التغذية الصحية .. سر الجمال والشباب الدائم

الفجر الطبي



تعد الصحة والجمال وجهان لعملة واحدة؛ فالجسم الذي يتمتع بالصحة والعافية يشع جمالاً طبيعياً وسحراً داخلياً. لذا تعتبر التغذية الصحية التي تعتمد على الخضروات والفاكهة ومنتجات الحليب وتخلو قدر الإمكان من الدهون والحلويات سر الجمال والشباب الدائم؛ حيث تعمل العناصر المغذية الموجودة بها على تقوية الشعر والأظافر وتمنح البشرة مظهراً مشرقاً يشع نضارة وحيوية.

وقال طبيب الأمراض الجلدية الألماني كريستوف ليبيش إن التغذية الصحية والمتوازنة تعد بمثابة إكسير الصحة للجسم بأكمله. ونظراً لأن الجلد هو أكبر عضو بالجسم؛ لذا فهو يتأثر بالطبع بالأطعمة التي يتم تناولها؛ ومن ثمّ يمكن للمرأة التمتع ببشرة نضرة تنبض بالشباب والحيوية من خلال تناول الأطعمة الصحية المتوازنة الغنية بالفيتامينات والعناصر النزرة كالحديد والزنك مثلاً.

وأضافّ ليبيش قائلاً: من الأفضل أن يتم الإقلال قدر الإمكان من تناول رقائق البطاطس المحمرة والنقانق والأطعمة الغنية بالدهون، مع الإقلاع عن التدخين والكحوليات؛ حيث تتسبب هذه العوامل في فقدان البشرة لنضارتها ورونقها وتجعلها تبدو شاحبة .

وتلتقط خبيرة التغذية الألمانية ميشائيلا غادرمان طرف الحديث مؤكدةً أن الكريمات والغسول وغيرها من مستحضرات العناية بالبشرة لا تكفي وحدها للحصول على بشرة نضرة ومشرقة دون إتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.

وأوضحت غادرمان ذلك بقولها: إذا اعتمدت المرأة في أطعمتها على رقائق البطاطس المحمرة والنقانق والشوكولاتة وغيرها من مثل هذه الأطعمة غير الصحية، لن يمكنها حماية بشرتها من العوامل البيئية المحيطة بها، لاسيما الأشعة فوق البنفسجية الضارة للشمس وعمليات التقدم في العمر، حتى وإن استخدمت أفضل مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة .

الشوكولاتة الداكنة

واستدركت الخبيرة الألمانية غادرمان قائلة: إتباع نظام غذائي صحي ومتوازن لا يعني بالضرورة الاستغناء التام عن اللحوم والحلويات؛ حيث أن تناول اللحوم بمعدل مرتين أسبوعياً يعمل على إمداد الجسم بعنصر الحديد المهم للبشرة والجسم بأكمله، كما أن تناول الشوكولاتة الداكنة بكميات معتدلة يعمل على زيادة محتوى الكولاجين بالبشرة وتحفيز عمليات تدفق الدم بها وكذلك إمدادها بالرطوبة .

ومن جهته، يوصي فنان التجميل الألماني هورست كيرشبرغر بالإكثار من منتجات الحليب؛ كونها غنية بالكالسيوم الذي يعمل على تقوية الشعر والأظافر، كما أنها تمد الجسم بفيتامين (ب2) الذي يقي البشرة من البثور الحمراء والقشور الناتجة عن الالتهابات.

وأردف كيرشبرغر أنه من الأفضل أيضاً أن تتناول المرأة 5 حصص من الفاكهة والخضروات موزعة على مدار اليوم، مع استبدال منتجات الدقيق الأبيض بمنتجات الحبوب الكاملة والابتعاد قدر الإمكان عن الأطعمة الجاهزة.

الدهون غير المشبعة

وأشار فنان التجميل إلى أنه من الأفضل أيضاً الاعتماد على الأحماض الدهنية غير المشبعة كالموجودة مثلاً في الأسماك والمكسرات وكذلك في زيت الكانولا أو زيت بذرة الكتان؛ حيث تعمل هذه الأحماض على الحفاظ على الغشاء الخلوي بخلايا الجلد؛ ومن ثمّ تُصبح البشرة أكثر نعومة وتشع بالنضارة والحيوية وأكثر مقاومة للالتهابات.

وإلى جانب الأطعمة أكدّ طبيب الأمراض الجلدية ليبيش على أهمية تناول كميات وفيرة من الماء، موضحاً فائدة ذلك بقوله: البشرة التي لا يتم إمدادها بالماء تبدو شاحبةً ومترهلة تماماً كالوردة التي تذبل إذا لم تُسقى ، مع العلم بأن كلاً من الشاي الأخضر والأسود وكذلك عصائر الفواكه ذات اللون الأحمر كعصير الطماطم مثلاً تتمتع بفوائد متعددة لجمال البشرة، ترقى لمستوى فاعلية مستحضرات العناية والتجميل.

وأوضحت خبيرة التغذية الألمانية غادرمان أنه يمكن مثلاً حماية البشرة من أشعة الشمس؛ حيث تكتسب البشرة بشكل تلقائي معامل حماية طبيعي من أشعة الشمس بمقدار يتراوح بين 4 و5 من خلال تناول كوب من عصير الجزر أو ملعقة من معجون الطماطم يومياً في الصيف.

وصحيح أن ذلك لا يكفي لحماية البشرة من الأشعة فوق البنفسجية الضارة على نحو تام، إلا أنه يوفر للبشرة على الأقل قدراً من الحماية الأساسية من أشعة الشمس الضارة.