بعد غياب 60 عاماً.. "عسكرى الدرك" يعود بشعار "ها مين هناك"


أعلنت وزارة الداخلية بدء العمل بنظام عسكري الدرك من أجل تحقيق الأمن فى الشارع المصرى والتصدى لأعمال العنف والبلطجة سواء على المواطنين أو المنشآت العامة والخاصة، وأنه سيكون مسلحا بأحدث الأسلحة حتى يستطيع حماية نفسه وحماية المواطن صاحب الإستغاثة.

ويبدأ نظام عسكرى الدرك أولا فى الأماكن الحساسة فى القاهرة مثل الأماكن المحيطة بالسفارات والوزارات والهيئات والمتحف المصرى ومبنى ماسبيرو والشوارع التى يتواجد بها البنوك والأندية، وأن البداية ستكون فى منطقتى الزمالك وقصر النيل لما تحويه هذه المناطق من منشآت وأماكن حيوية على أن يتم تفعيل النظام فى جميع محافظات وميادين مصر بشكل تدريجى فى المرحلة المقبلة.

الدرك أو الجندرمة بالفرنسية هى هيئة شرطية مكلفة بواجبات ومهام خاصة لحماية السكان من المدنيين ويطلق على أعضاء هذه الهيئة أسم رجال الدرك أو رجال الجندرمة أو البيشمركة.

وتعود نشأة هذه القوات إلى تنظيم قوات الدرك الفارسية، حيث تشكلت وحدات الدرك الفارسية فى عام 2300 قبل الميلاد وبعدها انتقل هذا التنظيم إلى العديد من البلدان الأخرى.

كما يجمع المؤرخون على أن أول من أرسى قواعد عمل قوات الدرك كهيئة أمنية هدفها حفظ الأمن بين السكان المدنيين هى فرنسا، حيث أنشأت قوات الجندرمة فى القرن الثانى عشر الميلادى، وبعد ذلك انتقل هذا التنظيم إلى العديد من الدول الأخرى التى كانت لها صلة بفرنسا أو واقعة تحت سيطرتها أو استعمارها.

وفى النصف الثانى من القرن التاسع عشر، ارتبطت كلمة درك بالعثمانيين بعدما أدخلوا قوات الدرك لحفظ الأمن ومنذ ذلك الحين واسم رجل الدرك مرتبط بتعريف قوات الشرطة فى الكثير من البلدان العربية حتى وبعد انتهاء الخلافة العثمانية واستقلال الدول العربية عن الاستعمار الأجنبى مثل تونس والمغرب والجزائر.

ويعود تاريخ التسمية إلى تنظيم قوات الدرك الفارسية الذى تشكل فى عام 2300 قبل الميلاد، واستخدم هذا الأسم فى الكثير من الدول حول العالم فى القرن الثانى عشر الميلادى، ثم انتقل اسم الجندرمة من اللغة الفرنسية إلى العديد من دول العالم.

وفى الدول العربية تختلف التسمية، فى مصر والمغرب والجزائر والأردن تسمى هذه بقوات الدرك ، أما فى السعودية والعراق والكويت وتونس والبحرين تسمى قوات الحرس الوطنى ، وفى لبنان تسمى قوى الأمن الداخلى.

وعسكرى الدرك لابد وأن يتمتع بمواصفات خاصة تؤهله للقيام بأداء عمله مثل تمتعه بقدر عالى من الذكاء واللياقة البدنية وسرعة البديهة وحسن التصرف حتى يستطيع التصدى للعناصر الإجرامية ومطاردتها وضبطها قبل وقوع الجريمة وبدون أى خسائر بقدر الإمكان سواء بشرية أو مالية أو عينية.

وفى مصر كان نظام عسكرى الدرك مفعلآ فى كل الميادين والشوارع حتى قيام ثورة يوليو 1952، حيث ألغت هذا النظام وأختفى تمامآ من مصر.

وبعد اندلاع ثورة 25 يناير 2011، انتشرت حالة من الفوضى والعنف والإرهاب وساد الإنفلات الأمنى وخاصة بعد تراخى جهاز الشرطة عقب الثورة وفتح العديد من السجون وهروب الكثير من المساجين ومنهم المتهمين فى قضايا إرهاب وقضايا أخرى جنائية، وتم السطو على العديد من البنوك ومكاتب الصرافة وسرقة المنازل والسرقة بالإكراه مثل سرقة سيارات المواطنين بالإضافة إلى إنتشار أعمال الشغب والبلطجة فى الشوارع والميادين وهو الأمر الذى جعل الكثير يطالب بعودة عسكرى الدرك كمحاولة لسيطرة الأمن على الشارع المصرى وحماية المواطنيين والممتلكات العامة والخاصة.

وفى أكتوبر 2012، قرر اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية الأسبق عودة نظام عسكرى الدرك فى عدد من أقسام الشرطة بمديريات أمن القاهرة والجيزة والأسكندرية والأقصر وأسوان، وتم انتقاء العناصر المخصصة لذلك وتم تدريبهم وفق برامج متطورة لرفع اللياقة البدنية والرماية القتالية الثابتة والمتحركة وتم تدريبهم على الإنتشار السريع وتسليحهم لتحقيق الردع والتصدى الفورى لأى محاولات عنف وبلطجة وإرهاب على المواطنين وعلى المنشآت سواء العامة أو الخاصة بالإضافة إلى تزويدهم بالسيارات حتى يكون هناك سرعة فى الانتقال إلى مكان الحدث، وأجهزة لاسلكى وتم الربط بينهم وبين غرفة عمليات وزارة الداخلية حتى يتم التواصل من أجل تحقيق الأمن فى الشارع وللمواطنين.

ولكن بعد إقالة اللواء جمال الدين وتعيين اللواء محمد إبراهيم وزيرآ للداخلية من قبل الرئيس المعزول محمد مرسى، وفى فبراير 2013 أى بعد تعينه بشهر واحد، أصدر إبراهيم قرارا بإلغاء نظام عسكرى الدرك حتى أول شهر يوليو الجارى، وقرر عودة هذا النظام مرة أخرى بهدف تحقيق الأمن وإعادة الإنضباط على حد تعبيره.

واشتهرت شخصية عسكرى الدرك من خلال أفلام السينما المصرية فى فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى وخاصة فى الأفلام الكوميدية مثل أفلام الفنان الكوميديان الراحل إسماعيل ياسين، واشتهر الفنان الراحل رياض القصبجى بشخصية الشاويش عطية إثر قيامه بأداء دور عسكرى الدرك فى العديد من الأفلام، والذى إشتهر بعبارة (ها مين هناك).