كيف تتخلص من ادمان المخدرات نهائيا؟؟
تترافق الرغبة بالتخلص من الإدمان في العادة بالبحث عن المساعدة و البحث عن البدائل الممكنة لهذا السلوك وتعلم وتجريب أنماط سلوك بديلة وتنمية اتجاهات ومواقف إيجابية نحو الحياة.
وبغض النظر عن الوسائل التي يتم فيها سحب المادة فإن العملية تترافق دائما بالقلق والتوتر وعدم الثقة والخوف من الانتكاس . وهذه المشاعر يمكن أن تقود إلى رفع حدة الأعراض الجسدية إلى درجة شديدة. ويشكل الدعم الاجتماعي والنفسي المتفهم من قبل المحيط ضرورة لابد منها في هذه المرحلة الذي تقع على عاتقه مهمة التشجيع والمواساة والتقبل والمساعدة.
ويشبه سحب الهيروئين مرض الأنفلونزا أو نزلة برد شديدة تستمر بين 3 إلى 7 أيام ، غير أن أعراض السحب التي تظهر على الشخص يمكن أن تكون شديدة وذلك حسب الجرعات ومدة تناولها وحسبما إذا كان الشخص يتناولها مع مواد أخرى ( الكحول ، الأدوية …الخ). وينبغي إجراء سحب تعلق الكحول والأدوية والتعلق بأكثر من مادة في المستشفى بسبب المضاعفات التي يمكن أن تحدث كالتشنجات مثلاً. وبعد إنهاء عملية السحب الجسدي ينبغي البدء بعلاج نفسي لضمانة عدم الانتكاس على المدى البعيد.
الـــــــعـــلاج
مثلما ينشأ التعلق والإدمان خلال عملية طويلة تختلف من فرد لآخر لابد من فهم التوقف عن التعاطي وعلاج الادمان على أنه عملية طويلة مختلفة فرديا أيضا.. وفي هذه العملية تنمو القدرة على مقاومة الواقع بشكل أكبر وتعود القدرة على التبصر والتفكير والحكم الصحيح ويتناقص الخوف من المستقبل وينخفض الهروب من مواجهة المشكلات وتزداد الثقة بالنفس وصولاً إلى تقبل حالة الصحو الدائم بدون عقاقير. وهناك مجموعة كبيرة من البرامج العلاجية التي تم تطويرها في السنوات الأخيرة والتي يعمل فيها متخصصون نفسيون وأطباء ويمكن إجراء المعالجة في مع الإقامة في المشفى أو على شكل علاج بدون إقامة كاملة وذلك حسب الحالة.
ما الذي يمكننا فعله من أجل تجنب الإدمان ؟القول بصورة عامة أنه لابد لإجراءات الوقاية أن تهدف إلى تمكين الأطفال واليافعين من تحمل المسؤولية الذاتية عن النفس والمحيط وإتاحة الفرصة لهم في التغلب على المشكلات والصراعات التي يواجهونها وإكسابهم معنى إيجابي للحياة. وينبغي هنا ألاّ تتصدر المواد المسببة للإدمان مركز الصدارة وإنما الإنسان بمخاوفه وحاجاته ببحثه عن معنى الحياة ورغبته بتحقيق حاجاته الأساسية والأمان والاعتراف والإنسانية .
وينبغي تعليم الأطفال واليافعين تحمل الإرهاقات ، أي التغلب على المواقف غير المرغوبة والمزعجة . ودور التربية يكمن هنا بشكل خاص في منح الأطفال الشعور بالأمان وتشجيعهم على مواجهة التحديات والصعاب . كما وتتضمن التربية على الاستقلالية وضع الحدود . فالحدود الواسعة جدا تقود إلى صعوبات في التوجه بينما تؤدي الحدود الضيقة إلى إعاقة الأطفال من إمكانية اختبار الأطفال لإمكاناتهم في مجال محدود جدا وإلى عدم وضوح الحدود من خلال تبنيهم لسلوك غير سلوكهم الذاتي و صعوبات التوجه والضياع وعدم الثقة.
وعندما يلاحظ الأهل والمربون أن ابنهم قد تناول أحد أنواع المواد المسببة للإدمان عليهم تجنب ردود الأفعال العنيفة. فالتناول أو التجريب لمرة واحدة لايعني بعد أن الطفل أو اليافع قد اصبح مدمنا . ومن المهم هنا عدم استخدام العنف وإبقاء خط التواصل والحديث مفتوحا وعرض تقديم المساعدة ومناقشة مشكلات المعني بالأمر ومحاولة حلها، وفي كل الأحوال ينبغي عدم التهوين من الأمر .
بالإضافة إلى ذلك ينبغي على كل إنسان أن يسأل نفسه حول الكيفية التي يتغلب فيها على مشكلاته ، ومدى البساطة التي يتم فيها في كثير من الأحيان التعامل مع السيجارة أو الكحول أو الأدوية .
وكل من يعمل مع الأطفال واليافعين عليه أن يدرك أهمية وظيفته كقدوة لهم وبالتالي مدى تأثيره بهم من خلال سلوكه ودعمه لهم وتشجيعهم على الوقاية.