الاعتكاف
ويستحب الاعتكاف في العشر الأواخر لفعل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ولم يثبت حديث واحد في فضل الاعتكاف.
الاعتكاف في المساجد كلها
قال الإمام البخاري في صحيحه : باب الاعتكاف في العشر الأواخر، والاعتكاف في المساجد كلها لقوله تعالى:
{ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد} (البقرة: 187)
قلت: وأما الحديث الذي
يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة ـ المسجد الحرام، والمسجد النبوي والمسجد الأقصى
فهو حديث ضعيف.
ما يجوز للمعتكف وما لا يجوز
ويجوز للمعتكف أن تغسل زوجته رأسه وترجله، ويجوز له التنظيف، والتطيب، والغسل، والحلق، والتزين، ويجوز له الخروج من المسجد لقضاء حاجته من شراء طعام، أو قضاء بول أو غائط، أو لشيء لابد منه؛ فقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم من المعتكف لإيصال صفية زوجه إلي بيتها (رواه البخاري) ولا يخرج لشهود جنازة أو عيادة مريض، ونحو ذلك. ويجوز للنساء الاعتكاف في المسجد مع أمن الفتنة والفساد، فقد اعتكف أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز لهن إلا بإذن أزواجهن، كما يجوز للزوج نقض اعتكاف زوجته وإخراجها من المسجد إن احتاج إليها لأمر ما. ويبطل الاعتكاف بالجماع، وكذا الخروج من المسجد لغير حاجةٍ. ويكفره للمعتكف كثرة الكلام بغير ذكر الله، وكثرة النوم، والتشويش على إخوانه المعتكفين، وكثرة الطعام والشراب.
وقت دخول المعتكف والخروج منه
ذهب الجمهور إلي أن وقت دخول المعتكف قبيل غروب الشمس، وأما قول عائشة: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف .. فيصلي الصبح ثم يدخل خباءه ، فقالوا: المراد دخول المكان الذي أعده لنفسه ليخلو فيه، وليس ابتداء الاعتكاف. ومن اعتكف الأيام والليالي معاً، فيدخل قبل غروب الشمس، ويخرج بعد غروب الشمس أيضاً، ومن أراد الاعتكاف في الليالي خاصة فيدخل قبل غروب الشمس، ويخرج بعد طلوع الفجر. وهذا آخر ما يسر الله كتابته في هذه الرسالة الوجيزة، فأسأل الله أن ينفعني بها والمسلمين، إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير، وهو حسبنا ونعم الوكيل، والحمد لله رب العالمين.