حمدان: هدنة عيد الفطر غير مضمونة من الجانب الإسرائيلي

العدو الصهيوني



جريدة الشرق الأوسط- قال أسامة حمدان مسؤول ملف العلاقات الدولية والقيادي بحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إن مبادرة وقف النيران خلال أيام عيد الفطر المبارك التي سيعلن عنها من العاصمة الفرنسية لمدة سبعة أيام غير مضمونة من الجانب الإسرائيلي»، مشيرا إلى أن «الاحتلال الإسرائيلي قد يخرق الهدنة»، حسب قوله، متسائلا: «إذن ما الضمانة لالتزام الاحتلال بها؟». وبالنسبة لأول أيام عيد الفطر، قال حمدان: «مع إسرائيل، لا يمكن توقع شيء».

وأوضح في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» أنه قد علم أن اقتراح تمديد الهدنة الإنسانية لأكثر من 12 ساعة قد رفضه الجانب الإسرائيلي. وأشار حمدان، قيادي حركة حماس، إلى أن الهدنة الإنسانية التي أعلنها الأمين العام للأمم المتحدة لم تصل لهم، كما أنها «غير واضحة التفاصيل». وقال إن الطرف الإسرائيلي يدعو إلى القلق لأنه منذ دقائق أبلغ الجانب الأميركي رفضه تمديد الهدنة الإنسانية، ولا يمكن بأي حال من الأحوال الثقة في الطرف الإسرائيلي، بل على العكس هو في موضع شك دائم من جانب قياداتنا، لأنه هو الذي افتعل الحرب ضد أبناء قطاع غزة، واليوم أطالع تقارير إعلامية غربية في حاجة إلى التثبت والتأكد، تقول إن قصة المستوطنين الثلاثة المختطفين هي «مفبركة»، فقد زعمت إسرائيل أن ثلاثة من المستوطنين اختُطفوا وقُتلوا، ولم يعرف أحد حقيقة ما جرى باستثناء ما تقوله إسرائيل نفسها، وانطلاقا من تلك النقطة، بدأ الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة يتعرضون لهجمات، والأمر يحتاج إلى تدقيق، وهي تقارير غربية تواكبت مع أسئلة من صحافيين إسرائيليين، وعن توقعاته بالنسبة لهدنة السبعة أيام، قال حمدان: «أعتقد أن الجانب الإسرائيلي لن يقبل بها، وهناك مؤشرات، على أن الجانب الإسرائيلي سيرفضها، وتأتي تباعا بعد رفضه أيضا تمديد الهدنة الإنسانية».

وطالب حمدان بتشكيل جبهة رفض عربية ودولية على إسرائيل، من أجل إنهاء العدوان والحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، وبدء مسار سياسي ينهي الاحتلال. وأوضح حمدان أن أصل المعركة والحرب المفروضة على قطاع غزة بدأ من أجل التغطية على إفشال نتنياهو للمسار السياسي، ومن أجل ضرب الوحدة الوطنية الفلسطينية، التي مثلت خيارا بديلا، وردا عمليا واضحا على السلوك الإسرائيلي.

وقال: «من المفترض أن يبدأ مسعى دولي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وأظن أن الفرصة الآن مواتية الآن لإطلاق هذا المسعى الآن، لا سيما أن إسرائيل كشفت عن وجهها تماما عندما رفضت كل جهد سياسي، من شأنه أن ينهي عدوانها العسكري، والمدني المتمثل بالحصار على الشعب الفلسطيني».

وعن كيفية الاتصالات بين حماس والأطراف المختلفة الموجودة على الأرض في العاصمة الفرنسية باريس، وكذلك مع الجانب الإسرائيلي، قال قيادي حماس، حمدان: «هناك تواصل مباشر مع الوسطاء، ولا توجد اتصالات مباشرة مع الجانب الإسرائيلي، وفي ظل الجهود المصرية، كانت الاتصالات تجري مع القاهرة، وكان الجانب المصري ينقل أفكارنا ومقترحاتنا إلى الإسرائيليين، وكذلك بالعكس». وأوضح أن لقاء باريس كان الهدف منه محاولة تثبيت الهدنة، ولكن يبدو أن اللقاء انتهى دون استجابة إسرائيلية، وكان اللقاء أقرب لتنسيق الجهود وتبادل الأفكار والمعلومات بين الأطراف المشاركة، أكثر مما هو مثار لماذا غابت أطراف؟

وقال حمدان ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» بخصوص هدنة 2012، هل يمكن أن تتكرر وتكون ملزمة للجانبين، بقوله: «إن أسوأ ما فيها أن الجانب الإسرائيلي لم يلتزم بها، وبالتالي عندما نتحدث اليوم عن أي اتفاق لوقف إطلاق النار، فلا بد أن يتضمن ضمانات واضحة ملزمة للجانب الإسرائيلي، لا تسمح له بتكرار عدوانه وقتما شاء، وتكرار المأساة التي يعيشها الفلسطينيون بالطريقة التي يريدها الإسرائيليون».

وعن الضمانات التي تطلبها حماس، قال حمدان: «الضمانات حاليا في إطار البحث، والوسطاء هم الذين يقدمون الضمانات، وفي عالم السياسة، الوسطاء هم الذين يقترحون الضمانات التي يستطيعون تحقيقها، وفي ظل التدخل الدولي، سواء الأميركي من جانب وزير خارجيتها جون كيري، أو الأممي من قبل الأمين العام بان كي مون، أو الفرنسي على لسان وزير خارجيتها فابيوس، هناك ضمانات تقدم وتبحث من جانبنا في إمكانية تحقيقها على الأرض».

وأوضح أنه «لا تفاوض على مطالب الشعب الفلسطيني في رفع الحصار وإنهاء العدوان»، مشيرا إلى أن المقاومة لم تتراجع كفاءتها، وكل يوم «تحقق تقدما ملموسا، ولكن الاحتلال يخفيه من هول الصدمة». وأفاد حمدان: «لقد حققنا تقدما مهما على الجانب الفلسطيني، بتوحيد مطالبنا على المستوى الميداني، كمقاومة على الأرض، وعلى الجانب السياسي كقيادات فلسطينية، وكل ما نريده هو مطلب بسيط؛ أن يعيش شعبنا في أمان».