خسائر اقتصادية فادحة بقطاع السياحة الإسرائيلى بعد تعليق رحلات الطيران

العدو الصهيوني


تواصل عشرات شركات الطيران لليوم الثاني على التوالي تعليق رحلاتها الجوية لمطار بن غوريون بإسرائيل، وألغيت 160 رحلة دولية خشية من صواريخ المقاومة الفلسطينية التي سقطت على تخوم المطار.

وبالإضافة إلى آثاره الاقتصادية وتسببه بخسائر فادحة لقطاع السياحة، فإن أوساطا سياسية إسرائيلية ترى في هذا الإجراء محاولة للضغط حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أجل وقف إطلاق النار، بينما اعتبرتها أوساط أمنية سابقة خطيرة تسمح للمقاومة بغزة باتخاذ قرار بأي لحظة لحصار وإغلاق المجال الجوي الإسرائيلي.

ورجحت هيئات السياحة والفنادق أن يتكبد الاقتصاد الإسرائيلي حتى نهاية العام خسائر تصل إلى نحو مليار دولار، وذلك على خلفية تحذير واشنطن والعديد من الحكومات الأوروبية رعاياها من السفر لإسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة بسبب العدوان العسكري المتواصل على قطاع غزة.

ومنذ بدء العدوان على غزة عمد سلاح الجو الإسرائيلي إلى تحديد مسار واحد لإقلاع وهبوط الطائرات القادمة إلى مطار بن غوريون، وذلك لفتح المجال الجوي أمام الطيران الحربي الذي يشن الغارات على القطاع، ولتمكين منظومة القبة الحديدية من العمل دون مخاوف أن تصيب الطائرات القادمة والمغادرة عن طريق الخطأ.

سابقة خطيرة

واعتبر الصحفي ليئور جوطمان المختص بالاقتصاد السياسي أن حظر رحلات الطيران الدولية لمطار بن غوريون سابقة خطيرة وبمثابة دمغة قاتمة بصورة إسرائيل ستؤدي لخسائر اقتصادية مستقبلية، لافتا إلى أن الوزارات الحكومية ترجح بأن هذا الاجراء بمثابة ضغوطات سياسية لإرغام الجيش على وقف إطلاق النار أو على الأقل إجباره على عدم التوسع بالحملة العسكرية.

واستذكر جوطمان -في مقال كتبه بصحيفة كلكليست - المرة الأولى التي أغلق بها المطار وعلق الطيران الدولي، وكان ذلك في حرب الخليج الأولى عام 1991 عندما قصف الرئيس العراقي الراحل صدام حسين إسرائيل بالصواريخ، مؤكدا أنه خلافا للماضي فإن الأزمة الحالية -عدا التوتر الأمني- بمثابة سابقة وتحول خطير كونها نوعا من المقاطعة.

ويعتقد أن المعضلة الحقيقية والإشكالية -وفق ما نقله عن مصادر بالمؤسسة الأمنية والعسكرية- هي حالة الخوف والإرباك التي عكسها المستوى السياسي بتل ابيب قبالة المجتمع الدولي، ففي غزة يمكنهم اتخاذ قرار في أي وقت لحصار وإغلاق المجال الجوي الإسرائيلي، وهذا تحول خطير.

ضغط سياسي

بدوره ألمح وزير المواصلات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في حديثه لإذاعة الجيش، بأن دوافع سياسية وليست أمنية وراء تعليق رحلات الطيران الدولية إلى تل أبيب، موضحا بأنه لا توجد مبررات ودواع أمنية لإلغاء الرحلات الجوية إلى مطار بن غوريون الدولي.

وبين أن حظر الطيران سيكبد الاقتصاد القومي الإسرائيلي خسائر فادحة حتى على المدى البعيد، مؤكدا أن تل أبيب اتخذت إجراءات دفاعية غير مسبوقة لحماية المطار وتأمين هبوط وإقلاع الطيران. وقال أيضا إنه لو كانت هناك أي مخاطر أمنية بالمطار والمجال الجوي لتم حظر الطيران على الشركات الإسرائيلية.

وأعرب الوزير عن أمله ألا يكون قرار واشنطن وأوروبا بتعليق الرحلات الجوية لإسرائيل نابعا من دوافع سياسية، وذلك في محاولة لممارسة ضغوطات على تل أبيب لوقف إطلاق النار، داعيا الوكالة الاتحادية الأميركية للطيران المدني والهيئة المنظمة لقطاع الطيران المدني بأوروبا للعدول عن قرارهما واستئناف الرحلات الجوية إلى إسرائيل.

خسائر فادحة

وتسبب التوتر الأمني في إسرائيل منذ بدء العدوان العسكري على غزة بإلغاء حجوزات فندقية بنسبة 30%، ما ينذر بإلحاق خسائر كبيرة بقطاع السياحة الأجنبية الوافدة لإسرائيل للشهرين القادمين بنحو مائتي مليون دولار.

وعلى وقع هذه الخسائر الأولية، أطلقت وزارة السياحة الإسرائيلية حملة ترويجية لإنقاذ موسم الصيف والخريف، لتفادي انهيار قطاع صناعة السياحة والفندقة.

وبخلاف التوقعات، فإن شركة الطيران الإسرائيلية العال ورغم مواصلتها الإقلاع من مطار بن غوريون ورفع أسعار التذاكر لديها بنسبة 150%، تقدر أن تراجع حجوزات الطيران على متن أسطولها سيكبدها خسائر تصل لنحو خمسين مليون دولار بالربع الأخير من العام الحالي، خاصة وأن مجموع إيراداتها بالربع الثالث من العام الحالي لم يتجاوز 31% من دخلها عام 2013 الذي تجاوز ملياري دولار.