بريطانيا لتحقيق علني باغتيال الجاسوس ليتفينينكو
في الوقت الذي تضغط فيه لفرض عقوبات صارمة على روسيا، أعلنت بريطانيا أنها ستجري تحقيقا علنيا في وفاة الكسندر ليتفينينكو الجاسوس السابق في جهاز المخابرات السوفياتي
نصر المجالي: قالت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي في بيان، الثلاثاء إنه مرّ أكثر من سبع سنوات على وفاة السيد لتيفينينكو وآمل جدا ان يقدم هذا التحقيق بعض العزاء لأرملته . وكان ليتفينينكو اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وهو على فراش الموت بعد تسميمه في لندن عام 2006 انه هو الذي أمر بقتله.
وأغتيل الجاسوس السابق في لندن يوم 23 نوفمبر (تشرين الثاني) 2006 عن طريق تسميمه بمادة البولونيوم210 المشعة وعندها بدأ التحقيق في ملابسات الاغتيال حيث كان يعتقد أن الفاعل ليس سوى الاستخبارات الروسية.
وفي العام الماضي رفضت الحكومة البريطانية طلبا بالتحقيق في موت الذي توفي بعد ان احتسى كوبا من الشاي به نظير مشع نادر في فندق راق في لندن وهو ما تسبب باتهامها بمحاولة تهدئة الكرملين الذي نفى مرارا تورطه في الحادث.
فرض عقوبات
ويأتي قرار الحكومة البريطانية الجديد في الوقت الذي يقود فيه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مطالبات بفرض عقوبات صارمة على روسيا منها تجميد أصول حلفاء مقربين من بوتين بعد اسقاط طائرة الركاب الماليزية في شرق أوكرانيا الذي يسيطر عليه انفصاليون موالون لموسكو.
ومن المرجح أن يزيد التحقيق من توتر العلاقات البريطانية الروسية من خلال التطرق الى امكانية تورط موسكو في وفاة الجاسوس الروسي السابق وهو اتهام قال أحد كبار القضاة ان هناك أدلة تؤيده. ويشار إلى أن ليتفينينكو هو عميل سابق لدى الاستخبارات الروسية في مجال مكافحة الجرائم المنظمة (التنظيمات المسلحة)، وأصبح بعد توقفه عن العمل لدى الاستخبارات الروسية مناهضا لها.
وقام ليتفينينكو بفضح أمور غير قانونية تتعلق بالاستخبارات والملياردير الروسي بوريس بيريزوفسكي، حتى تم اعتقاله عام 1999، ثم اطلق سراحه لاحقا بعد أن وقع وثيقة تمنعه من مغادرة الأراضي الروسية، ثم هرب بعدها إلى بريطانيا وفيها أطلق اثنين من أشهر كتبه.
وفي كتابه تفجير روسيا Blowing up Russia كشف الجاسوس السابق أن المخابرات الروسية قامت بعمليات تفجير في روسيا لتحريض الشعب على الحرب على الأقليات المسلمة عبر إلصاق التهم بالمتمردين الشيشان.
صلاة الغائب
وكانت أقيمت لليتفينينكو صلاة الغائب في الجامع الكبير في وسط لندن بعد أن أعلن والده بأن أبنه ألكسندر قد كشف له بأنه اعتنق الإسلام وذلك قبل يومين من وفاته وأنه طلب أن يدفن حسب مراسم الديانة الإسلامية.
وحينها، قال وولتر ليتفينينكو والد الجاسوس قوله إن ابنه المولود لعائلة مسيحية أرثوذكسية والذي لديه صلات قوية بالمقاومة الإسلامية في الشيشان هو الذي طلب منه دفنه وفق الشعائر الإسلامية بينما كان يرقد في مستشفى يونيفرسيتي كوليج .
عميل مزدوج
وإلى ذلك، كان كشف النقاب أن ليتفينينكو كان عميلا أيضا للاستخبارات الاسبانية، وهذا إضافة الى كونه جاسوسا في صفوف الاستخبارات الروسية (إف إس بي) (وريثة كيه جي بي السوفياتية)، ثم الاستخبارات البريطانية.
وكان يعتقد أولا انه قطع صلته بعالم الجاسوسية إثر انشقاقه عن إف إس بي ولجوئه الى لندن حيث أظهر معارضته للرئيس بوتين وبدأ يكشف أسرار الكرملين القذرة فنال عقابه باغتياله وقيل بأوامر مباشرة من رجل روسيا القوي نفسه .
وفي وقت سابق أقرت أرملته مارينا ليتفينينكو، للمرة الأولى، بأن زوجها (43 عاما لدى وفاته) كان يعمل لجهازي الاستخبارات البريطانيين (إم آي 5) و(إم آي 6) وأنه تلقى عشرات آلاف الجنيهات لقاء خدماته لهما.
وكانت الأرملة مارينا تنكر هذا الأمر من باب الولاء لذكرى زوجها كما قالت، ولكن اتضح الآن أن ليتفينينكو كان يتلقى راتبين أحدهما من البريطانيين والآخر من الاسبان لقاء عمله لوكالات استخباراتهم.