ادله تدل على الشخص الكسول
مما لا شك فيه ان الدماغ وتركيبها امر يشغل العلماء وتوصلوا الى ان مستويات الدوبامين الكيميائية في مناطق رئيسية من الدماغ قد تؤثر في مستوى تحفيزالكيمياء في ثلاث مناطق في الدماغ قد تؤثر في مستويات التحفيز لدى الشخص، تقول دراسة جديدة ومصغَّرة.
قال باحثون من جامعة فاندربيلت، إلى جانب تقديم معلومات جديدة عن كيفية عمل الدماغ، فإنَّ هذه الدراسة يُمكنها أن تثبت أهميتها في إيجاد طرق لعلاج الاكتئاب والفصام واضطراب نقص الانتباه وأنواع أخرى من الأمراض النفسية المرتبطة بانخفاض التَّحفيز.
رصد الباحثون نشاط الدماغ عند 25 متطوعاً، تراوحت أعمارهم بين 18 إلى 29 عاماً، وذلك خلال قيامهم بتنفيذ مَهَمَّة جرى تصميمها من أجل تقييم مدى رغبتهم في العمل مقابل مكافأة نقدية.
أظهرت النتائج أن الأشخاص الطموحين الذين رغبوا في العمل بجد مقابل الحصول على مكافأة، كان إفراز الدوبامين ناقل عصبي لديهم أعلى في مناطق من الدماغ معروفة بأنها تلعب دوراً هاماً في الثواب والحافز، وهذه المناطق هي الجسم المُخَطَّط والقشرة المخيَّة البطنية الإنسية للفص قبل الجبهي.
ولكنَّ الكسالى ، وهم أولئك الذين كان لديهم رغبة أقل في العمل بجد مقابل الحصول على مكافأة، كانت مستويات الدوبامين ناقل عصبي لديهم أعلى في منطقة من الدماغ مسؤولة عن المشاعر وإدراك قيمة الخطر، والمعروفة باسم التلافيف الجزيرية الأمامية. لقد فاجأت وظيفة الدوبامين في هذه المنطقة من الدماغ الباحثين.
يقول مؤلف الدراسة مايكل تريدواي، وهو طالب في مرحلة ما بعد الدكتوراه، في نشرة أخبار الجامعة: إنَّ الدراسات السابقة التي أجريت على الفئران أظهرت أن الدوبامين هو مادة بالغة الأهمية لتحفيز الحصول على مكافأة، ولكن هذه الدراسة تقدم معلومات جديدة حول كيفية أنَّ الدوبامين يحدد الفروق بين الأفراد من ناحية سلوك البشر عند الباحثين عن المكافأة .
وسوف يجري نشر هذه الدراسة في العدد الصادر بتاريخ 2 أيار/مايو من مجلة العلوم العصبية.
ويقول المؤلف المشارك ديفيد زالد، أستاذ علم النفس، في البيان الصحفي: عند هذه النقطة، ليس لدينا أي بيانات تثبت أن هذا المقتطف من السلوك والذي مدته 20 دقيقة يتناسب مع تحصيل طويل الأجل لشخصٍ ما؛ ولكن عندما تقيس متغير صفة ما كرغبة الفرد في بذل جهد للحصول على أهداف بعيدة المدى، فسوف تكون قيِّمة للغاية .
هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد ما إذا كانت الاختلافات في مستويات الدوبامين تلعب دوراً في المستويات المتدنيَّة من التحفيز التي تشاهد لدى الأشخاص المصابين بأنواع معينة من المرض النفسي.
ويقول زالد: في الوقت الراهن، إنَّ التشاخيص التي لدينا لهذه الاضطرابات هي غامضة في كثيرٍ من الأحيان، وترتكز على الإخبار الذاتي عن الأعراض بشكل شخصي؛ تخيَّل كم سيكون قيماً إذا كان لدينا اختبار موضوعياً يمكنه أن يخبرنا ما إذا كان المريض يعاني من وجود عجز أو خلل في جهاز عصبي مستبطن؛ فمع وجود المقاييس الموضوعية يمكننا معالجة الحالات الكامنة بدلاً من معالجة الأعراض .