المرأة المطلقة صراع مع المجتمع وأزمتها النفسية.. وخبراء: 60 % من النساء لديهم عقدة الذنب من الطلاق



شريهان فاروق وندى البرادعي

تعاني المرأة وخاصة في المجتمعات الشرقية من آثار الطلاق، وتجد المرأة المطلقة صعوبة في التكيف اجتماعيا، كما تواجه صعوبات في خوض التجربة مرة أخرى، وأشدّ ما يضايق المرأة في هذه المرحلة بالإضافة إلى فقدان دوره كزوجة، خسارتها لدوره كأم في بعض الأحيان.

يهتز كيان المرأة بعد الطلاق، وتتأثر نفسيتها حتى وإن كانت هي من اختار هذا القرار، وتمر بسلسلة من المراحل العاطفية من وقت الطلاق، وحتى تستطيع أن تتعود على الوضع الجديد.

ويؤكد خبراء العلاقات الزوجية، أن المرأة المطلقة تمر بعدة مراحل نفسية خاصة إذا كانت هي من طلب الانفصال، وتميل في البداية إلى التنصل من المسؤولية وإلقاء اللوم على طليقها، وتكون في حالة صدمة وإنكار لما حدث.

وتنتقل حسب المختصين إلى مرحلة الحداد ، ويصعب عليها التركيز في المسؤوليات الملقاة على عاتقها، سواء الأمومة، أو عملها وتتوقف حياتها عند لحظة الانفصال عن زوجها، ويصبح الغضب هو العاطفة التي تسيطر عليها ويتحكم التوتر في جل تصرفاتها، وخاصة في ما يتعلق بأبنائها، وتصب جل تركيزها على العناية بهم، وفي النهاية تتقبل المرأة الأمر الواقع وتلملم جراحها وتبحث عن قوتها الداخلية بعد أن أصبحت بمفردها، وتبدأ بالتفكير في المستقبل، وتفكر في كيفية مواجهته وحدها، وتحاول البحث عن بداية لحياة جديدة.

نفسيون:60 % من النساء يشعرن بعقدة الذنب بعد الطلاق.. ولابد من مواجهة المجتمع

وعن ذلك وما تعانيه المرأة من المجتمع بعد الطلاق ومن حالتها النفسية التي تكون سيئة، قال أحمد عكاشة، أستاذ الطب النفسي لـ الفجر ، إن 60 بالمئة من النساء يشعرن بعقدة الذنب بعد طلاقهن، حتى وإن كنّ على حق، وعندما تفكر في الزواج ثانية فإنها تحاول التنازل عن كثير من مبادئها الجيدة؛ في محاولة لتحقيق زواج ناجح بعد التجربة الأولى الفاشلة.

وأكد عكاشة ، أن المرأة المطلقة عليها أن تواجه المجتمع بكل شجاعة، مشيرًا إلى أن من يصنع أزمة المرأة المطلقة هي المرأة نفسها، فهي التي تفقد الثقة في ذاتها، وبالتالي تبدأ بالتأثر في أقوال الأخرين وتبدأ حالتها النفسية أن تصبح سيئة لغاية.

فيما أوضح أن الحل للمرأة المطلقة يكمن في خمس خطوات وهي مواجههةالمجتمع بكل جرأة _الثقة في النفس وفي كل خطوة تم إتخاذها _ أن تركز المرأة المطلقة في عملها وأولادها حتى تستطيع التأقلم مع المتجمع _ أن تلقي كلام الناس المحيطين بها خلف ظهرها _ أن تقرب من الله لأنه هو الوحيد القادر على أن يسمع شكوها ويعلم ما بداخلها .

فيما قالت الدكتورة منال زكريا، أستاذ الطب النفسي، أنه لابد من أن ننظر للطلاق من حيث المدة الزمنية، هل الطلاق كان بعد قصة حب أم زواج صالونات لأنه لو كان بعد قصة حب تأثيره النفسى كبير جدا .

وتابعت زكريا، أنه لابد أن ننظر للظروف النفسية للزواج و بالأخص المرأة، هل المرأه معتمدة على زوجها بشكل كامل أم معتمدة على نفسها له تأثير كبير أيضا ، موضحة أن المرأة حينما يكون ليس لديها علاقات اجتماعية سيجعل التأثير النفسي أكبر

ناشطات في مجال المرأة: المجتمع المصري أسوء ما تتعامل معه المرأة المطلقة

فيما أكدت مريم نصر الله، أحدى الناشطات بمؤسسة نظرة، أن المشكلة تعامل المجتمع مع المرأة المطلقة، موضحة أن برز المشكلات التي تواجه المطلقات بل وتعتبر أصعبها مسألة الحضانة إذا كن لديهن أطفال ونظرة المجتمع المتحفظة لها ونظرة الشك والخوف التي تحيط بها من جميع من حولها سواء كانوا أهلا أو أصدقاء، والضغوط النفسية التي تعاني منها نتيجة تغيير المجتمع المحيط بها ما يضطرها إلى تكوين صداقات جديدة مع نساء في مثل ظروفها، ونظرة بعض الرجال السيئة الذين يعتقدون أن المرأة المطلقة فريسة سهلة الاصطياد كل هذه المواقف تجعل المرأة تعاني من مشكلات نفسية واجتماعية.

وأوضحت أن الحل مع المرأة المطلقة هي التعامل ومواجهة المجتمع بشكل مباشر وأن تعطي لنفسها الفرصة الكافية لكي تتعافي من زوجها الأول، وتستطيع عقبها النظر إلى الرجل مرة أخرى.

ومن جانبها، قالت عبير أبو الوفا، القيادية بالقومي للمرأة، إن التعامل مع المرأة المطلقة في الوقت الحالي، أصبح أكر تطورًا، منتقدة التصنفيات المجتمعية للمرأة المطلقة أو الغير مطلقة.

وأشارت أبو الوفا إلى أن التصنيفات تلك تضع المرأة تحت ضغط نفسي، ما يجعلها غير قادرة على التعامل مجتمعيًا.

نماذج من نساء مطلقات: الأمر ليس معقد كما يصوره المجتمع والأهل

فيما قالت ن،م أحدى المطلقات، إن الأمر ليس معقدا كما يصف المجتمع المصري المطلقات، مشيرة إلى أن هناك أسباب عديدة تدفع الزوجة إلى الطلاق، وسط إهمال حقوقها وإهدار كرامتها وعملها من قبل زوجها.

وأكدت أن حضانة الأطفال التى يشتعل عليها الخلاف، هي أمر لا جدال فيه وخاصة وإذا كانت الأم حاضنة، مؤكدة أن المجلس القومي للمرأة أصبح يوفر دورات تدريبية لسيدات المطلقات للتأقلم مع المجتمع.