بعد عام من المعاناة.. سيناء بين صراع الإرهاب وتهميش الدولة


محمد الصياد


ناشطة سيناوية: مرينا بأصعب عام منذ تحريرنا في 25 أبريل 1982

قائد سابق بوحدات الصاعقة: الإرهاب أعلن إفلاسه بسيناء.. وتم إفشال مخطط الدولة المستقلة

مؤسس الجهاد: الجيش قضى على العمود الفقري لأنصار بيت المقدس

محمد زاهر: الإرهاب في سيناء يلفظ أنفاسه الأخيرة

مر قرابة العام من الحرب التي شنتها القوات المسلحة على الإرهاب الأسود في سيناء، وعلى تنظيم ما يسمي أنصار بيت المقدس، الذي قام بعمليات انتحارية ضد عناصر الجيش والشرطة في سيناء في أعقاب ثورة 30 يونيو، التي أطاحت بحكم الإخوان، وعزلت الرئيس السابق محمد مرسي، الأمر الذي أدخل البلاد في موجة من الهجمات الإرهابية في أنحاء متفرقة.

إرهاب بدأ أولى عملياته باستهداف أفراد القوات المسلحة القائمين على حراسة الجانب الشرقي من الحدود المصرية بقتل 16 جنديا في شهر رمضان قبل الماضي، واستمرت لقتل الكثير أيضا قبل أن بدأ القوات المسلحة والشرطة بشن حرب ومداهمات على بؤر الإرهاب وأماكن تجمعاته في سيناء.. الفجر رصدت حال سيناء بعد ذلك العام من الحرب على الإرهاب..

وقالت الناشطة السيناوية مني برهومة، إنه لا يمكن لأحد إنكار التقدم الأمني الكبير والملموس في سيناء بعد قيام القوات المسلحة بمهاجمة بؤر الإرهاب الأسود، لافتة إلى أنه بعد مرور عام على المواجهة في سيناء من 30 يونيو 2013 حتى هذا العام، لا زلنا نعيش في ظروف صعبة، قائلة: أصعب عام يمر على سيناء منذ تحريرها في 25 أبريل 1982.. نحن نعيش الحرب يوميا وعشناها على مدار عام متواصل ضد الإرهاب، وما زلنا لم نشعر بالأمان ودائمي القلق وعدم الاطمئنان .

وأضافت برهومة، في تصريح لـ الفجر ، أن هذه الحرب أدت لخسائر بشرية ومادية ولا نعلم متى تنتهي، متسائلة: هل كتب علينا نعيش نحن سكان الحدود بسيناء بين خيارين لا ثالث لهما أما الحرمان من الحقوق والتجاهل وأما حرب وحصار؟ .

وتابعت أن سيناء وخاصة المنطقة ج بحاجة إلى أمن وتنمية، لأنهما وجهان لعملة واحدة وهي حماية سيناء ، لافتة إلى أن سيناء لم ترى من المسئولين سوى التصريحات الوردية، مطالبة بسرعة تعديل اتفاقية كامب ديفيد وتأمين حدودنا بما يناسب ويتناسب مع الحماية الكاملة للأمن القومي المصري، والعمل على محور تنموي لسيناء وإعاده إدماج أهلها في المجتمع المصري بعد عصور من التهميش والإهمال .

وأكد العقيد أركان حرب حاتم صابر، القائد السابق بوحدات الصاعقة، أن الوضع اليوم في سيناء وبعد مرور عام أصبح أفضل بكثير عن ذي قبل، مشيرًا إلى أن ما يحدث من هجمات بسيطة بواسطة عبوات ناسفة محلية الصنع هو نوع من الإفلاس بعد أن قامت القوات المسلحة بتجفيف منابع التمويل بشكل شبه كامل.

وقال صابر، إن ذلك الأمر يمكن ملاحظته من أسلوب التنظيمات الإرهابية في الهجمات التي تقوم بها، التي تعد معظمها إن لم تكن كلها فاشلة، لافتًا إلى أن الضربات المتتالية التي نفذت من قبل قوات الجيش ضد البؤر الاجرامية وقيادات هذا التنظيم استطاعت كسر عموده الفقري، وقضت على مخططه الذي وضع قبل أعوام، واستطاع إفشال هذا المخطط، الذي كان يقضي بإقامة دولة مستقلة في سيناء.

وأوضح القائد السابق بوحدات الصاعقة، أن تنفيذ عمليات في عمق مصر هي نوع من أنواع فقدان الاتزان في سيناء، ومعظم عملياته صارت تعتمد على تقنيات بدائية، ما يدل على كم الضربات التي تلقاها، وأوشكت أن تقضي عليه .

فيما قال الشيخ نبيل نعيم، مؤسس تنظيم الجهاد، والجهادي السابق، إن تنظيم أنصار بيت المقدس كسر تماما وفقد إتزانه ووجوده على الأرض بعد ما تم توجيه ضربات موجعة من قبل الجيش المصري في سيناء والقبض علي الكثير من قيادتها، التي تمثل العمود الفقري للتنظيم، مؤكدا أن هذا التنظيم الإرهابي سينتهي في أقرب مما يتصور الجميع وسيدفن تماما.

وأكد اللواء محمد زاهر، خبير مكافحة الإرهاب الدولي، أن الإرهاب في سيناء يلفظ أنفاسه الأخيرة حاليا، قائلًا: إن الجيش بكفاءته القتالية التي أعرفها جيداً واستعدادته لن يستغرق وقتاً طويلا في وأد الإرهاب في سيناء.. والحرب علي الإرهاب في سيناء في نظري لا تقل أهمية عن حربي الاستنزاف وأكتوبر .

وأضاف زاهر، أنه في الحربين السابقتين كنا نقاتل عدو نعرفه جيداً ونعرف تحركاته ونواياه أما في حربنا علي الإرهاب عدونا غامض وتحركاته غير متوقعة.. وأعتقد أنه بهذا الأداء للجيش المصري لن يمر شهر واحد إلا ونجد سيناء قد انتُزعت منها آفة الإرهاب إلى الأبد .