد أجهش بالبكاء: خدوا العيد ورجعولي أمي .

ويشارك حال محمد الكثير من أطفال حي الشجاعية شرق غزة، حيث ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة وحشية ودماراً هائلاً أباد عائلاتٍ بأكملها وأحياءٍ سكنية برمتها.

بينما تلعب هالة – التى نزحت مع أفراد أسرتها لمركز إيواء وسط مدينة غزة- مع رفيقتها وسط فناء المدرسة، ومن فوقها أصوات القصف المتواصل، وكلّما سمعت أصوات الانفجار هرعت مسرعةً لأمها تقول ماما الحقيني اليهود بدهم يقتلونا ، فتأخذها الأم بحنانها علّها تحمي فلذة كبدها من الموت المحيط بهم في كل مكان.

أما الحاج الستيني أبو كمال –أحد المشردين من بلدة خزاعة بخان يونس جنوب قطاع غزة- يقول: إنّ الأيام الحالية تعيد لنا ذاكرة الهجرة بكل آلامها ومآسيها ، مشدداً على أنه لن يتخلى عن أرضه حتى لو أريقت جميع دماءه وسيغرس هذا المبدأ في أبناءه وأحفاده.

وفي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، مشهد آخر من التحدي والإصرار الذي يتمتع به أهالي غزة، بإحياء مظاهر العيد رغم القصف والدمار الذي حلّ بالمخيم، حيث أدى أهالي المخيم صلاة العيد فوق أنقاض مسجد الفاروق المدمر من قبل طائرات الاحتلال الحربية.

فيما أكدّ أبو علاء عياش أنه جاء للصلاة اليوم وتحديداً في هذا المكان، ليوصل رسالة أنّه بالرغم من الدم والشهداء فإننا نحيي عيد المسلمين وفي بيوت الله التي أعلنت إسرائيل الحرب عليها بتدميرها وقصفها، دون مراعاة لمشاعر المسلمين .

وأشار إلى أنه ليلة قصف المسجد تفاجأ الجميع من تعدي الاحتلال لكافة الخطوط الحمراء، بعدم استثناءه لجرائمه المتواصلة بحق المواطنين بغزة، مؤكداً أنّ غزة عصية عن الانكسار رغم شدة الألم والقصف.

وستبقى هذه الأيام ورمضان والعيد راسخةً في ذاكرة الفلسطينيين بصبغتها العدوانية التي أزهقت نفوس بشرية تجاوزت الـ 1000 شهيد، دون تحركٍ من أحرار العالم، ولسان حال أهل غزة ما يردد حسبنا الله ونعم الوكيل !.